أكد الرئيس حسنى مبارك والرئيس التركى عبد الله جول ضرورة الوفاء بالاستحقاق الرئاسى فى لبنان على نحو عاجل دون ابطاء ، وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية بين أبناء العراق بما يضمن استقرراره ووفاقه الوطنى ووحدة اراضيه" وأكد الرئيس مبارك -فى كلمة استهل بها المؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره التركى عقب مباحثاتهما بالقاهرة -بأنه والرئيس جول اتفقا على ضرورة المتابعة الجادة لنتائج اجتماع انابوليس وتكثيف الجهود لدفع مفاوضات السلام بما يحقق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وينهى معاناة الشعب الفلسطينى . وأكد الرئيس حسنى مبارك أن زيارة الرئيس التركى عبد الله جول إلى القاهرة تعطى دفعة جديدة لعلاقات التعاون بين البلدين ، وتعكس أيضا الرغبة المشتركة فى مواصلة التشاور والتنسيق والمضى بالعلاقات بين مصر وتركيا إلى آفاق جديدة . ورحب الرئيس مبارك بالرئيس عبد الله جول صديقا عزيزا وأخا كريما ، معربا عن سعادته بالمشاورات البناءة التى جرت بينهما فى أجواء ايجابية للغاية تعكس متانة العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين . وأضاف الرئيس أن المباحثات تطرقت أيضا إلى العلاقات العربية التركية والوضع فى منطقة الخليج ، مشيرا إلى أن المشاورات أوضحت المصلحة المشتركة فى احتواء النزاعات وبؤر التوتر القائمة وتفادى نشوب بؤر توتر جديدة تحقيقا لسلام وأمن واستقرار الشرق الأوسط ورخاء دوله وشعوبه . وأوضح الرئيس مبارك أن المباحثات بين الجانبين تناولت التعاون القائم فى الإطار الأورومتوسطى وفى إطار منظمة المؤتمر الإسلامى والجهود الاقليمية والدولية للتصدى للارهاب . من جانبه ، عبر الرئيس التركى عبد الله جول عن سعادته البالغة بزيارته مصر واجتماعه مع الرئيس مبارك ، لافتا إلى أن مصر هى أول دولة عربية يزورها بعد توليه رئاسة الجمهورية ، ونوه بحكمة الرئيس مبارك وخبرته الطويلة فى القضايا الإقليمية . وقال جول - فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس حسنى مبارك - إن العلاقات المصرية التركية قديمة ومستمرة ، وأن مصر وتركيا دولتان كبيرتان فى حوض البحر المتوسط وبينهما علاقات متطورة و"الفضل يرجع فى ذلك إلى دعم السيد الرئيس مبارك" ولفت الرئيس التركى إلى أنه بحث مع الرئيس مبارك الموقف فى لبنان , مؤكدا تأييده الكامل لمبادرة الجامعة العربية الأخيرة بشأن لبنان ووصفها بأنها فرصة ممتازة يجب استغلالها . وعن كيفية تلافى أى معوقات لانطلاق العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا وخاصة فى موضوع تحرير التجارة مع سعى تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى , أكد الرئيس التركى عبد الله جول أن العلاقات التركية الأوروبية ليست بديلا عن العلاقات التركية العربية أو الأفريقية . وفى رد على سؤال حول تصريحات الرئيس الأمريكى جورج بوش بأن برنامج طهران النووى يشكل خطرا على المنطقة أجاب الرئيس مبارك قائلا"إن برنامج إيران النووى ليس لدينا تفاصيل عنه ، فإذا كان خطرا فيجب حله بالطرق السلمية ولا داعى لاستخدام القوة فيه لأن استخدام القوة سيؤدى إلى عواقب خطيرة جدا فى المنطقة وفى العالم كله" . وعقب الرئيس التركى قائلا "نحن نؤيد استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية أما لانتاج أسلحة الدمار الشامل فنحن لا نؤيد استخدام القوة النووية فى هذا المجال ، فلابد أن تحل المشاكل بين البلاد عن طريق الدبوماسية" . واختتم جول كلمته بالقول "علاقاتنا مع مصر قوية وبهذه الزيارة أصبحت أقوى من الأمس ، أشكر الرئيس مبارك على دعوته لى للحضور إلى مصر , وأنا أبلغته بأننا نرغب فى لقائه فى تركيا فى أقرب وقت" وفى السياق ذاته ، أكد الرئيس حسنى مبارك -فى حديث مع الكاتب الصحفى والمذيع بالتليفزيون التركى محمد على بيراند- أن مصر وتركيا ترتبطان بعلاقات تاريخية وثيقة ، وتعاون مثمر فى مجالات عديدة بين البلدين. وأضاف الرئيس مبارك أن العلاقات بين البلدين تتسم بالاستمرارية بصرف النظر عن الأحزاب والحكومات ، وتلتقى حول المصالح المشتركة وأمن وسلام واستقرار الشرق الأوسط ، وتتزامن هذه التصريحات مع انعقاد القمة المصرية التركية بالقاهرة الثلاثاء. وأوضح الرئيس مبارك ان العلاقات بين البلدين اكتسبت زخما كبيرا خلال السنوات الثلاث الماضية حيث بلغ حجم التجارة العام الماضى ( مليارا و451 مليون دولار) نتطلع لزيادته بعد أن دخلت اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ ، كما تزايدت الاستثمارات التركية وانتقلت العديد من المشروعات الى مصر لتشكل نواة للمنطقة الصناعية التركية الجارى اقامتها على مساحة مليونى متر مربع بمدينة السادس من أكتوبر. كما أعرب الرئيس مبارك عن تطلعه لاستمرار دور تركيا الداعم لجهود السلام واستعادة الهدوء والاستقرار للعراق واحتواء المواجهة مع ايران حول ملفها النووى . القمة المصرية التركيةتناولت مجمل الأوضاع الاقليمية خاصة ما يتعلق بالعراق ولبنان وفلسطين ، بالاضافة الى القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. كما ركزت المباحثات على العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة فى المجالات الاقتصادية ودعم التعاون الاقتصادى والاستثمارى المشترك فى ضوء تنامى حجم الاستثمارات التركية فى مصر وزيادة التبادل التجارى المصرى التركى . وكان الرئيس مبارك قد استقبل صباح الثلاثاء بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة الرئيس التركى عبد الله جول الذى يقوم بزيارة رسمية لمصر تستغرق ثلاثة أيام ، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمية واستعرض الرئيسان حرس الشرف الذى اصطف لتحيتهما.