تدخل الأردن اليوم( السبت7 يوليو) في التصويت العالمي علي اختيار مدينة البتراء عجيبة من عجائب الدنيا السبع, والتي يتم التصويت عليها في البرتغال, وهو ما جعل الأردن تروج لنفسها كبلد سياحي حيث ان الاعتماد علي السياحة أحد الروافد الرئيسية للدخل القومي, حيث تسهم ب96% والدليل علي ذلك النمو المتزايد في القطاعات السياحية والفندقية. وتملك الأردن من مقومات السياحة ما يؤهلها لذلك, ويضع القادة الأردنيون قضية السياحة علي رأس الأجندة ويحددون لها استراتيجيات وطنية أردنية تتمثل في تطوير المنتج السياحي وخلطه بالناحية الدينية ومزجه بالثقافية مما يساعد علي اطالة اقامة السائح وتعظيم ايرادات وتوسيع فرص العمل وتوفير خدمات البنية التحتية لتوفير البيئة الجاذبة للاستثمار في المناطق السياحية لاقامة المشاريع الاستثمارية ومشاريع المرافق الخدمية والسياحية والسعي للارتقاء بخدمات السياحة الي أعلي المستويات العالمية والاعتماد علي أفضل معايير الجودة مع دمج المجتمعات المحلية والمؤسسات غير الحكومية والقطاع الخاص في مشروعات التنمية السياحية والحفاظ علي التراث والموروث المتصل بالمكان والإنسان في المواقع الأثرية والسياحية وتكثيف برامج التسويق علي المستويين العالمي والعربي. والدليل علي ذلك أن جامعة الطفيلة التقنية برئاسة الدكتور سلطان أبوعرابي عقدت مؤتمر البتراء الدولي للكيمياء في أحضان البتراء الأثرية وذلك بالتعاون مع الجمعية الأردنية الكيميائية وبمشاركة300 عالم وباحث من أساتذة الجامعات والمراكز البحثية يمثلون48 دولة عربية وأجنبية يتحدثون بلغة واحدة مشتركة هي لغة الكيمياء, لمناقشة الجديد في تحليل وتركيب وفصل المركبات الكيميائية التي تستخدم في الصناعات الدوائية والبتروكيماويات والنسيج والأصباغ والبلمرات وغيرها, فكانت تظاهرة علمية وثقافية وسياحية نجحت فيها جامعة الطفيلة للترويج سياحيا للأردن وبالأخص البتراء المرشحة لأن تكون عجيبة من عجائب الدنيا السبع. ويقول الدكتور سلطان أبوعرابي رئيس جامعة الطفيلة, إن البتراء مكان جدير بالزيارة والمشاهدة فهي لمن لا يعرفها, هي البتراء الوردية التي نحتها ازميل فنان في الجبل وجعل منها عاصمة للانباط منذ ألفي عام وهي أعظم كنوز الأردن التي تتواري بين الوديان الضيقة والهضاب المرمرية جنوبي الأردن وتحمل بين جنباتها أروع آثار الأردن ويمكنك أن تدخل التاريخ بمفتاح البتراء الذي يفتتح أمام السائح ممرات التاريخ والحقب من خلال معابدها واضرحتها وسدودها ومسارحها وكهوف الأنباط والهتهم فعندما تعكس أشعة الشمس الذهبية علي الحجر الوردي تتلألأ البتراء لمريديها. فهي معقل الأنباط القبيلة العربية التي جاءتها من شمال الجزيرة العربية منذ ألفي عام وامتد حكمها من بداية القرن الثالث ق.م حتي عام106 م, وهناك أساطير كثيرة تتحدث عن هذه المنطقة الجبلية التي شهدت أحداثا فاعلة في التاريخ. وتقع البتراء في منطقة جبلية شديدة الوعورة ولكي تتمكن من الوصول اليها عليك بثلاث ساعات مشي, وان تلبس في قدمك سحافة, حيث انك تمر بمضيق ضيق جدا بين الجبال المرتفعة يخلو من أي مكان متسع يسمح لنا بأخذ قسط ولو صغير من الراحة, وبعد مرورنا من المنعطف الأول نفاجأ بآثار ذات أحجام هائلة تماثل الجبال في ضخامتها مزينة بأربع مسلات ذات ارتفاعات كبيرة لكن عوامل التعرية المختلفة وبعض الهزات الأرضية العنيفة أدت الي تحطم عدد من الجدران الموجودة فشطرت الي نصفين. وبعبور أحد الممرات الضيقة التي تخترق الجبال علي ارتفاع كبير من الأرض نجد معبدا منحوتا في قلب الصخر محاطا بضوء أحمر من أشعة الشمس وبعد عشر خطوات تقريبا نجد الخزنة أو جوهرة البتراء وهو أثر ارتفاعه40 مترا وعرضه28 مترا اطلق عليه ذلك للاعتقاد بأن أحد الفراعنة القدماء أخفي كنزا ثمينا في هذا المكان, ومازالت بنيته تحتفظ بحالتها الأصلية, وبالنظر الي مدخل هذا البناء نجد أعمدته نادرة وتزينها سنابل القمح وقرون الأبقار( رمز الإلهة إيزيس). وبعد منعطف آخر وعلي مسافة قريبة من الخزنة نجد البتراء التي نحتت في الصخور الجبلية علي شكل أشبه بخشبة المسرح ذات حوائط متباعدة وكأنها ستائر المسرح ويبدو أنه قديما كانت هناك مسابقات للمصارعات الدموية والمكان يتسع ل7000 مقعد مقسمة الي33 مجموعة علي شكل دائري, وأعلي المسرح يوجد العديد من القصور والمقابر المنحوتة في الصخور والتي تشبه الخزنة الي حد كبير ومن هذه الأبنية المحكمة, ضريح يضم رفات الموتي, ضريح الزخ, مقبرة ساكستوس فلورنتوس, وتحتوي البتراء علي90% من الآثار لم يتم اكتشافها بعد وغيرها من الآثار التي جعلتها ترشح لتكون عجيبة من عجائب الدنيا السبع علي الرغم من أن عمرها ألفا عام فقط.