عام 1979م وقعت مصر مع «إسرائيل» معاهدة سلام، الآن قد مر على هذه المعاهدة أربعة وثلاثون عاماً، ولم يطلب أى طرف من طرفى المعاهدة تغيير أى بند من بنودها، رغم أن المادة 4 من المعاهدة تقر حقوقاً وواجبات على كل طرف. إلا أن الشعب المصرى قد أعلن رفضه لهذه المعاهدة بكل السبل بما فيها اغتيال السادات، كما أن سيناء عاشت فراغاً استراتيجياً كبيراً منذ التوقيع حتى الآن من جراء عدم وجود قوة عسكرية مصرية مهيمنة على كل أرض سيناء، حيث لا تسمح المعاهدة بوجود مطارات عسكرية ولا طيران عسكرى من أصله على أرض سيناء، ولا قواعد صاروخية، والمسموح به فقط عدد من الجنود والمدرعات والتسليح الفردى حسب تقسيم المناطق الثلاثة أ، ب، ج على أرض سيناء تبدأ المنطقة (أ) من قناة السويس وهى الأزيد فى الكثافة من حيث عدد الجنود والمدرعات حتى يكون متوفراً فى المنطقة (ج) تسليح فردى مع قوات أمن شرطى أى أمن مركزى فقط. وقد نتج عن هذا الفراغ الكائن فى سيناء - أقل قليلاً من خمس مساحة مصر الكلية وغير المأهولة بالسكان والمتروكة من غير تنمية بشرية واقتصادية حتى الآن - إن تم ملء الفراغ بالجماعات الإرهابية السلفية ودخلها السلاح من كل نوع، وأصبح العمل الموجود عند بعض مواطنيها يتراوح بين تجارة السلاح والمخدرات والأعضاء البشرية ويرجع ذلك كله إلى تقصير وفشل الحكم فى مصر منذ السادات ومبارك حتى مرسى، وقد زاد الوضع تعقيداً بالأنفاق والإخوة الإخوانية فى مصر وغزة مما ساعد على تهريب كل شىء عبر الأنفاق وللإنصاف كان ذلك موجودا أيام مبارك الأخيرة. ولم تكن تلك هى مظاهر الاستجابة للفراغ القائم فى سيناء فقط، إنما كانت كامب ديفيد وبالاً على الدور المصرى فى المنطقة، وتضاءل الدور المصرى حتى تلاشى وترك الساحة مفتوحة لكل من الدور الإيرانى والتركى وحتى الإسرائيلى، وهذا مانعيشه حتى الآن، كما أن هذه الاتفاقية جاءت نكبة على الاقتصاد المصرى، فبعدما كان الاقتصاد المصرى يقوم على ثلاثة محاور: قطاع عام وقطاع تعاونى وقطاع خاص، أصبحنا نتفاخر بأن معظم الاقتصاد المصرى يقوم على القطاع الخاص وتم ذلك عبر الخصخصة وهكذا أهدرنا الصناعة والزراعة واعتمدنا على الاقتصاد الريعى مثل قناة السويس والسياحة وأموال المصريين فى الخارج وكذلك بعض النفط، وبعد أن كنا نتفاخر كمصريين بمحرك الطائرة الذى صنعناه مع جسم الطائرة المصنوع بالهند تحت اسم الطائرة 200، ولم يكن ذلك هو فقط موضع التفاخر بل كانت أشياء عديدة من الصواريخ حتى السيارات. وكل ذلك انتهى بفضل كامب ديفيد التى عملت على رسم دور ضعيف جداً لمصر فى المنطقة فهل جاء الوقت وبعد 34 عاماً من توقيع تلك المعاهدة لتغيير بعض ملاحقها الأمنية حتى نستطيع أن نملأ الفراغ القائم فى سيناء، ونمتلك القدرة على القبض على الذين قتلوا جنودنا أثناء إفطار رمضان الفائت. نقلا عن المصرى اليوم