بهدف تثبيت انجازات مؤتمرى شرم الشيخ حول العراق يقوم نائب الرئيس الامريكى ديك تشينى بجولة شرق اوسطية استهلها بزيارة مفاجئة لبغداد . والتقى تشينى ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي حيث اقرالطرفان بالصعوبات التي تواجه جهود وقف دوامة العنف في العراق، ولكنهما تعهدا مواصلة كل الجهود المتوفرة من اجل العمل باتجاه ايجاد حلول للازمات . المباحثات بين الطرفين تناولت قضايا سياسية واقتصادية كما تركزت حول السيطرة على الاوضاع في بغداد بما فيها نشر 30 الف جندي اضافي وهو الامر الذي يرى على انه المحاولة الاخيرة لتفادي وقوع حرب اهلية بين السنة والشيعة ، ويمهد لخطوات عملية من اجل تفعيل الجهود في المجالين الامني والسياسي الداخلي في العراق. واشار تشيني الى انه ناقش مع المالكي المصالح المشتركة بين العراق والولاياتالمتحدة، موضحا ان واشنطن سوف تواصل دعمها للمالكي، مضيفا انهم تباحثا حول مستقبل الجهود المشتركة من اجل المساهمة في بناء عراق آمن وخال من تهديدات المسلحين وتنظيم القاعدة. وأكد تشينى أنه لمس إدراكا أكبر من جانب المسؤولين العراقيين الذين قابلهم، لضرورة العمل سويا من أجل تسوية مشكلات العراق في أسرع وقت ممكن. من جهته وصف المالكي محادثاته مع تشيني بأنها كانت إيجابية وجدية، معتبرا أنها خطوة تمهيدية للمراحل القادمة سواء على الجبهة الأمنية أو القضايا السياسية الداخلية. وكان تشيني قد التقى عقب وصوله مع الجنرال بتريوس قائد القوات الامريكية فى العراق والذى صرح بان هناك الكثير من الامور المهمة تجري في العراق الآن وكثير من القضايا التي يجب بحثها ، موضحا ان الاحوال في العراق قد تكون اصعب في الايام المقبلة. وطالب تشينى قادة المنطقة الوقوف بثبات مع الولاياتالمتحدة خلال سعيها للسيطرة على الوضع الامني في العراق، واوضح مسؤولون امريكيون ان تشيني يريد من القادة العراقيين الاسراع بالاتفاق حول التوزيع العادل لعائدات النفط، والاسراع باصدار القوانين الخاصة بالاعضاء السابقين في حزب البعث . على جانب آخر أكد وزير الدفاع الأمريكى روبروت جيتس أن بلاده تدرس خفض القوات الامريكية فى العراق فى حالة انحسار العنف، وأوضح وزير الدفاع الأميركي أن خفض قوات بلاده في وقت لاحق من العام الحالي مشروط بانحسار العنف بدرجة تسمح للعراقيين بإجراء المصالحة. وأوضح جيتس أن هناك تقريرا سوف يقدمه في سبتمبر القادم كل من القائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق ديفيد بتريوس وسفير واشنطن ببغداد لتحديد مستقبل الزيادة في مستويات القوات الأميركية المقترحة من الرئيس جورج بوش. وتأمل ادارة بوش ان يتمكن تشيني من الاستعانة بعلاقاته الشخصية القوية في الشرق الاوسط لتهدئة المخاوف التي تعتري حلفاء الولاياتالمتحدة من تزايد النفوذ الايراني في العراق والمنطقة. والتقى نائب الرئيس الامريكي مسؤولين عراقيين آخرين منهم الرئيس العراقي جلال طالباني، خلال زيارته التى تعد المحطة الاولى فى جولته الشرق الاوسطية والتى تهدف حشد الدعم للسياسة الامريكية في العراق، والتشجيع على المصالحة بين الاطراف العراقية المتنازعة على ضوء قرارات مؤتمرى شرم الشيخ الاخيرين . وتشمل جولة تشينى كلا من الامارات والسعودية ومصر والاردن .
وفي تسليط للضوء على التحديات الامنية التي تعصف بالعراق تزامنت زيارة تشيني مع انفجارشاحنة مفخخة قبالة مقر وزارة الداخلية في مدينة أربيل بشمال العراق. وعرض التلفزيون الكردي صورا تمثل الدمار الذي اصاب مقر الوزارة جراء الانفجار الذي اصاب ايضا مقر قوات الامن الكردية القريب ،وخلف الانفجار 19 قتيلا و80 جريحا بعضهم في حالة خطرة. يذكر أن السيارات المفخخة تعد أمرا نادرا في المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي لم تشهد اعمال عنف مثل التي تشهدها مناطق اخرى من العراق. فى الوقت نفسه اعلنت الشرطة العراقية مقتل اربعة صحفيين عراقيين رميا بالرصاص على يد مسلحين قرب مدينة كركوك شمال شرقي البلاد. وكان مصور صحفي روسي قد قتل يوم الاحد في عبوة وضعت على جانب الطريق في بغداد بينما كان يرافق دورية امريكية، وقتل خلال الحادث ستة جنود امريكيين. جدير بالذكر ان الرئيس الامريكي الجمهوري جورج بوش يتعرض لضغوط متنامية من جانب الديمقراطيين لاظهار تقدم ملموس في الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام والتي قتل خلالها أكثر من 3300 جندي أمريكي وعشرات الالاف من العراقيين. ومع مقتل مزيد من الجنود الامريكيين يوميا حث مسؤولون امريكيون البرلمان العراقي على الغاء عطلة صيفية مزمعة تستمر شهرين.