مع اولى خطواته فى البيت الابيض ..وقع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أمراً تنفيذياً، بشأن بناء سياج على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وذلك لتعزيز أمن الحدود مع المكسيك، وهو الوعد الأكثر رمزية إبان حملته الانتخابية. يأتي القرار قبيل اجتماع مرتقب بين الرئيس ترامب ونظيره المكسيكي، إنريكي بينيا نييتو في 31 يناير/كانون الثاني في واشنطن. من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، إن "بناء هذا الحاجز أكثر من مجرد وعد انتخابي. إنه خطوة أولى منطقية من أجل تأمين فعلي لحدودنا التي يسهل اختراقها. ان هذا سيوقف تدفق المخدرات والجريمة والهجرة غير الشرعية إلى الولاياتالمتحدة". لكن الى اي حد مثل هذا المشروع قابل للتنفيذ.. وماهى كلفته المحتملة وتمويله والعراقيل التي يمكن ان تعترضه.. تكلفة الجدار .. يبلغ طول الحدود 3200 كلم من بينها 1020 كلم فيها سياج يحول دون عبور الافراد والعربات. و تقدر كلفة الجدار الذي يفترض ان يضع حدا للهجرة غير الشرعية من المكسيك بمليارات الدولارات لكن الاراء تتفاوت حول تقدير اكثر تحديدا. ترامب اعلن ان كلفة المشروع ستتراوح بين "اربعة وعشرة مليارات دولار". الا ان المهندسين المعماريين والمهندسين المدنيين الذين درسوا المسألة يرون ان الكلفة ستكون اكبر بكثير. معهد "ام آي تي تكنولوجي ريفيو" التقني قدر في مقال ان كلفة تشييد 1609 كلم من الجدار ستتراوح بين 27 و40 مليار دولار. وتابع مقال المعهد "حتى لو وضعنا على حدة مسالة قانونية تشييد جدار على الحدود بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك او الجهة التي ستقوم بتمويله، هذا المشروع غير ممكن اطلاقا بالكلفة التي اعلنها ترامب". الجهة الممولة.. رفضت المكسيك تماما ان يتولى تمويل الجدار او حتى اعادة تسديد الكلفة الى الولاياتالمتحدة كما كرر ذلك ترامب مرارا في حملته الانتخابية. لكن ترامب ردد في مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" انه يعتزم حمل المكسيك على الدفع مؤكدا "سيتولون الدفع ولو كان ذلك بموجب عملية معقدة". واوضح المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر ان ترامب "يعمل مع الكونجرس واشخاص اخرين" من اجل تحديد كلفة للمشروع. وتابع المتحدث "يمكن تطبيق اليات تمويل عدة. في هذه المرحلة، الهدف هو اطلاق المشروع باسرع وقت ممكن من خلال استخدام الاموال والموارد المتوفرة وبعدها العمل مع الكونجرس على مشروع قانون للتسليف". شكل الجدار.. نظريا سيتالف الجدار من كتل من الاسمنت المسلح مع سياج شائك على ان تكون اساساته عميقة بما يكفي لمنع حفر اي انفاق للعبور تحته. كما المح ترامب خلال حملته بانه من الممكن رسم صورته على الجدار لتحسين الناحية الجمالية. عوائق محتملة.. اذا اخذنا مثل نهر ريو جراندي الذي يشكل حدودا طبيعية بين الولاياتالمتحدة (خصوصا ولاية تكساس) والمكسيك فان هناك مجموعة من العراقيل التي يمكن ان تحول دون تشييد مثل هذا الجدار. ويحظر القانون خصوصا اي بناء يمكن ان يعرقل ادارة الفيضانات او يعيق توزيع الموارد المائية. كما تمنع معاهدة البلدين من تحويل مياه النهر. بالاضافة الى ذلك، فان قسما كبيرا من الاراضي الحدودية هو ملك لافراد وسيؤدي تشييد الجدار عليها الى اجراءات قضائية عدة (مصادرة املاك وتعويضات) ويمكن ان يثير احتجاجات على المستوى المحلي. معلومات عن الجدار المزمع تشييده .. – يبدأ العمل في تشييد الجدار خلال الأشهر القليلة القادمة. – دافعو الضرائب الأميركيون سيتحملون تكلفة بداية تشييد الجدار إلا أن الأموال الأميركية المستخدمة في بداية المشروع ستسددها المكسيك لاحقاً "بنسبة 100%"، بطرق لم تحدد بعد، بحسب تعبير الرئيس ترامب نفسه ، جدير بالذكر أن الرئيس المكسيكي يرفض أن تتحمل بلاده تكلفة بناء الجدار. – على إدارة الرئيس ترامب أن تلتزم بما نصت عليه اتفاقية وُقعت بين البلدين عام 1970، وهي الاتفاقية التي تضع ضوابط ومعايير محددة حول تشييد أي أبنية على الحدود بين البلدين. المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر،اوضح إن هدف ترامب هو البدء في مشروع السياج بأسرع ما يمكن، مستخدماً أموالاً حكومية موجودة بالفعل ثم يعمل بعد ذلك مع الكونجرس الذي يقوده الجمهوريون لتخصيص مزيد من المخصصات المالية له.