مع إضطراب الوضع الإقتصادي في مصر ومحاولات إنقاذه من التأرجح على شفا الهاوية أوردت جريدة "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرا أشارت فيه أن المشاكل الإقتصادية التى تمر بها مصر لها حلول ممكنة إلا أن السياسيين يفشلون فى الوصول إليها, وأشارت أنالإقتصاد المصري لديه مشكلة سياسية والسياسات أيضا لديها مشكلة اقتصادية مما يجعل إصلاح واحدة دون الأخرى أمرا صعبا, حيث أوضحت الجريدة أن الإضطراب السياسي يعرقل مفاوضات الحصول على قرض صندوق النقد الدولى الذى تبلغ قيمته 4.8 مليار دولار والذي يشترط الدعم السياسى الواسع وقبول النخب السياسية والمواطنين إجراءات التقشف المالية والتي قد تشمل قطع الدعم عن الغذاء والوقود وزيادة الضرائب من أجل تحقيق المنفعة على المدى الطويل, بيد أن السياسات فى مصر شهدت إستقطابا حادا هذا العام بطريقة عرقلت فكرة التوافق الوطنى. أما الإنتخابات البرلمانية المزمع إجرائها فى إبريل المقبل فيمكن أن تساعد فى كسر الجمود الحالى فى البلاد بالرغم من أن بعض المعارضين البارزين مثل الدكتور "البرادعى" قد دعوا بالفعل إلى مقاطعة الانتخابات مما يزيد من حالة الإضطراب السياسي فى وقت ينزف فيه الإقتصاد المصرى مع تراجع إحتياطى النقد الأجنبى إلى 13.6 مليار دولار في نهاية يناير الماضي بعدما كان 36 مليار دولار عند بداية الثورة, وهذا التراجع بنسبة 62% فى العملة الأجنبية يعتبر من أبسط إجراءات الإنهيار فى الإستثمارات المصرية والسياحة بجانب الثقة الدولية فى قادة مصر الجدد. وفي خضم هذا الإضطراب التي تشهده الساحة المصرية في معظم الإتجاهات فإن العبور من الأزمة الراهنة يحتاج إلى إتخاذ قرارات سريعة, وبينما تتحدث الحكومة عن تقنين دعم الخبز ووجود مؤشرات على تراجع مخزون الدولة من القمح بالإضافة إلى إفتقاد النخب السياسية إلى المقترحات التى يمكن أن تلبى احتياجات وتطلعات فقراء مصر, تزداد نوبة الغضب الشعبى, كما أنه إذا تم الإتفاق مع صندوق النقد الدولي خلال الأيام القادمة فإن تنفيذ هذا الإتفاق - والذي قد يتضمن قطع الدعم - قبيل الإنتخابات البرلمانية سيكون كارثة سياسية بالنسبة للإخوان المسلمين, لذا فإنه من الصعب تحقيق هذا الإتفاق في الفترة القليلة المقبلة حسب ما أوردت الجريدة. وبين سعي الحكومة لتنفيذ الإتفاق مع صندوق النقد الدولي وإجراء الإستعدادات للإنتخابات وبين قرارات المعارضة بمقاطعتها يقف المواطن المصري حائرا منتظرا قرارات التغيير التي ق د تأخذ بيده نحو أهداف الثورة التي لطالما حلم بها الكثير من أبناء هذا البلد.