تسبب الجدل الذي ثارجراء اقتراح اللجنة الأولمبية الدولية استبعاد المصارعة من برنامج أولمبياد 2020 في تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تحالف غير قابل للتحقق في أصعدة أخرى وردت قيادات الأولمبية الدولية بالصمت على استياء العالم كله ولا يزال رئيس اللجنة جاك روج ومعاونوه ثابتين على قرارهم , بل ويبدو أنهم كانوا بانتظار ردود فعل كهذه.لكن ردود الفعل التي تسبب فيها المقترح بدأت منذ عطلة نهاية الموسم , من داخل الاتحاد الدولي للمصارعة , فرئيس الاتحاد المثير للجدل , رافاييل مارتينيتي , استقال بعد سحب الثقة منه السبت في مدينة بوكيت التايلاندية في الوقت نفسه , تم تصعيد أسطورة المصارعة الروسية ألكسندر كارلين إلى لجنة القيادة , في محاولة لمنح دفعة لإجراءات تحديث في الرياضة التقليدية , كانت مطلوبة منذ وقت طويل.وستتخذ الإدارة الجديدة للاتحاد الدولي للمصارعة قرارا بالدعوة إلى جمعية عمومية غير عادية , ستعقد بكل تأكيد في أيار/مايو بموسكو. وحتى ذلك الحين , سيتولى الصربي نيناد لاوفيتش منصب القائم بأعمال رئيس الاتحاد.لكن الأيام المقبلة , وبأوامر من بوتين , ستشهد اجتماعا مع اللجنة لتقييم موقف الأزمة الحالي في لعبة المصارعة.وسيشارك في فريق التفاوض وزير الرياضة الروسي والأعضاء الثلاثة الروس في اللجنة الأولمبية الدولية , فيما سيكتفي البطل الأولمبي ثلاث مرات كارلين بدور استشاري.وصرح ألكسندر مامياشفيلي رئيس الاتحاد الروسي للمصارعة بأن "رئاسة بلادنا , والرئيس الروسي شخصيا , وعدانا بدعمهما".وبمساعدة وكالات التسويق , سيعد الاتحاد الدولي للمصارعة استراتيجية يحاول بها إثبات القدرة الأولمبية لرياضة ذات تاريخ يتجاوز الألف عام. وستقرر الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الدولية في سبتمبر بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس اسم الرياضات السبع المرشحة للانضمام كلعبات إضافية ببرنامج الدورة , أو إذا ما كانت المصارعة ستحتفظ بمكانتها الأولمبية. ويبرز في القائمة البيسبول/السوفتبول والتسلق والكاراتيه والتزلج على عجلات والإسكواش.وقد تمنح بطولة كأس العالم للمصارعة الحرة التي تقام اليوم ويومي الخميس والجمعة في طهران , شكلا لتحالف سياسي-رياضي بين ممثلي إيران والولايات المتحدة وروسيا , الأمر الذي يبدو عصيا على التحقيق في مجالات أخرى وقال رئيس الاتحاد الأمريكي ريتش بيندر قبل يومين :"أسافر الاثنين إلى إيران من أجل إجراء مباحثات مع الاتحاد الإيراني".لكن القتال من أجل الإبقاء على المصارعة كرياضة أولمبية لا يجمع فقط الدول ال`177 الأعضاء , ففضلا عن بوتين , انتقد وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد كذلك اللجنة الأولمبية الدولية وكتب وزير الدفاع في مقال بصحيفة "واشنطن بوست": "اللجنة الأولمبية الدولية هدف للانتقادات منذ أعوام بسبب عدم شفافيتها الكافية".وقال رامسفيلد , الذي كان مصارعا في مقتبل حياته لكنه لم يتمكن من التاهل الى اولمبياد 1956"استبعاد رياضة تمثل جزءا من التاريخ الأولمبي منذ أكثر من ألفي عام تصل جذورها إلى الدورة الأولى التي أقيمت في اليونان القديمة أمر يتطلب تحقيقا متكاملا".كما انتقد الكاتب الأمريكي الشهير والمصارع والمدرب السابق , جون إرفينج , غياب الشفافية عن اللجنة الأولمبية الدولية. وحذر الأديب في صحيفة "نيويورك تايمز": "إننا بحاجة إلى رئاسة جديدة في الاتحاد الدولي , وإلى مزيد من الشفافية والمسئولية من جانب اللجنة الأولمبية الدولية".