أعلنت بيجينغ أمس أنها ستزيد موازنتها العسكرية بنسبة 17,8 في المئة سنة 2007، في اضافة هي الأكبر منذ أكثر من عقد، الامر الذي يثير مخاوف المجتمع الدولي، على رغم تطمينات السلطات الصينية الى سياستها السلمية. وسارع نائب وزيرة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي، الذي كان يزور الصين أمس، الى الحض على تكثيف الحوار بين وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" والجيش الصيني "لنتمكن من التوصل الى فهم أفضل لما تفكر فيه الحكومة الصينية في ما يتعلق بتحديث جيشها". وصرح الناطق باسم مؤتمر الشعب الوطني جيانغ انتشو بأن موازنة الجيش الصيني سترتفع بنسبة 17,8 هذه السنة عنها في 2006، موضحا ان بلاده "زادت تدريجا نفقاتها العسكرية"، وأن "هدف هذه الزيادات هو تعويض قلة الاعتمادات المخصصة اصلا للدفاع"، والتي تمثل 7,5 في المئة من الموازنة الوطنية في مقابل 7,4 في المئة في 2006. ولفت جيانغ الى أن" النسبة المئوية ظلت اجمالاً مستقرة في السنوات الاخيرة"، وهي "منخفضة نسبياً مقارنة بهذه النسبة في بعض الدول وخصوصاً الدول الكبرى"، في اشارة ضمنية الى الولاياتالمتحدة. وذكر أن الموازنة العسكرية شكلت 1,35 في المئة من الناتج الوطني للصين عام 2005، في مقابل 4,03 في المئة للولايات المتحدة. وأضاف: "أحرص على التأكيد أن الصين مستمرة في سلوك طريق السلام والتنمية وانها تعتمد دوما سياسة عسكرية دفاعية". ويقول مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" إن الصينيين ينفقون على الدفاع ما بين 80 ملياراً و115 مليار دولار سنوياً، مما يجعل الصين في المرتبة الثانية وراء الولاياتالمتحدة. ومن المفترض أن تعرض موازنة 2007 على مؤتمر الشعب الوطني، السلطة التشريعية الصينية العليا التي تفتتح اعمالها اليوم في قصر الشعب الكبير في بيجينغ في حضور نحو ثلاثة الاف مندوب، للمصادقة عليها. ويثير تنامي القوة العسكرية الصينية قلق المجتمع الدولي، وخصوصاً الولاياتالمتحدة واليابان، على رغم التصريحات الصينية المطمئنة. وتأتي الزيادة في الموازنة العسكرية في ذروة التوتر الديبلوماسي المتجدد بين واشنطن وبيجينغ على خلفية الملف الشائك لتايوان. فتأكيد واشنطن الجمعة انها ستبيع تايوان مئات الصواريخ الاميركية أثار استياء الصين التي تعتبر الجزيرة المتمردة جزءا لا يتجزأ من اراضيها وتتوعد بالقضاء على أية محاولة فيها للانفصال. وكرر جيانغ مجددا أمس أن بلاده "لن تسمح باستقلال تايوان كما لن تسمح لاحد بفصل الجزيرة عن الوطن الام". وسارعت تايبه الى دق ناقوس الخطر رداً على اعلان بيجينغ. وندد الناطق باسم مجلس الشؤون القارية الذي يعد السياسة التايوانية حيال الصين ليو ته - هسون ب"الارقام التي تكشف التهديد الصيني المتصاعد لتايوان". وزاد قلق المجتمع الدولي قيام العملاق الصيني في كانون الثاني بتجربة لسلاح مضاد للاقمار الاصطناعية لتصير الصين البلد الثالث بعد الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي السابق يسقط جسماً في الفضاء. وأواخر شباط الماضي، رأى نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني أن هذه التجربة واقدام الصين على "بناء سريع لقوتها العسكرية" يتناقضان و "الهدف المعلن لتنمية سلمية". ولا توفر الولاياتالمتحدة مناسبة لاتهام بيجينغ باخفاء حقيقة نفقاتها المخصصة للدفاع. وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في شباط الماضي: "اشك في ان الصينيين ينفقون على جيشهم اكثر مما يبدو في موازنة" البلاد