دفع لبنان ثمنا فادحا من أرواح أبنائه حتي يصل الي صيغة "لا غالب ولا مغلوب" ولا نتمني لمصرنا العزيزة ان تتكبد هذا الغرم الباهظ حتي تنهي الانقسام الأهلي الجاري في المجتمع الآن، وتشتد الازمة ويحتدم الامر وتتعقد المشكلة، لأن طرفي المعادلة في مصر وخاصة المعارضة لا تقبل بأقل من »تركيع« الطرف الآخر وهو هنا النظام الذي قادته قدماه أو قاده الاعلان الدستوري الأخير الي موارد التهلكة. واذا كانت المعارضة قد فشلت خلال معركة التركيع في اقتحام القصر الجمهوري، فقد استعاضت عنه بحرق مقرات حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمين، وقتل بلطجية مندسون وسط صفوف المعارضة 6من شباب الاخوان في مظاهرات الاتحادية، وهي جرائم ارهابية تنقل بعض فصائل المعارضة من خانة القوي السياسية الي مستنقع العصابات، الاسوأ من ذلك انها - اي المعارضة- هي التي راحت ترمي حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان بالقتل والبلطجة واعمال الارهاب "رمتني بدائها وانسلت" في وقت لم يسمع فيه أحد عن خدش مقر حزب واحد من احزاب المعارضة. وتريد بعض فصائل المعارضة في معركة التركيع ان توجه رسالة الي الشعب المصري وهي ان جمعة الغضب التي أحرقت المقر الرئيسي للحزب الوطني، حزب الفساد والاستبداد ، هي أيضا التي تحرق مقرات حزب الحرية والعدالة، وشتان بين حزب وصل الي السلطة سواء التشريعية (قبل الحل) او الرئاسية عبر أنزه انتخابات شهدتها البلاد، وبين حزب نشأ وترعرع وتمدد واستحوذ علي مقدرات الوطن وثرواته بالتزوير والجور والفساد والاستبداد. وتستخدم المعارضة كل الحيل والاساليب والاسلحة في معركة التركيع، يتقدمها سلاح الاعلام. صبيحة اليوم التالي للأحداث الدامية في محيط قصر الاتحادية ، اسرع عدد من البرامج الصباحية علي الفضائيات الي الولولة ولطم الخدود وشق الجيوب علي شهداء المعركة، وحين علموا أنهم من المنتمين الي جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة، انتقلوا الي اسوأ ما يمكن ان تسمعه او تراه من شطط وكذب صراح، فخرج الاعلامي السابق بقناة الجزيرة ليقول ان الاخوان المسلمين هم الذين قتلوا الاخوان المسلمين !!! أمام قصرالاتحادية..حتي"تلبس" المعارضة التهمة. يا أخي إن كنت كذوبا فكن ذكورا، ولا تستخف بعقول مشاهديك لان اقوالك كذبها أنين أسر الشهداء أمام مشرحتي مصر الجديدة وزينهم. لقد عاد من جديد قناص العيون الي محيط قصر الاتحادية ، لكن كان هذه المرة (قطاع خاص) ولم يكن من الداخلية، وفقأ عيون 15 من شباب الاخوان، كما تم بتر اقدام سبعة منهم في عمر الزهور. كل ذلك وحديث الافك دائر عن ميلشيات الجماعة. دون اي حديث عن عصابات البلطجة التي اندست لتقتل وتصيب المؤيدين والمعارضين أيضا باصابات بالغة، والحزن شديد علي ضحايا الطرفين سواء بسواء،فكلاهما مصري، وقد يكونان قريبين أو جارين أو زميلين، ولا حول ولا قوة الا بالله. ومع ذلك راحت بعض الفضائيات تشحن النفوس وتغييب العقول بشائعات وأكاذيب، ولم يسمع هؤلاء الذين يطلقون العنان لالسنتهم واقلامهم بلغو الحديث وقبح الكتابة،حديث الصادق الامين من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت" أو " وهل يكب الناس في النار علي وجوههم إلا حصائد ألسنتهم". يا رفاق الثمانية عشر يوما من الاستبسال الثوري في ميدان التحرير..أخشي ويجب ان تخشوا معي من أن تكب مصر علي وجهها في النار التي تحرقونها بها، وقتها.. مجنون من يعتقد ان النيران لن تحرق أصابعه. وحتي نصل الي صيغة"لا غالب ولا مغلوب" اللبنانية دون ان نكتوي بنيران الحرب الاهلية - لا قدر الله - ودون تركيع للنظام، أتمني علي الرئيس مرسي وهو يجلس اليوم مع رموز المعارضة، ان يعلنها بملء الفم وقوة العقيدة وعزة المؤمن : " من أجل مصر وقعت علي الاعلان الدستوري، ومن أجل مصر ألغي المادة السادسة منه" سيزيد قدرك يا ريس وتزداد هيبتك عند الشعب المصري لانك بالتأكيد تعلم وتعمل وتؤمن بالقاعدة الفقهية دفع الضرر، مقدم علي جلب المنفعة" كما أنك أدري الناس بعلم مآلات(نتائج) الافعال، فقد أصدرت هذا الاعلان حماية للثورة وحقوق الثوار وللحفاظ علي خارطة الطريق الديمقراطية لهذه الثورة وحرصا منك علي مؤسسات الدولة ، إلا ان بعض مواد هذا الاعلان ، جاء مآلها سوءا وضررا علي مصر وأهلها، فتوكل علي الله، والغ هذه المادة حتي تجبر مصاصي الدماء وقوي الشر وأفاعي النظام السابق علي العودة الي جحورهم التي خرجوا منها يبثون الخراب وينشرون الدمار في ربوع مصر وبين أهلها. يا سيادة الرئيس ..اعقلها والغها وتوكل.. وسيزداد شأنك ويكبر قدرك لأن شيمة الاكرمين الرجوع الي الحق وانت ممن يسيرون علي خطي الحبيب وهديه [، وتتأسون بصاحب أقوي عبارات التاريخ "ديمقراطية"، عبارة الخليفة العادل سيدنا عمر بن الخطاب "أصابت امرأة وأخطأ عمر". لن يقدر أحد عندها علي تركيع نظام استقوي بالحق والصبر، وتواصي بهما. نقلا عن صحيفة اخبار اليوم