تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد طرحت صحيفة اتلنتيك الامريكية تساؤل حول ما اذا كان اجتياح اسرائيل لقطاع غزة .. هل سيدمر العلاقة مع مصر ؟ وترى الصحيفة أن هناك حقيقة واضحة، وهى أن إسرائيل تحملت أكثر من 800 هجوم صاروخي من غزة في العام الماضي قبل بدء العملية العسكرية التى بداتها يوم أمس ضد حماس وهو امر يشير بشدة إلى أن اسرائيل كانت تأمل في تجنب اشتعال مثل هذه الحرب الحالية.. فمن بين أشياء أخرى، تعرف الحكومة الإسرائيلية ان حربا أخرى فى غزة المجاور للحدود المصرية سوف تشعل الشارع هناك ، خاصة وان حكومة مصر منذ ما بعد الثورة تعى جيدا ضرورة ان تكون أكثر استجابة للمشاعر شعبية. ورجحت الصحفية تخفيض العلاقات المصرية الإسرائيلية فى ظل صعود الإخوان المسلمين؛ وهم ابناء عمومة مع حركة حماس، و لطالما عارض الإخوان ومنذ فترة طويلة معاهدة سلام 1979 بين اسرائيل ومصر ورفضوا الاعتراف بوجود الشرعى لإسرائيل . ولفتت الصحيفة إلى أنه لم يكن من المستغرب أن الرئيس المصري محمد مرسي، وهو أحد قادة الإخوان السابقين، يستجيب للغضب الشعبي في أعقاب الهجوم الاسرائيلى على غزة هذا الاسبوع ويقوم بسحب السفير المصرى في إسرائيل، الأمر الذى يمثل خطوة صغيرة نسبيا فى سلم العلاقات الدبلوماسية. وأشارت فى هذا السياق إلى أنه سبق للرئيس السابق حسني مبارك ان فعل بالضبط نفس الشيء في نوفمبر عام 2000 عندما اندلعت المظاهرات المصرية ضد إسرائيل خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وطرحت الصحيفة سؤالا حول خطوة الرئيس مرسي التالية، وهل سيتوقف عند مسالة سحب السفير ام سوف سيستخدم القتال الدائر في غزة لتبرير نهج أكثر شدة تجاه إسرائيل؟. واعتبرت الصحيفة أنه في هذه اللحظة يبدو ان الرئيس مرسي يعمل على الاتجاهين، فمن جهة، تسعى المؤسسات الدبلوماسية والامنية لمصر للحث على الهدوء، لافتة إلى بيان وزير الخارجية محمد عمرو الذى دعا فيه إسرائيل لوقف القتال، ورفع الامر للجامعة الدول العربية، والتي بالإضافة إلى كونها عقيمة، فانها لن تناقش القتال الدائر في غزة حتى يوم السبت . وفي الوقت نفسه، وخلال الأيام الثلاثة التي سبقت التصعيد يوم امس الاربعاء، كان جهاز المخابرات المصرية يعمل على منع تفاقم الوضع بين اسرائيل و حماس، و يأملون الآن أن تمر الاحداث الحالية بسرعة قبل أن تحدث خطر حقيقى بالعلاقات المصرية الإسرائيلية. وقال مسؤول مخابرات رفيع المستوى امس عندما سأل ما إذا كان النزاع في غزة لفترات طويلة من شأنه أن يؤدي إلى تشدد مرسي فى رده ، قال " يجب علينا أن ننظر إلى المستقبل من دون أي دم أو تصعيد. وتابعت الصحيفة "لكن وحتى الان نجد ان الإخوان المسلمين يسحبون مرسي في اتجاه مختلف للغاية". في أعقاب تفاقم القتال يوم الاربعاء، أشارت الصحيفة إلى أن جماعة الإخوان دعت مرسي لقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع اسرائيل بحيث يمكن للحكومة المصرية أن تكون نموذجا يحتذى به للعرب والمسلمين الذين يحافظون على العلاقات مع هذا الكيان. كما أشارت إلى أن مرسى خلال الأشهر الأربعة من رئاسته تبنى نهج هو الاكثر براجماتية بين رجال الامن و الدبلوماسية المحترفين فى مصر، على حد تعبير الصحيفة، وجزئيا يرجع هذا لرفض مرسي التعامل مع الإسرائيليين (ناهيك عن رفضه أن ينطق حتى كلمة "إسرائيل" في التصريحات الرسمية)، التي أجبرته على تفويض التعامل مع إسرائيل إلى هذه المؤسسات البيروقراطية اغير قادرة على مواجهة اسرائيل. كذلك يرجع الامر ايضا الى اعتقاد الإخوان المسلمين أنه يجب استكمال مشروعهم لاسلمة مصر قبل أن يتمكنوا من تحقيق طموحاتهم الإقليمية. ووفقا لمحمد سودان، أمين العلاقات الخارجية في الحزب السياسى للإخوان المسلمين، ان مرسي يسعى على المسار الصحيح نحو إسرائيل لأنه يعمل على "إلغاء التطبيع مع الكيان الصهيوني تدريجيا." ومع ذلك، هناك دلائل تشير إلى أن مرسي قد يختار موقف أكثر صدامية عاجلا وليس آجلا. يوم الثلاثاء، حزب الإخوان السياسي أعلن أن اللجنة القانونية التابعة له تعمل على مشروع قانون جديد لتعديل معاهدة السلام مع إسرائيل من جانب واحد فى مصر. و هذا يتماشى مع لفتات الإخوان العدائية تجاه إسرائيل في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك دعوة المرشد الأعلى للجهاد المقدس لتحريرالقدس . وقد أثبت مرسي أيضا انه يعرف كيفية استخدام الأزمة لدفع جدول الأعمال السياسي للجماعة. حيث رد على الهجمات الإرهابية في سيناء أغسطس الماضى بالتخلص بسرعة من قادة الجيش الذين كانوا يشكلون أكبر تهديد لحكم الإخوان المسلمين. وبالمثل، يجوز له استخدام القتال الدائر الان فى غزة ، للسعي لتسريع طموحات الإخوان المعادية لإسرائيل . و بصرف النظر عن استخدام مرسي القتال الحالي في غزة كمبرر لقطع العلاقات المصرية الإسرائيلية الآن ، فمن الواضح أن هذا هو طموح جماعة الإخوان المسلمين الذى سيسعون لتحقيقه في نهاية المطاف.