تصدرت تداعيات العدوان الإسرائيلى على غزة عناوين الصحف الغربية التى اهتمت بإبراز رد الفعل المصرى وقرارات الرئيس محمد مرسى ومقارنتها بمواقف سلفه المخلوع حسنى مبارك. وحذرت صحيفة التليجراف البريطانية من أن عدوان إسرائيل الحالى على غزة يحمل مخاطرة أكبر بكثير من عدوانها السابق فى سنوات حكم الرئيس مبارك حين كانت إسرائيل تدرك أنه مهما حدث فإن الرئيس المصرى لن يتدخل فيما يحدث بغزة وسيبقى اتفاقية السلام مع إسرائيل مقدسة. أما الآن فالوضع تغير بصعود الرئيس محمد مرسى المنتخب شعبياً لسُدة الحكم فى مصر، ولم تعد إسرائيل تملك تلك الضمانات التى كان يقدمها الرئيس المخلوع حسنى مبارك، مشيرة إلى أنه فى حال تصاعدت وتيرة الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة سيصبح على الرئيس مرسى الرد استجابة لغضب المصريين، بعدما أصبح الرأى العام عاملاً فى صناعة القرار بالقاهرة أكثر من أى وقت مضى. وقالت الصحيفة إنه خلال الأيام القليلة الماضية لعبت مصر دورها التقليدى فى محاولة الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وبدا وكأنها اقتربت من تحقيق هدنة، غير أن الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة قد تشعر الرئيس مرسى بأن إسرائيل تعمدت تدمير جهوده عن قصد. وأكدت على صعوبة التنبؤ برد فعل الرئيس مرسى فى حال تصاعد العدوان الإسرائيلى على غزة، ولكنها لفتت إلى أن الخيارات أمامه قد تتضمن التغاضى عن الهجمات المسلحة التى تشن ضد إسرائيل من سيناء، أو على أقصى تقدير إعادة النظر فى اتفاقية السلام. وأشارت أن هذه المخاطر ستؤثر على القيادة الإسرائيلية التى قد لا تتمكن من إرسال قوات إلى داخل قطاع غزة كما فى المرة الماضية، وقد تضطر للاكتفاء بالغارات الجوية، غير أن الخطر الأكبر هو أن يتسبب هذا العدوان فى كسر العلاقة الجديدة بين إسرائيل ومصر. وتحت عنوان "اغتيال القائد العسكرى لحماس يضع مصر فى مأزق"، قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن عملية اغتيال قائد كتائب القسام فى قطاع غزة، أحمد الجعبرى، تأتى وسط تغير كبير فى المشهد السياسى بالمنطقة خاصة فى مصر التى يتطلع قادتها الإسلاميون لاستعادة مكانتها فى قيادة المنطقة. واعتبرت أن رد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين على العدوان الإسرائيلى على غزة خلال الأيام المقبلة سيكون بمثابة اختبار حاسم على الصعيد الإقليمى والدولى وسيؤشر على تحول جذرى من عهد مبارك الذى انحدرت فيه مكانة مصر فى المنطقة بسبب امتثالها لمصالح الولاياتالمتحدة وإسرائيل. ولفتت إلى أن مصر التى تسعى للحصول على مليارات الدولارات من المساعدات الغربية والاستثمارات لدعم اقتصادها المتداعي، تواجه تحدياً حقيقياً لتحقيق التوازن بين رغبتها فى تخطى عهد مبارك دون التضحية بكبريائها الوطني.