ذكرت صحيفة «ذي جارديان» البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون سيعين في الأسبوع المقبل مبعوثاً شخصياً له إلى الشرق الأوسط هو مايكل وليامز، الإذاعي والصحافي السابق في «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) والذي يعمل حالياً منسقاً خاصاً لعملية السلام في مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. لكن الصحيفة ترى إمكان حدوث تضارب في الاختصاصات بين مهمة وليامز والدور الذي يقوم به الممثل الجديد للجنة الرباعية الدولية في الشرق الأوسط توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق. وتشير الصحيفة إلى أن وليامز (58 عاماً) كان يعمل من قبل صحافياً في «بي بي سي»، كما عمل ممثلاً للأمم المتحدة في كمبوديا ومنطقة البلقان. وكان قد عمل أيضاً لفترة من الوقت مستشاراً لكل من وزيري خارجية بريطانيا السابقين روبن كوك وجاك سترو. وتوضح الدوائر الديبلوماسية أن تعيين براون لهذا المبعوث الخاص به في المنطقة يؤكد مدى حرصه على انتهاج سياسة خاصة به في الشرق الأوسط قد تكون مختلفة عن سياسة سلفه بلير. ويجري حالياً وضع التفاصيل الدقيقة الخاصة بمهمة وليامز الجديدة. وكشفت «ذي جارديان» أن براون أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة لدى زيارته الأولى لبريطانيا أخيراً أنه ينوي تعيين وليامز في هذا المنصب الجديد. وتقول الصحيفة إن الفلسطينيين والعرب عموماً سيعربون عن اغتباطهم ازاء تولي وليامز هذه المهمة وذلك ضمن قيام براون برسم توجهات جديدة مميزة له عن سلفه في ما يتعلق بالشرق الأوسط وعلى نحو يكون أقل تأثراً بكل من أميركا وإسرائيل. وتشير أيضاً إلى أن اللورد ليفي، المبعوث السابق لبلير في المنطقة، كان من أقطاب المجتمع اليهودي في بريطانيا ومن كبار المتبرعين لصالح حزب العمال الحاكم. وترى الصحيفة أنه كان يعتبر بشكل واسع وثيق الصلة بإسرائيل في ما يتعلق بالنزاع مع الفلسطينيين. ومن الجدير بالذكر، أن تقارير عدة وضحت أن مسؤولين كثيرين في العالم العربي كانوا يلتقون على مضض باللورد ليفي خلال توليه منصبه السابق بحكم صلاته الوثيقة مع بلير. إلا أن ديبلوماسيين بريطانيين يقولون من ناحية أخرى إن هناك احتمالاً لأن يطرأ بعض التعقيدات إذا ما كانت مهمة مبعوث براون الجديد ستعطي أهمية كبيرة للتنمية الاقتصادية للفلسطينيين، وهو أمر كان براون متحمساً له جداً أثناء توليه منصبه السابق وزيراً للمال، وبالتالي فإن هذا الأمر قد يتضارب مع التفويض الممنوح لبلير بالتركيز على بناء الاقتصاد والمؤسسات الفلسطينية. ولا يعرف بعد هل سيجري مبعوث براون الجديد أي اتصالات مع حركة «حماس» أم لا. إلا أن رئيس الوزراء تمسك عندما سُئل عن هذه المسألة بشروط اللجنة الرباعية الخاصة بضرورة اعتراف «حماس» بإسرائيل ونبذ العنف والالتزام بالاتفاقات السابقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.