أعلنت جبهة (البوليساريو) أن جولة ثالثة من المفاوضات بشأن الصحراء الغربية مع الرباط ستعقد في أوروبا قبل نهاية العام الجاري بعد جولتين عقدتا بضاحية مانهاست بنيويورك سادها تضاؤل الآمال بإمكانية تحقيق تقدم. ووصف راضي بشير سقاير مستشار رئيس جبهة تحرير الساقية الحمراء ووداي الذهب (البوليساريو) محمد عبد العزيز موقف الرباط في المحادثات ب"المتصلب" مؤكدا أن ذلك الموقف جعلها تتم في مناخ غير مريح. كما قال الوفد الصحراوي إن البوليساريو طرحت في الجولة الأخيرة التي عقدت الجمعة ثلاثة في نيويورك خيارات في استفتاء محتمل وهي إلحاق الصحراء بالمغرب أو منحها الحكم الذاتي أو الاستقلال في حين لا تطرح الرباط سوى خيار واحد متمثل بمنح الحكم الذاتي في إطار سيادتها. وفي تعليقه على تلك الخيارات قال العضو في وفد البوليساريو إبراهيم غالي إن الشعب الصحراوي لن يقبل هذا الإملاء من قبل المغرب ولا التخلي عن حقه في الاستقلال. وقال ممثل البوليساريو بالأممالمتحدة أحمد بخاري في وقت سابق إن المغرب إذا احترم قرار مجلس الأمن الداعي إلى مفاوضات مباشرة وتعامل مع كافة المقترحات فإن ذلك سيكون باعثا على الأمل بمآل المفاوضات. في المقابل قال وزير الداخلية ورئيس الوفد المغربي شكيب بنموسى إن مبادرة الحكم الذاتي هي الطريق الصائب نحو سلام الشجعان لأنها تمثل منطلقا حقيقيا للحوار والتفاوض بغية إيجاد أرضية للتوافق. وأبدى في هذا السياق استعداد الرباط للدخول في مناقشة تفاصيل العناصر المتعلقة بالحكم الذاتي بهدف تحقيق المصالحة والوصول إلى حل توافقي يرتكز على الحكم الذاتي كحل توافقي وقابل للتطبيق. أما مفوض الأممالمتحدة بيتر فان فولسوم فاقترح خلال المحادثات أن يناقش طرفا القضية إجراءات لبناء الثقة بينهما. وتعتبر الجولة الأولى التي انعقدت نهاية يونيو الماضي المرة الأولى منذ عشرة أعوام التي يلتقي فيها الطرفان لبحث النزاع حول هذه المستعمرة الإسبانية السابقة التي ضمها المغرب عام 1975 وتطالب البوليساريو باستقلالها بدعم من الجزائر. وبدأ النزاع عام 1975 بعد خروج إسبانيا من الصحراء الغربية ليضم المغرب الإقليم في إطار ما عرف بالمسيرة الخضراء. في غضون ذلك بدأت البوليساريو -مدعومة من الجزائر- القتال من أجل استقلال الإقليم. وفي عام 1991 تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بإشراف الأممالمتحدة تمهيدا لمسلسل تسوية يقضي بتنظيم استفتاء في الإقليم المتنازع عليه. لكن ذلك المسلسل شهد الكثير من العثرات وأخراها فشل مخطط الوسيط الأميركي جيمس بيكر الذي قدمه عام 2001 وعدله لاحقا دون أن ينال قبول الأطراف المعنية بالنزاع.