تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد بدأ الإسرائيليون من اليهود الأرثوذكس ، وهم القوة الدافعة للحركة الاستيطانية في الضفة الغربية، تحويل انتباههم نحو الداخل إلى إسرائيل نفسها، والانتقال إلى المناطق العربية من المدن المختلطة في محاولة لتعزيز الوجود اليهودي هناك. ويقول نشطاء انه فى السنوات الاخيرة، سعى عدة آلاف من اليهود المتشددين للانتقال إلى المناطق العربية في يافا واللد والرملة وعكا وهى مدن قاحلة مقسمة بين الأحياء اليهودية والعربية وهدد وصولهم اليها بتخريب العلاقات العرقية الهشة خاصة مع حرصهم على بناء المعاهد الدينية والمرافق السكنية وتسويقها لليهود فقط. وقال محمد دراوشة، المدير التنفيذي المشارك لمبادرات صندوق إبراهيم، وهي مجموعة غير ربحية تشجع التعايش بين اليهود والعرب في إسرائيل ، انه "على إسرائيل أن تتصرف كدولة وطنية ، وتفضيل العرقية امر غير مناسب بشكل واضح، وانتهاك لمبادئ الديمقراطية". ويشار الى ان حوالي 20% من مواطني إسرائيل هم من العرب ويعيش معظمهم في المدن والقرى العربية، مع بعض الاستثناءات البارزة، وخاصة حيفا، المدينة الساحلية التي تعد ثالث أكبر مدينة فى إسرائيل. وقبل إنشاء دولة إسرائيل عام 1948، ضمت هذه المدن المختلطة الكثير من العرب و لكن فر العديد منهم أو طردوا خلال الحرب التى استمرت عامين بعد قيام اسرائيل الذى يعتبره العرب يوم" النكبة ". ويشبه التحرك اليهودي نحو الأحياء العربية لأسباب أيديولوجية الحماسة القومية للمستوطنين الإسرائيليين الأوئل في الضفة الغربية في أواخر الستينيات و بدايات السبعينيات حين أقاموا المخيمات و وضعوا المقطورات غير مأهولة، مصممين على التمسك بألاراضي لأسباب دينية وأمنية. وقد نمت حركة الاستيطان لتصبح مؤسسة ضخمة، بدعم من الحكومة، وقد جذبت أكثر من 300 الف اسرائيلي في الضفة الغربية و تعتبر المستوطنات عقبة في طريق محادثات السلام ويعتبرها الفلسطينيين ومعظم المجتمع الدولي غير قانونية . ومع ذلك، يتم الترويج للحركةالدينية القومية اليهودية حاليا في المدن المختلطة على أسس حركات الاستيطان التى تمت في الضفة الغربية ويرفض المستوطنون أنفسهم الاعتراف بالخط الفاصل بين الاراضى ويزعمون انها يجب أن تضم الى اسرائيل.ويعد صندوق أراضي إسرائيل، من المنظمات التي تروج لهذه الخطوة، ويساعد اليهود على شراء العقارات في كل من إسرائيل والضفة الغربية بهدف "ضمان ان أرض إسرائيل تبقى في أيدي الشعب اليهودي إلى الأبد." وقال مديرها، ارييه كينج، الصندوق، يتلقى المساعدة من المانحين الذين ساهموا بمئات الآلاف من الدولارات، وكان له دور أساسي في توطين 50 عائلة في يافا، وهي مدينة عربية في معظمها والتي هي الآن جزء من تل أبيب. . واضاف كينج " ان هناك أماكن في يافا حيث التطرف من جانب الحركة الإسلامية وغيرها من الجماعات، وكان الناس خائفين من رفع العلم الوطني (الاسرائيلي) خوفا من رد فعل العرب ولكن الآن، اليهود يشعرون بمزيد من الراحة هناك" . ويسعى صندوق أراضي إسرائيل للاستثمارفى مشروع سكنى تكلفته 16 مليون دولار يضم منازل ونادي وفندق في مدينة عكا الساحلية الشمالية، وهى المدينة القديمة التى معظم قاطنيها من العرب و وضعتها الأممالمتحدة ضمن مواقع التراث العالمي. ومدينة عكا ، سكانها حوالي 50 الف نسمة، اصبح 72 في المئة من اليهود و28 في المئة من العرب والعلاقات بينهما هادئة عموما حاليا ، بعد ان شهدت عكا قتالا عرقيا مريرا قبل ثلاث سنوات. ولقد حذر نائب رئيس بلدية عكا ، أدهم جمال،من ان تحركات النشطاء اليهود المتشددين تهدد الوضع الراهن الهش،قائلا" ان القادمين الجدد "لا يفهمون عقلية اليهود والعرب الذين يعيشون معا ، فهم الآن لا يأتون للعيش في مدينة عكا، بل يقولون وصلنا لطرد العرب". على الجانب الاخر، يصر رئيس بلدية عكا، شمعون لانكري، انه ليس هناك سياسة "لتهويد" المدينة ، لكنه اعترف بتعاطفه مع طلب لم تتم الموافقة عليه لبناء مشروع 100-شقة لليهود المتدينين في مدينته. ومثل هذه المشاريع، قد تعصف بالوضع فى المدينة ، فهؤلاء المتشددين يكونوا فى حاجة لارتداء ملابس محتشمة واحترام عطلة السبت اليهودية من خلال عدم القيادة أو عدم سماع الموسيقى الصاخبة، وهو امر يحدث في مجتمعات أخرى كثيرة في إسرائيل. وقال لانكري " لا توجد سياسة لتفضيل اليهود، لقد عشت في مبنى مع العرب واليهود لمدة خمس سنوات" ، وأكد على أن السكان العرب واليهود على قدم المساواة في الحصول على خدمات مدينته. بينما النشطاء العرب، يقولون انهم يتعرضون للتمييز في المدن المختلطة مثل عكا وغيرها وكثيرا ما عانت الأحياء العربية من المباني المتهالكة والطرق السيئة، وتعاني من نقص في المدارس والخدمات الاجتماعية. وقال أدهم جمال انه قبل تحركات اليهود المتدينين في عكا لم يكن هناك اى مشاكل بشأن المساواة، لكن مع تدفق اليهود القوميين الدينيين ،أصبح الموضوع الرئيسي هو العرب واليهود، وهذا أمر خطير.