فى اطار الجهود المستمرة للنهوض بالقارة الأفريقية وحل مشكلاتها من خلال تفعيل صور التكامل بين دولها فى ظل التكتلات العالمية، عقدت في لوساكا عاصمة زامبيا اليوم الجمعة القمة السابعة والعشرون لتجمع تنمية دول الجنوب الأفريقي ( سادك ) ، والتى اختتمت أعمالها بإصدار بيان جماعي يعطي قادة دول أفريقيا الجنوبية الضوء الأخضر لإنشاء قوة لحفظ السلام بهذه المنطقة من القارة السمراء، حيث دشن قادة الجنوب الأفريقى لواءً لحفظ السلام فى اطار قوة التأهب الأفريقية المقترحة من أجل الإسهام في حل النزاعات بدول الجنوب الأفريقي وأجزاء أخرى من القارة ،والتعامل مع عمليات نزع السلاح و التصدى للأزمات الانسانية فى القارة والمساعدة في عمليات المراقبة وأي مهام سلمية أخرى بتكليف من الأممالمتحدة أو الاتحاد الأفريقي أو تجمع سادك . ويأتى تشكيل هذه القوة المهيأة للتدخل السريع لرد أى اعتداء فى سياق المساعى الأفريقية الموسعة لأنشاء قوة متأهبة لأى صراعات محتملة بحلول عام 2010 ، ومن المتوقع أن تكون هذه القوة قادرة على الانتشار السريع فى المناطق المختلفة لمدد محدودة ،وسيتم فى وقت لاحق دمجها بالقوة الأفريقية الجاهزة. وخلال الاحتفال بتدشين اللواء ، أعلن الرئيس الزامبى ليفي مواناواسا ان هذا اللواء سيخدم جهود بناء السلام ويسهم فى تقديم المعونات الانسانية لرفع المعاناة عن السكان المدنيين فى مناطق النزاع والحد من خسائر الكوارث الطبيعية بالمنطقة . وتعهد رئيس زامبيا الذي تولى أمس الخميس رئاسة مجموعة التنمية لدول الجنوب الأفريقي (سادك) بالعمل من أجل حل القضايا الإقليمية الملحة والتركيز على حسم القضايا التجارية مؤكدا إنه خلال فترة رئاسته سيركز على تطوير البنية التحتية الإقليمية وإقامة منطقة تجارة حرة وتوفير التعليم والرعاية الصحية للجميع والحفاظ على صندوق تنمية المجموعة. ومن جهته ناشد رئيس زامبيا ليفي مواناواسا شعب زيمبابوي المحافظة على السلام ووحدة الصف وتغليب الاستقلال على مصالحهم الشخصية. كما ينتظر في نهاية القمة أن يعلن رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي تفاصيل النتائج التي توصلت إليها جهود الوساطة لحل الأزمة السياسية داخل زيمبابوي وتقريب وجهات النظر بين الحكومة والمعارضة التي تقودها "الحركة من أجل التغيير الديمقراطي " وفقا للتكليف الذى صدر له فى قمة سادك غير العادية التى عقدت فى دار السلام عاصمة تنزانيا مارس الماضى ،وفى غضون ذلك ، رفضت زيمبابوي خططا للإصلاح السياسي لحل الأزمة الداخلية. ووصف وزير العدل بحكومتها باتريك شيناماسا الإصلاح السياسي بأنه "خطوة غير ضرورية في المرحلة الراهنة". وقد أقر زعماء القمة بالوضع الاقتصادي السيئ في زيمبابوي واعتبروا أن هناك حاجة كبيرة لمشاركة جميع سكان زيمبابوي في حوار ومصالحة بهدف تحقيق تسوية سياسية وتنمية اقتصادية دائمة حيث سجلت زيمبابوي التي تعاني اضطرابات سياسية واقتصادية هذا العام أسوأ معدل نمو بمقدار 4.4%. وبقي التضخم في المجموعة عند معدل 17.3% هذا العام، باستثناء زيمبابوي التي زاد فيها التضخم عن ألف بالمائة حسب تصريحات توماز سالوماو الأمين التنفيذى للمجموعة الذي حذر من أن التضخم أعلى من معدله العام عند دول جنوب الصحراء البالغ 13% هذا العام، وعزا ذلك لارتفاع أسعار النفط. وقد تصدر جدول أعمال القمة التى انطلقت أمس الخميس تحت شعار: "الاسراع بعملية تطوير البنية الاساسية فى المنطقة لدعم الوحدة الإقليمية" عدة قضايا مهمة من أبرزها : احتواء الأزمة السياسية والاقتصادية المتفاقمة فى زيمبابوى التى وصلت نسبة البطالة بها الى نحو 80% فى حين بلغت نسبة الفقر المدقع نحو 50 % من الشعب ، و كذلك تسوية الأوضاع السياسية المتأزمة فى ليسوتو وجمهورية الكونغو الديمقراطية ، ودعم التعاون الاقتصادى بالمجموعة وضم قضايا أخرى مثل الفقر والأمن الغذائى ،والخلل التجاري بين دول المجموعة، إضافة إلى تطوير البنية التحتية الضعيفة وتحقيق الأستقرار السياسى و الاقتصادى. وناقشت ايضا تقرير خاص بالتكامل فى القارة و بين دول الاقليم للاجابة عن الاسئلة التى تقدم بها رؤساء الدول خلال قمة ليسوتو لعام 2006 بهدف اقامة اتحاد جمركى للسادك عام 2010 . ويعتمد التقريرعلى المناقشة التى جرت حول الولاياتالمتحدة الافريقية خلال قمة الاتحاد الافريقى التى عقدت الشهر الماضى فى عاصمة غانا .وقد تسببت فكرة الولاياتالمتحدة الافريقية فى انشقاقات رئيسية خلال قمة اكرا حيث تريد جنوب افريقيا وبعض الدول الآخري اعطاء منظمة الاتحاد الافريقى الموجودة الوقت الكافى لكى تنضج قبيل الاندماج فى كيان واحد . كما تبادل القادة الرأى حول تشكيل اللجنة المتكاملة للوزراء بالتجمع التى تستهدف الاهتمام بقضايا التجارة والصناعة والمالية والاستثمار والبنية الاساسية والتنمية وقطاعات المياه والغذاء والزراعة والموارد الطبيعية والتنمية البشرية. يشار إلى أن مجموعة (سادك) تأسست أصلا عام 1980 بعضوية تسع دول للمساعدة في التنمية الاقتصادية لدول الجنوب الأفريقى ، وتوسيع نطاق التعاون مع الدول المعارضة لنظام التمييز العنصري السابق في بريتوريا. بينما تضم مجموعة سادك حاليا 14 دولة تشمل كلا من أنجولا وبوتسوانا والكونغو الديمقراطية وليسوتو وملاوي وموريشيوس وموزمبيق وناميبيا وسيشل وجنوب إفريقيا وسوازيلاند وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي. وتعاني الدول الأعضاء في المجموعة من خلافات بينها أدت إلى عرقلة حركة النمو فيها. كما تقاسى بعض الدول الأعضاء مثل الكونغو الديمقراطية وأنجولا من ويلات حروب مستمرة، في حين تتعرض دول أخرى مثل موزمبيق إلى فيضانات مدمرة للعام الثاني على التوالي أسفرت عن مصرع أكثرمن 70 شخصا وتشريد نحو نصف مليون آخرين.ومن هنا يرى المراقبون أن انعقاد مثل هذه القمة بصفة دورية يسهم فى مناقشة هموم و تحديات المجموعة فى محاولة لمواجهتها و الحد من تأثيراتها السلبية على دول الجنوب الأفريقى و القارة بأكملها . 17/8/2007