أصدرت مؤسسة ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الأنسان تقريرها الرصدي الثالث للصحافة المطبوعة في الفترة من 27 ابريل 2012 إلى 26 يوليو 2012 من خلال عينة من الجرائد اليومية والأسبوعية القومية والخاصة والحزبية خلصت الى تعاظم الادوار السياسية والاقتصادية والاعلامية لجماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة. وتمثلت عينة الصحف فى صحيفة الأهرام، واليوم السابع، والمصري اليوم، والجمهورية، والأخبار، والشروق، والأهالي، والوفد، والكرامة، وروز اليوسف، والأسبوع، والأحرار. وقد اوضحت الدراسة انه برز فى الفترة المبحوثة تصاعد حالة الاستقطاب السياسى والحملات الاعلامية المكثفة التى تقوم على مرتكزات دينية وتروج لنفى الاخر . كما اوضحت استمرار حالة التخبط السياسى لعدم وجود مرجعيات قانونية ودستورية ثابتة؛ وقد ظهر ذلك فى تذبذب اجندة الاولويات لدى الصحف ففى القضايا المتعلقة بالانفلات الامنى فى الشارع المصرى نجد الصحف الخاصة تساند الاحتجاجات الثورية وتبتعد تماما عن توجيه اية اتهامات الى رجال الاعمال المتسببين فى الازمات الفئوية وبخاصة عمال المصانع بل تظهر رجال الاعمال كضحايا للثورة يجب مساعدتهم والصحف الحكومية تعالج القضية من منظور ضرورة تدعيم الشرطة وتحمل الثوار بعض المسؤولية للاستمرار فى الاحتجاجات الفئوية اما الصحف الحزبية فانها تميل الى تحميل المسؤولية لفلول النظام السابق ورجال الاعمال الفاسدين منهم بصفة خاصة وتدعم استمرار الاحتجاجات الفئوية. وأضاف التقرير ان فترة البحث شهدت اهتماما ملحوظا بتطهير الاعلام من الفساد حيث طالب الثوار بمحاسبة القيادات الاعلامية السابقة والاهتمام بدعم حرية الاعلام وتطويره واعادة هيكلته بانشاء مجلس قومى مستقل للاشراف على وسائل الاعلام المقرؤة والمسموعة والمرئية وابعاده عن السيطرة الحكومية وتدعيم دور اعلام الخدمة العامة المملوك للشعب المصرى منذ 1960 . وفي الوقت نفسه جسدت صحف العينة حالة الاستقطاب السياسى الدينى والطائفى مقابل التوجهات المدنية والقومية فنجد اقحاما لادلة دينية فى شكل نصوص من الكتب المقدسة او الاحاديث فى متن تقارير صحفية او تحقيقات صحفية ، كما تزايد التوظيف المتناقض للفتاوى التى تحمل الصبغة الدينية مما يتنافى مع حيادية التغطيات الصحفية وتشتيت اهتمامات القراء والجنوح الى وجهة النظر الاحادية فى الرسائل الصحفية ، في حين ركزت الصحف بصفة عامة على الجانب السياسى للاحداث وبخاصة حالة الصراع على السلطة فابرزت فى معالجاتها المواقف السياسية للاحزاب والائتلافات الثورية دون الاهتمام بمشكلات البطالة ورغيف الخبز وانقطاع مياه الشرب وتعثر الزراعة والسياحة والصناعة. واستمرت حالة الحرص فى المعالجات الصحفية لصحف العينة على اهمية الدور الذى يلعبه الجيش فى الدولة المصرية قديما وحديثا وشهدت فترة البحث تغير مستمر فى نوعية المصادر الصحفية والكتاب الذين اعتمدت عليهم الصحف المبحوثة فى مرحلة بداية الثورة والشهور الممتدة حتى نهاية 2011 . واوضح التقرير استمرار تراجع الاعتماد على المصادر الشبابية من الثوار الذين يقودون الائتلافات المتنوعة بصورة ملحوظة مع تضاعف اعداد المصادر التى تمثل التيار السياسى الدينى مع استمرا ظاهرة الاعتماد على اسماء غير معروفة كمصادر صحفية غالبيتها وصفت ( بالخبير ) فى مجال تخصصه وهى تختلف عن المصادر التقليدية لما يطلق عليه الصفوة السياسية . كما استمر غياب المصادر النسائية او المهتمة بقضايا المراة التى تمثل اراء المراة تماما عن كل الصحف المصرية خلال فترة الدراسة ، حيث سجلت المصادر النسائية اقل من نصف فى المائة كمصادر للصحف اثناء تغطيات القضايا المبحوثة وكذلك غابت المصادر التى تهتم بقضايا المسيحيين عن غالبية صحف العينة ، كما تدنت نسبة المصادر المعبرة عن مؤسسات المجتمع المدنى و غابت كذلك المصادر المعبرة عن الفئات المهمشة من الفلاحين والعمال واهالى النوبة والبدو فى معظم صحف العينة.