نجحت مؤشرات البورصة المصرية في الحفاظ على الثبات بالمنطقة الخضراء في الاسبوع الثاني من أغسطس/ اب 2012 بدعم من حالة الاستقرار على الساحة السياسية التي انعكست بشكل ايجابي على بعض الاخبار الاقتصادية وقال أحمد العطيفي مدير ادارة الاستثمار بشركة الجذور القابضة للاستثمارات المالية في تصريحات خاصة لموقع أخبار مصر إن تهدي للمستثمرين فرحة قبل العيد خلال هذا الاسبوع، وارجع نشاط السوق الى عدة اسباب منها رد فعل الشارع الايجابي تجاه التغييرات التي اجراها رئيس الجمهورية في قيادات الجيش، لتنهي صراعا استمر طويلا بين سلطتين مما اشاع حالة ارتياح لدى المستثمرين. واضاف العطيفي ان البورصة تدعمت بالوديعة القطرية المقدرة بملياري دولار ومن المتوقع ان يصل جزء منها بنحو 500 مليون دولار قبل العيد، كما ان المساعي المصرية لزيادة مبلغ القرض الذى تسعى للحصول عليه من صندوق النقد الدولي الى 4 مليارات و800 مليون دولار بدلا من ثلاثة مليارات و200 مليون جنيه كان له اثر ايجابي على السوق. ولفت خبير أسواق المال إلى ان نتائج الاعمال الايجابية لبعض الشركات التي اعلنت خلال الاسبوع دعمت البورصة خاصة بعد نجاح بعض الشركات في تقليص خسائرها الكبيرة السابقة وتحول البعض الاخر من الخسارة إلى الربح، كما كان من القرارات الايجابية تثبيت اسعار الفائدة لتجنب زيادة الحمل على البنوك والمستثمرين. واستطرد قائلا ان تراجع الدولار امام الجنيه ليصل الى 6.8 جنيه بدلا من 6.10 جنيه يعكس الصورة الايجابية لمصر في الخارج. وقال احمد العطيفي ان تواجد المستثمرين الاجانب بدأ في التحسن تدريجيا مما ينبئ بان هناك قوة شرائية، كما ان الاسبوع شهد ارتفاع في قيم التداولات مما يعد اشارة لوجود مشتري بالسوق. واضاف العطيفي انه من الملاحظ خلال تداولات الاسبوع اتجاه المستثمرين للشراء في اسهم الشركات القوية بغرض للاستثمار طويل الاجل. من جانبه، قال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار ان تاثير الاخبار الخاصة بالتطورات السياسية قد اثر ايجابيا في تحرك السوق خلال الاسبوع موضحا ان حدوث نمو في الاسعار خلال الاسبوع لا يعود فقط الى الاحداث و لكن ايضا لعمليات رد الفعل التصحيحي في بعض الاسهم بعد اعلانات نتائج الاعمال موضحا ان الجميع مترقب الان لاداء الحكومة الجديد و قرارتها خصوصا بالنسبة لتطورات ملف صندوق النقد الدولي بعد ان نجحت في تأمين عددا من التمويلات الدولية الاخري . واضاف عادل إنه بعد فترة طويلة تأثر فيها السوق بالعوامل الخارجية سواء العوامل السياسية أو العوامل الاقتصادية فانه من المتوقع ان يعود السوق خلال الفترة القادمة للتأثر بالعوامل الداخلية و ان تعود السيطرة للمشترين مجددا منوها الي إن التاثير الفعلي للاصلاحات الاقتصادية و السياسية المرتقبة سيكون على المدى المتوسط مع ارتفاع شهية المخاطر وتوفر رؤوس الأموال لدي المستثمرين . وتوقع أحمد العطيفي مدير ادارة الاستثمار بشركة الجذور القابضة للاستثمارات المالية ان يصطدم السوق بمنطقة مقاومة عند مستوى 5200 نقطة لتتعرض لجني أرباح جزئي بعد سلسلة الصعود المتوالي. من جانبه اكد محسن عادل علي قدرة السوق علي استعادة نشاطة خلال الفترة القادمة بشرط اجتذاب سيولة جديدة و ظهور بوادر للتطور في العملية السياسيه والاقتصادية منوها الي ان العمق الاستثماري للسوق قد اثبت قدرته علي التعامل مع مثل هذه التحولات بصورة ايجابية و هو ما دعم من نشاط مؤشرات السوق خلال الفترة الماضية مؤكدا علي انه لا يجب ان نفرط في ردود الافعال في ظل قدره السوق علي استمرار النشاط خلال الفترة القادمة و التي سترتبط في الاساس بالتطورات المتوقعة في الوضع السياسي و الاقتصادي بالاضافة الي استمرارية اجتذاب سيولة جديدة و تعزيز المرونة الاستثمارية للسوق اذا ما حدثت اي عمليات جني ارباح او ضغوط استثنائية علي السوق . وأوضح عادل أن إعادة بناء الاقتصاد يحتاج إلى جهد كبير من كافة الأطراف السياسية والاقتصادية، بدءاً بالسعي لتحقيق الاستقرار والأمن، مروراً بالرسائل التطمينية للمستثمرين في الداخل والخارج، وصولاً إلى إعادة هيكلة النظم والقوانين التي بها بعض القصور.