ساد الهدوء الحذر تعاملات البورصة المصرية خلال الاسبوع الثالث من شهر يوليو 2012 والاخير قبل بدء شهر رمضان المبارك، حيث افتقدت السوق اي احداث اقتصادية جوهرية وبدت التعاملات وكانها بروفة لجلسات رمضان، وامتلأ الاسبوع بالاحداث السياسية ما بين مصير اللجنة التاسيسية لصياغة الدستور ومجلس الشورى فضلا عن انتظار اعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة، الا ان السوق ابت ان تختتم جلسات الاسبوع الا وهي تضع بسمة صغيرة على وجوه المتعاملين مع توزيع كوبون اوراسكوم للاتصالات الذي دعم المؤشر الرئيسي. وعلى صعيد حركة المؤشرات الرئيسية، صعد مؤشر "ايجي اكس 30" - الذي يضم اكبر 30 شركة مقيدة - 1.64 % مسجلا 4,867.75 نقطة مقابل 4815 نقطة الاسبوع السابق له وفقد مؤشر "ايجي اكس 70" الذي يغلب على تكوينه الأسهم الصغيرة والمتوسطة نقطة واحدة فقط ليصل إلى 427 نقطة.مقابل 428 نقطة، وهو نفس الحال بالنسبة لمؤشر "إيجي إكس 100" الاوسع نطاقا الذي سجل 734.37 نقطة مقابل 735 نقطة قبل أسبوع. وقال وائل عنبة رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة الاوائل لادارة المحافظ المالية في تصريحات خاصة لموقع اخبار مصر ان البورصة المصرية اتسمت بالاداء العرضي خلال الاسبوع الثالث من شهر يوليو 2012 ، مع غياب المحفزات التي ظهرت في جلسة نهاية الاسبوع من خلال كوبون اوراسكوم للاتصالات الذي ضخ نحو 5.5 مليار جنيه، لينسحب بشكل ايجابي على المؤشر الرئيسي لينهي تعاملات الاسبوع في المنطقة الخضراء. واعتمدت الجمعية العامة العادية للشركة مؤخراً توزيع كوبون نقدي بواقع 1.05 جنيه للسهم وذلك من صافي الارباح المحققة من تاريخ التأسيس وحتى 7 يونيو ليصل بذلك نصيب المساهمين في الارباح إلى 5.508 مليار جنيه. واعتبر عنبة اداء السوق خلال الاسبوع المنقضي بروفة لشهر رمضان في قيم التعاملات المنخفضة، والتذبذب السعري الضعيف، مضيفا ان ذلك كان يحدث خلال الثلاث سنوات الماضية يقل التداول خلال الشهر الكريم لتقلص عدد ساعات الجلسة بواقع ساعة فتعمل السوق بواقع 75 % من قوتها، كما ان هيكل المتعاملين بالسوق يغلب عليه الافراد بنسبة 70 % ولذلك ستتاثر السوق بانشغالهم خلال شهر رمضان بالصيام والصلاة واداء مناسك العمرة. وأوضح خبير أسواق المال ان السوق تترقب التشكيل الحكومي ، مشيرا الى ان استمرار حكومة الجنذوري خلال شهر رمضان لن يؤثر على السوق لانها ستظل حكومة مؤقتة، والجميع ينتظر حكومة ثابتة لمعرفة السياسة التي سترسم خلال السنتين القادمتين. من جانبه قال مصطفى بدره المحلل المالي ان الاسبوع الماضي غابت عنه الاحداث الاقتصادية الجوهرية وامتلأ بالاحداث السياسية فانشغل الناس بالاخيرة، واتسم باحجام التداولات الضعيفة التي لم تتعدى خلال جلسة نهاية الاسبوع 332 مليون، كما ان ارتفاع المؤشرات لا تعبر عن الارتفاع الحقيقي للاسهم. وتوقع بدره ان تتاثر السوق قيمة التداولات سلبا خلال الاسبوع القادم بداية شهر رمضان لتقليل عدد ساعات العمل بالبورصة. من جهته، قال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار إن اداء البورصة المصرية خلال الاسبوع قد اتسم بالضعف رغم صعود بعض المؤشرات نتيجة مشتريات انتقائية لبعض المستثمرين نتيجة عددا من العوامل علي راسها عودة الترقب الحذر للمستثمرين في ظل وضوح الرؤية لتطورات الوضع السياسي و تاخر التشكيل الوزاري الجديد بالاضافة الي استمرار انكماش السيولة الذي ادي لانخفاض العمق الاستثماري للسوق مما ابرز القوي البيعية الضعيفة بشكل اكبر مما علية في الواقع مما اضعف من اثر القوي الشرائية التي ظهرت خلال الجلسات بالاضافة الي استمرار مبيعات المستثمرين الاجانب و بعض المؤسسات علي المدي القصير . وأضاف عادل ان من اسباب تراجع الشهية الشرائية خلال الجلسات غياب المحفزات سواء الداخلية بالسوق مثل اعلانات نتائج الاعمال او الخارجية كتطورات الوضع السياسي منوها الى ان ضعف السيولة في ظل الاوضاع الحالية قد يكون عنصر ايجابي من حيث الاشارة الى ضعف قدرات البائع و مؤشرا نسبيا على تمسك المستثمرين باستثماراتهم فى السوق خلال المرحلة الحالية الا ان استمرار انخفاض السيولة و ضعف العمق الاستثماري قد يتسبب في تحفيز الشهية البيعية وهو ما يستدعي ضرورة العمل على تحفيز القوي الشرائية خلال الفترة القادمة . واكد خبير اسواق المال على قدرة السوق على استعادة نشاطة خلال الفترة القادمة بشرط اجتذاب سيولة جديدة و ظهور بوادر للتطور في العملية السياسيه منوها الى ان العمق الاستثماري للسوق قد اثبت قدرته علي التعامل مع مثل هذه التحولات بصورة ايجابية وهو ما دعم من نشاط مؤشرات السوق خلال الفترة الماضية مؤكدا على انه لا يجب ان نفرط في ردود الافعال في ظل قدره السوق علي استمرار النشاط خلال الفترة القادمة و التي سترتبط في الاساس بالتطورات المتوقعة في الوضع السياسي و الاقتصادي بالاضافة الي استمرارية اجتذاب سيولة جديدة و تعزيز المرونة الاستثمارية للسوق اذا ما حدثت اي عمليات جني ارباح او ضغوط استثنائية علي السوق .