قالت المعارضة الكينية الثلاثاء إنها ستجري محادثات مع الرئيس الكيني مواي كيباكي فقط ضمن جهود وساطة دولية لإنهاء التوترات التي تلت انتخابات الرئاسة وأسفرت عن مقتل المئات. ويأتي ذلك تحت ضغوط تعرض لها كيباكي ومنافسه زعيم المعارضة رايلا أودينجا سعيا لحل الأزمة التي لطخت صورة كينيا كواحدة من أبرز الديمقراطيات في أفريقيا كما أثرت بالسلب علي إقتصادها. ومن المقرر أن يصل الرئيس الغاني جون كوفور رئيس الاتحاد الأفريقي إلى نيروبي في وقت لاحق من الثلاثاء في أحدث دفعة دبلوماسية من أجل الحوار بين الحليفين السابقين. وقال مكتب كيباكي انه وجه الدعوة لاودينجا لإجراء محادثات حول كيفية وقف العنف وتعزيز السلام والمصالحة الوطنية في البلاد . وقال سالم لوني المتحدث باسم أودينجا "سيشارك رايلا في اجتماع مع السيد كيباكي فقط إذا كان ذلك جزءا من عملية تفاوضية من المتوقع أن يبدأها الرئيس كوفور ، و أضاف "استبعد السيد أودينجا أي اجتماع ثنائي مع السيد كيباكي إلا إذا أُجري عبر وسيط دولي". من جانبه ،أشاد الرئيس الأمريكي جورج بوش بزيارة كوفور وحث الجانبين على بدء المحادثات بنية صادقة. وكانت الحكومة قد رفعت الاثنين تقديراتها لعدد القتلى في موجة من الاشتباكات العرقية بسبب فوز كيباكي المتنازع عليه بانتخابات الرئاسة إلى نحو 500 قتيل وقالت إن 225 ألف شخص نزحوا عن ديارهم. ولكن أودينجا الذي يقول إن كيباكي تلاعب في الانتخابات صرح بأن عدد القتلى في أعمال العنف قد "يقترب من ألف" قتيل. وعلي الصعيد الداخلي ، دعت نقابة المحامين الكينيين الرئيس مواي كيباكي الى الاستقالة فورا مطالبة باجراء انتخابات رئاسية جديدة لانهاء الازمة التي تعصف بالبلاد. وقالت النقابة في بيان لها انها تطالب بان يستقيل مواي كيباكي من منصبه كرئيس للجمهورية الكينية و"بان يصار الى اجراء انتخابات جديدة في غضون تسعين يوما". واضافت "بالرغم من ان الكينيين انتخبوا بشكل سلمي وعبروا عن نضج خلال الانتخابات فان شرعية الانتخابات الرئاسية موضع تشكيك بسبب عدم استقامة اللجنة الانتخابية الكينية وعجزها". وطالبت النقابة بان يتم علي الفور السعي لحل اللجنة الانتخابية المكلفة بمتابعة المسار الديموقراطي للانتخابات العامة التي جرت في 27 ديسمبر. وكان رئيس هذه اللجنة صامويل كيفويتو قد اعلن بداية فوز كيباكي قبل ان يعود ويؤكد بانه تعرض لضغوط دفعته الى اعلان فوز الرئيس المنتهية ولايته. من جهته حث الرئيس الامريكي جورج بوش الاثنين الحكومة الكينية والمعارضة على بدء الحوار وانهاء اعمال العنف للتوصل الى "حل سياسي دائم" للازمة التي تعصف بالبلاد. وقال بوش "ادين استخدام العنف كاداة سياسية وادعو الطرفين الى الحوار الهادف الى التوصل الى حل سياسي دائم" بعد الانتخابات الرئاسية التي نظمت في 27 ديسمبر ورفضت المعارضة نتائجها. واسفرت اعمال العنف التي اعقبت الانتخابات عن مقتل ما يزيد عن 600 شخص في غرب البلاد والاحياء الفقيرة في نيروبي.