تمركينيا بازمة سياسية حادة منذ اعادة انتخاب الرئيس كيباكي في 27 ديسمبر 2007.. الاسابيع الثلاثة الاخيرة شهدت مقتل المئات و نحو 200 الف نازح منهم مائة الف طفل (بحسب اليونيسف) في أعمال عنف دامية ومصادمات بين الشرطة والمتظاهرين. زعيم المعارضة "أودينغا" يتهم الرئيس كيباكي بتزوير الانتخابات وحرمانه من الفوز بها. وكانت المعارضة الكينية التي تحتج على اعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي قد دعت انصارها الى تظاهرات في كامل أنحاء البلاد بدأت الاربعاء الماضى واستمرت ثلاثة ايام . في الوقت الذي اعتبر فيه وزير الداخلية جورج سايتوتي أن "كل من ينظم أو يشارك في التظاهر سيحمل المسؤولية شخصيا وسيحال إلى القضاء". وأضطرت قوات الأمن وشرطة مكافحة الشغب الى استخدام الغاز المسيل للدموع وأطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريق مئات من المحتجين في أحياء متفرقة من نيروبي. وازاء فشل التظاهرات وحصيلتها من الارواح البشرية اعلنت المعارضة وقف التظاهرات واعتماد اسلوب جديد في الاحتجاج يقوم على مقاطعة بضائع وخدمات شركات يملكها مقربون من كيباكي. المساعي الدولية لاحتواء أزمة الانتخابات الكينية . كانت جهود الوساطة التي قام بها رئيس الاتحاد الأفريقي الرئيس الغاني جون كوفور بين الرئيس الكيني مواي كيباكي وخصمه رايلا أودينغا قد فشلت فى تقريب وجهات نظر طرفي الأزمة. وتبادل طرفا الأزمة الكينية الاتهامات في فشل جهود الاتحاد الأفريقي. كما فشلت جينداي فريزر مبعوثة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للتشجيع على إقامة حوار بين الرئيس كيباكي ومنافسه زعيم المعارضة أودينغا. وكان المفوض الاوروبي للتنمية لوي ميشال قد حاول من قبل واجرى مباحثات منفصلة مع كيباكي واودينغا الا انه فشل ايضا . وفي نفس السياق اتصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالرئيس الكيني وزعيم المعارضة لحثهما على تسوية خلافاتهما بالحوار. كما أجرى بان كي مون أيضا اتصالات مع جميع الأطراف المشاركة في البحث عن تسوية للأزمة الكينية ومن بينهم الرئيس الغاني جون كوفيور الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي. وكرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوته للمسؤولين السياسيين في كينيا إلى "الإسراع في إيجاد حل مقبول عبر الحوار للأزمة السياسية لكي تستعيد البلاد طريق السلام والديمقراطية . ولاتزال واشنطن تتابع الموقف واعلنت إنها تسعى لإيجاد تسوية للأزمة، داعية أطراف النزاع إلى ضبط النفس. من جهتها دعت الأممالمتحدة مجددا إلى الإسراع في حل الأزمة التي تشهدها كينيا على خلفية الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل والتي فشلت حتى الآن كل الوساطات والمساعي الإقليمية والدولية في احتوائها . وبعد فشل تلك المحاولات تولى الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي أنان جهود الوساطة موجها بدوره الدعوة لأطراف النزاع من أجل ضبط النفس لتجنب اندلاع موجة جديدة من أعمال العنف . ومن المقرر أن يقود كوفي أنان مجموعة من الأفارقة البارزين في زيارة لكينيا يوم الثلاثاء المقبل الموافق 22 يناير الجارى لمحاولة بدء حوار بين كيباكي وخصمه أودينغا. من جهته عين الرئيس الكيني "لجنة سياسية رفيعة المستوى لاجراء الحوار السياسي الوطني والمصالحة الوطنية" تضم نائب الرئيس كالونزو موسيوكا وستة وزراء اضافة الى المدعي العام اموس واكو واحد النواب. جدير بالذكر ان اودينغا يعتبر ان الرئاسة سلبت منه في انتخابات ديسمبرالماضى واتهم كيباكي بتزييف عملية اعادة انتخابه. ووصف حزبه الرئيس الكينى بانه "لص مميز". مواقف دولية .. وعلى صعيد المواقف الدولية شككت رابطة دول الكومنولث في نتائج الانتخابات الرئاسية الكينية ، وقال الأمين العام للرابطة "دون ماكينون" إن الانتخابات "لم تكن مطابقة للمعايير الدولية" في مرحلة فرز الأصوات. كما دعت الولاياتالمتحدة وبريطانيا (المستعمرة السابقة لكينيا) حكومة كيباكي إلى السماح للمعارضة بتسيير مظاهراتها السلمية. فيما هددت واشنطن ولندن و11 دولة أخرى بقطع مساعداتها عن كينيا إذا لم تلتزم الحكومة الكينية بالديمقراطية وحكم القانون وحقوق الإنسان. من جانبه قال رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي إن القادة الأفارقة لا يريدون التعليق على نتائج الانتخابات الكينية التي أعقبتها أعمال عنف دامية, وذلك لئلا يصبوا الزيت على النار.