تأتى زيارة الرئيس حسنى مبارك لطرابلس اليوم الثلاثاء 8/5 ولقاءه مع الرئيس الليبى معمر القذافى ورئيس تشاد إدريس ديبى فى ظروف دقيقة وحرجة تمر بها المنطقة والعالم العربى والافريقى ، وتتويجاً لمؤتمرات عدة قام بها كل من الرئيسين مبارك والقذافى فى الفترة السابقة وقد عقد الرئيس مبارك فور وصوله إلى طرابلس مباحثات مع الزعيم الليبى العقيد معمر القذافى تناولت الأزمة فى دارفور ، وأنضم إليهما لاحقاً الرئيس التشادى إدريس ديبى وهدف هذه القمة العربية الإفريقية المصغرة التشاور فى كافة المجالات الإفريقية ، واستمرارا للتنسيق الليبي المصري المستمر حول الوضع فى دارفور وتعد مصر شريكاً أساسياً فى استقرار الأمن فى دارفور . وتأتى القمة الثلاثية فى أعقاب اتفاق الرياض الذى وقعه الرئيس السودانى عمر البشير والرئيس التشادى حول تطبيع العلاقات بين البلدين الجارين وإحكام السيطرة على المنطقة الحدودية بين تشاد والسودان وجهودهما مع زعماء التمرد فى دارفور للتوصل إلى اتفاق مصالحة يوسع من قاعدة اتفاق أبوجا السلام وقد وقع على الاتفاق العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز الذى رعى اللقاء.
وهذه الزيارة تأتى تتويجا للجهود التى قام بها الرئيس مبارك فى الفترة السابقة لتحقيق المصالحة السودانية الشاملة واحتواء الوضع فى دارفور والتوصل إلى اتفاق بين الحكومة والفصائل المتمردة فى دارفور ، وكان الرئيس مبارك وصل إلى مطار معتيقة فى طرابلس برفقة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان .
وكان قد وقع الرئيسان السودانى والتشادى الخميس الماضى 3/ 5 فى السعودية اتفاقاً للمصالحة يفترض أن يضع حداً للتوتر فى العلاقات بين البلدين ، وينص على احترام كل من الطرفين لسيادة الآخر وعدم التدخل بشئونه الداخلية .
وقال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن لقاء الرئيس حسنى مبارك والعقيد القذافى دار أساساً حول الوضع السودانى عامة وإقليم دارفور خاصة ، وإن هذه القمة تأتى اتصالاً بالقمة المصرية السودانية التى انعقدت أمس بالقاهرة واتصالاً كذلك بقمم مُصغرة عُقدت سابقاً بين الرئيس مبارك والرئيس القذافى حول الوضع فى دارفور ، وأضاف عواد أن القمة الثلاثية تستهدف تفعيل اتفاق طرابلس حول دارفور " فبراير 2006 " ، والاتفاق الذى وقعه الرئيس السودانى عمر البشير مع الرئيس ديبى فى السعودية فى 3 مايو الحالى .
وأشار عواد إلى أن الرئيس مبارك كان قد التقى مع الرئيس التشادى فى قمة إفريقيا فرنسا فى مدينة كان الفرنسية ، ووجه مبارك الدعوة إليه لزيارة مصر وسيقوم بها قريباً ، وقال عواد للصحفيين بعد اجتماع بين الرئيس مبارك ونظيره عمر البشير " تشتد الحاجة الآن إلى الحوار بين الأطراف المعنية بأزمة دارفور أكثر من أى وقت مضى فليس من مصلحة أحد استمرار الأزمة الذى يفتح الباب لتدويلها " .
وقد استعرضت القمة الليبية مجمل الوضع العربى بعد القمة العربية التى انعقدت فى الرياض والمستجدات على الساحة الإفريقية ، تحضيراً للقمة الإفريقية التى تُعقد فى أكرا بغانا فى شهر يونيو المقبل .
ويُذكر أنه عُقد مؤتمر دولى حول دارفور فى طرابلس فى 29 أبريل الماضى أعلن دعمه فكرة تشكيل قوة مشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقى لإحلال الأمن فى إقليم دارفور غرب السودان .
وجدير بالذكرأن الاتفاق مع السودان له ثلاث مراحل .. المرحلة الاولى عبارة عن نشر دعم محدود في صورة معدات ورجال شرطة وموظفين مدنيين ومستشارين. والمرحلة الثانية التي أقرها السودان يوم الإثنين 16/4 تتضمن نشر ست طائرات هليكوبتر هجومية وهو ما كانت الخرطوم تعارضه حتى اللحظة الاخيرة لخشيتها من استخدام هذه الطائرات فى أغراض هجومية. والمرحلة الثالثة هي نشر قوة حفظ سلام يزيد قوامها عن 20 ألف من القوات ورجال الشرطة وهو ما لم يوافق عليه السودان بعد.
ومن جانبه رحب أحمد قذاف الدم – منسق عام العلاقات المصرية – الليبية بزيارة الرئيس حسنى مبارك إلى ليبيا ولقائه مع العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية حيث تأتى فى ظروف دقيقة وحساسة تمر بها منطقتنا والعالم العربى ، وأعرب عن اعتقاده بأن الزيارة ستخرج بنتائج مهمة تُدعم العلاقات الثنائية ، وأضاف قذاف الدم أن مصر وليبيا دولة واحدة ومصيرنا واحد ، ونحن أكثر الدول العربية التصاقاً جغرافياً وسياسياً ، وأكد على أن ما يجرى فى السودان يهمنا جميعاً ، ولذلك كان لابد أن ننادى دائماً بالوقوف إلى جانب السودان ، ونحن على ثقة أن الأوضاع فى السودان ستُحل بشكل سلمى ليعم السلام والأمن قريباً . 8/5/2007