فى ظل اضخم عملية امنية في تاريخها شهدت مدينة سيدنى توقبع 'إعلان سدني' من اجل المناخ، الذى خلا من اي هدف ملزم. وبعد مفاوضات صعبة حصل الإعلان' على موافقة قادة الدول الاعضاء ال21 في 'آبيك' وبينهم اكبر ملوثين في العالم، الولاياتالمتحدة والصين. ووصف رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد ' إعلان سدني بالإجماع الدولي حول تحدي الاحتباس الحراري'. وكان هاورد قد استضاف صباحا مدعويه في دار الاوبرا الشهيرة في سدني التي تحولت الى حصن. وفي عداد المدعوين الرؤساء الاميركي جورج بوش و الصيني هو جينتاو والروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي، الذين شددوا على أهمية حماية البيئة. تظاهرات هادئة وعلى مسافة نحو عشرين دقيقة سيرا على الاقدام، سار حوالى خمسة الاف متظاهر على مسافة قصيرة محاطين عن قرب باعداد كبيرة من عناصر الشرطة. وندد المتظاهرون بتدخل الولاياتالمتحدة وحليفتها استراليا العسكري في العراق، وكذلك السياسة المتعلقة بالمناخ التي تعتمدها واشنطن وكانبيرا اللتان رفضتا المصادقة على بروتوكول كيوتو حول خفض انبعاثات الغازات. وقد جرت التظاهرة عموما في هدوء هذه المرة. واحيط قادة الدول والحكومات المشاركون في منتدى 'آبيك' بسياج ممتد على طول كيلومترات حول سدني الى مدينة اشباح. و عقد هؤلاء القادة الكثيرمن اللقاءات الثنائية او الثلاثية، لكنها لم تفض الى قليل جدا من الاعلانات الملموسة. حتى أن اعلانهم الاساسي حول المناخ اتهم من قبل انصار الدفاع عن البيئة بأنه فارغ المضمون. ويشير النداء الى 'تطلع' لخفض كثافة الطاقة للاقتصاديات ال21 'تحسب قياسا الى استهلاك الطاقة وانتاجها' بنسبة 25% من الان وحتى 2030. توافق تبعا للظروف وقد توافق اعضاءالمنتدى بحسب هاورد على ان تسهم جميع الدول مهما كان مستوى تطورها، ووفقا لقدراتها الذاتية وتبعا للظروف، في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وعلق ستيف شالهورن رئيس منظمة غرينبيس الاسترالية على ذلك بقوله 'انها ليست خطوة الى الامام'. ويعكس النص المصالح المتباينة داخل الكتلة المتنوعة لمنطقة آسيا-المحيط الهادىء. وتمنى بوش هذا الاسبوع مشاركة اكبر للدول الناشئة في مكافحة سخونة المناخ، ملمحا الى ان بروتوكول كيوتو يمنحمها حماية اكثر من اللازم في هذه النقطة. لكن الرئيس الصيني هو جينتاو دافع السبت عن نظام يراعي الفارق في الثراء. والصين التي توجه اليها اصابع الاتهام بسبب طفرتها الاقتصادية لا تخضع لاي خفض ملزم لانبعاثات الغازات بموجب كيوتو خلافا للبلدان المتطورة الموقعة على البروتوكول. وقال هو جينتاو في هذا الصدد 'على البلدان النامية ان تدرك مسؤوليتها التاريخية وانبعاثاتها الحالية المرتفعة وتطبق بشكل صارم اهدافها المقررة بخفضها بموجب بروتوكول كيوتو'. لباس الصورة التقليدية كما يفرض تقليد منتدى ' ابيك' التقطت الصورة التذكارية الجماعية للقادة المشاركين. وفيما كان ينتظر ان يرتدي هؤلاء القادة لباسا بألوان فلاحي استراليا، ارتأوا في النهاية، لالتقاط هذه الصورة،ارتداء المعطف القاتم من الكتان المشمع الذي يرتديه المزارعون ومربو الماشية الاستراليون.