قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو, تعليقا على إسقاط المقاتلة الروسية, إنه "لا يمكن إخفاء حقيقة انتهاك المجال الجوي التركي من خلال توجيه اتهامات لا أصل لها ضد تركيا, كاتهامها بشراء النفط من تنظيم (داعش) أو دعمه". وأضاف أوغلو – في مؤتمر صحفي في مطار (آسن بوغا) بالعاصمة أنقرة قبيل مغادرته إلى جمهورية شمال قبرص التركية اليوم الثلاثاء – أن الأزمة السورية ليست أزمة تركية روسية, وليست أزمة بين روسيا والناتو أيضا, معربا عن أسفه لتحولها حاليا إلى أزمة بين روسياوتركيا. ونقلت وكالة أنباء (الأناضول) الرسمية التركية عن أوغلو قوله إن "العلاقات بين تركياوروسيا مكسب للطرفين", مؤكدا ضرورة عدم فتح المجال أمام منظومة علاقات تجعل الجانبين خاسرين, مشددا "لا يجب أن يتوقع أحد من تركيا أن تتهاون أو تتخذ خطوة إلى الوراء فيما يتعلق بحماية سيادتها, فقواعد الاشتباك التي تتبعها قواتنا المسلحة في الأمس هي ذاتها اليوم, وستكون كذلك غدا". ولفت أوغلو إلى أن تركيا أوضحت – مرارا – أنها لم ولن ترغب في أن تكون طرفا في أي توتر أو صراع, مؤكدا أن تركيا في عملية إسقاط المقاتلة الروسية تصرفت وفق موقف دفاعي عن مجالها الجوي فقط. وتابع: "يتوجب على المسؤولين الروس إدراك أن الطائرات التركية لم تنتهك المجال الجوي الروسي, ولم تستهدف الطائرات الروسية في أي مجال جوي آخر, وإنما دافعت عن مجالها الجوي الذي انتهك, كما أن غض الطرف عن الطائرات التي تنتهك مجالنا الجوي مرارا لن يكون تصرفا مسؤولا في وقت تتواصل فيه حرب في الجانب الآخر من حدودنا, ويتدفق اللاجئون فيه إلى تركيا, فالطيارون الأتراك قاموا بما تتطلبه قواعد الاشتباك". وحول القضية القبرصية, أشار أوغلو إلى أن المفاوضات الحالية تعد الفرصة الأخيرة من ناحية التوصل إلى نتائج, مشددا على ضرورة بذل الجميع لجهودهم, واستنفار إمكاناتهم المتوفرة تجاه التوصل إلى حل قائم على معايير الأممالمتحدة, ويضمن المساواة السياسية في الجزيرة. وفيما يتعلق بمحادثاته التي سيجريها خلال زيارته لفت أوغلو إلى أنهم سيتبادلون وجهات النظر حيال تعزيز التعاون بين جمهورية شمال قبرصوتركيا, مبينا أن قبرص التركية اليوم تمتلك نظرة نحو مستقبل أفضل ومستقر أكثر من أي وقت مضى. وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز (إف-16) أسقطتا طائرة روسية من طراز (سوخوي-24) الثلاثاء الماضي, لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي, بحسب ما تقوله تركيا, عند الحدود مع سوريا في محافظة "هاطاي" بجنوبي البلاد, وقد وجهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق – بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دوليا – قبل أن تسقطها, فيما أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) صحة المعلومات التي نشرتها تركيا حول حادث انتهاك الطائرة لمجالها الجوي. بدورها, أعلنت روسيا أن الطائرة التي أصابتها تركيا وسقطت في منطقة "بايربوجاق", أو جبل التركمان, في ريف "اللاذقية" بشمال غربي سوريا قبالة بلدة "يايلاداغي" في محافظة هاطاي التركية تابعة لسلاحها الجوي.