شدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني, اليوم الاثنين, على أنه لا يمكن معالجة مشكلة تغير المناخ بمعزل عن غيرها من التحديات, قائلا "لا تستطيع أية منطقة جغرافية أو أي قطاع اقتصادي أن يحمي نفسه من تحديات التغيرات المناخية التي تواجه العالم". وقال العاهل الأردني – في كلمة الأردن التي ألقاها خلال أعمال الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأممالمتحدة للتغير المناخي لعام 2015 الذي تستضيفه باريس بحضور زعماء وقادة عالميين ووزعها الديوان الملكي الهاشمي بعمان – "إن كوكبنا بأسره مهدد بسبب التغير المناخي وتبقى الاستجابة الفردية للأزمات ناقصة ولا تلبي التحديات التي نشهدها , وعليه يجب العمل بشكل جماعي وعلى المستوى الدولي وبنهج مستدام وشامل وبأسلوب موجه نحو تحقيق نتائج ملموسة". وتابع الملك عبدالله الثاني "أن دول العالم أجمع معنية بالتصدي لهذا التحدي, وبالنسبة لنا في الأردن فإننا نعاني من تبعات التغير المناخي على عدة مستويات , فقد بات بلدنا ثاني أفقر دولة مائيا في العالم كما نستورد أكثر من 90 % من احتياجاتنا من الطاقة", مؤكدا على تعهد الأردن بالتعاون المستمر في هذا المجال من أجل مستقبل أفضل لشعبه ولشعوب العالم أجمع. وقال "إذا ما استمر تغير المناخ في العالم بالوتيرة التي نشهدها اليوم, فإن التحديات الناتجة عن ذلك ستتضاعف, وهذه الحقائق الصعبة هي السبب الذي دفعنا في الأردن للحرص على تكاملية سياسات الطاقة والبيئة ضمن استراتيجية تنموية وطنية مستدامة وطويلة المدى". وأضاف "نحن نتطلع أيضا إلى حلول مبتكرة لمعالجة تحديات أخرى أبرزها تلبية احتياجاتنا المتنامية للمياه, وذلك عبر تحلية مياه البحر واعتماد تقنيات متقدمة في إدارة مصادرها والمضي قدما في مشروع قناة ناقل البحرين (الأحمر ? الميت) لتوفير مياه عذبة واستخدام المياه المالحة لتعويض الانخفاض في مستوى مياه البحر الميت وحمايته". وأشار إلى أنه رغم كل هذه الصعوبات, فلا يزال الأردن يوفر ملاذا آمنا للاجئين الهاربين من أحداث العنف في المنطقة حيث يستضيف حاليا 4ر1 مليون سوري أي ما يعادل 20 % من السكان , ما يجعل المملكة ثاني أكبر مستضيف للاجئين في العالم, بالنسبة إلى عدد سكانها. وحول الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له باريس مؤخرا .. وجه الملك عبدالله الثاني كلامه إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند قائلا "لقد تعرض بلدكم قبل أسبوعين فقط لمأساة وطنية بل لمأساة عالمية وباجتماعنا هنا يؤكد قادة العالم اليوم وقوفهم متحدين معكم ضد عصابة (داعش) الإرهابية وضد الإرهاب بكل صوره وأشكاله وفي كل مكان". وقال "علينا أن نتذكر اليوم أن استجابتنا الجماعية تشكل عاملا أساسيا في هزيمة الإرهاب , إن هذه الحرب تواجهها أجيال الحاضر دفاعا عن قيم السلام والتسامح والحرية والإنسانية , إنها معركتنا أيضا كمسلمين, ونحن نشهد أحداثها في العديد من الدول, فالإرهاب لا يعرف حدودا".