لماذا نهيل التراب علي كل انجاز يتحقق.. لماذا لا نقبل النتائج سواء في الانتخابات أو المنافسات الرياضية.. ولماذا العنف والانتقام لإظهار الرفض.. ألم نتعلم من سلمية ثورة 25 يناير وكيف أدي ذلك لنجاحها؟! . لقد كان مظهرا رائعا عشناه يومي 23 و 24 مايو في المرحلة الأولي من الانتخابات الرئاسية فالشعب علي اختلاف طوائفه اختار من يمثله أو من يثق في أنه الأفضل من وجهة نظره ليكون رئيسا للجمهورية.. لم يتدخل أحد في اختياراتنا.. ولم يوجهنا أحد لاختيار هذا أو ذلك.. بل كسب أكثر الأصوات من أبدي تعاطفا مع المواطنين وتقبل النقد بصدر رحب.. من خاطب القواعد الشعبية واستجابت له.. وتصدر المشهد من امتلك كتلة كبيرة متماسكة وهي كتلة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة التي ساهمت في أن تصل بالدكتور محمد مرسي لتصدر المشهد ونافسه بقوة الدكتور أحمد شفيق وهو آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع مبارك وحدثت في عهده موقعة الجمل وقد تم إصدار قانون العزل السياسي لخلعه من الانتخابات إلا أن لجنة الانتخابات الرئاسية سمحت له بدخول الانتخابات إلي أن يتم الفصل في دستورية القانون. والنجم الحقيقي للانتخابات الرئاسية هو الصديق المناضل حمدين صباحي الذي حافظ علي آرائه وتوجهاته منذ كان طالبا بكلية الإعلام ورئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة وحتي الآن.. فهو ينحاز دائما للشعب ولمحدودي الدخل يدافع عن قضاياهم ويتبني حل مشاكلهم.. لذا اختاره الملايين للرئاسة وكان قاب قوسين من دخول معركة الإعادة. أما المناضل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فقد تعرض لخديعة أطاحت به من المركز الأول في الاستطلاعات قبل الانتخابات الي المركز الرابع بعد الانتخابات وهو بالتأكيد يستحق أكثر من ذلك.. حتي عمرو موسي الذي حاز أكثر من 5.2 مليون صوت فهو أيضا له الحق في أن يحوز علي ما يوازي هذه الثقة.. والحل في رأيي أن تتم انتخابات الإعادة من خلال فريقين رئاسيين فريق مرسي وفريق شفيق وأن يتم تقليص سلطات الرئيس المنتخب لصالح الفريق الرئاسي، وهذا ما أكده د. محمد مرسي في مؤتمره الصحفي حيث بدد مخاوف كثيرة تم الترويج لها للهجوم علي الاخوان، أو يتم تطبيق قانون العزل وبالتالي يتم إعادة انتخابات المرحلة الأولي مرة أخري وأعتقد أن الرئيس سوف يفوز بدون جولة إعادة. وفي كل الأحوال لا يجوز أن نهيل التراب علي هذا العرس الديمقراطي.. والتجربة الديمقراطية الأولي في تاريخ مصر التي يخرج فيها المصريون لاختيار رئيسهم بإرادتهم الحرة.. صورة أشاد بها العالم وكانت خير ثمرة لثورة 25 يناير لذا يجب ألا نضيع هذه الثمرة اليانعة في مسيرة الثورة السلمية المصرية فخرنا جميعاً.. يجب علي شبابنا أن يستمعوا لصوت العقل ويستكملوا المسيرة الديمقراطية.. يجب أن نرضي بنتائج الديمقراطية التي طالبت الثورة بها ومن حقنا أن نحارب من أجل انتخابات حرة وسليمة وشفافة.. ويجب أن ندرك مسئوليتنا الوطنية. بدأت مرحلة استرداد أموال مصر المنهوبة في الخارج تؤتي ثمارها.. سافر وفد قضائي إلي لندن وقبرص لاسترداد جانب من هذه الأموال وهناك إجراءات وشيكة لاسترداد الأموال المجمدة في سويسرا.. وهذه الأموال سوف تساهم في دعم الاقتصاد المصري وتوفر احتياجات المواطنين ولكن هذا لا يعفينا من أن ندعو المواطنين للجهاد في العمل والإنتاج من أجل مصر والشعب المصري الذي يستحق الكثير والكثير. نقلا عن صحيفة الاخبار