واصلت محكمة جنايات جنوبالقاهرة برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله الأحد سماع أقوال شهود والنفي في قضية أحداث التعدي على المتظاهرين السلميين بميدان التحرير يومي 2 و3 فبراير من العام الماضي بغية فض التظاهرات والاعتصامات المناوئة للرئيس السابق حسني مبارك, وهي القضية التي تضم 24 متهما وعرفت إعلاميا ب` "موقعة الجمل".. وعلى غرار الجلسات الماضية، شهدت جلسة اليوم فوضى عارمة وهرجا ومرجا من جانب أنصار المحامي مرتضى منصور الذين احتشدوا داخل قاعة المحكمة ورددوا الهتافات ضد رئيس المحكمة, وذلك خلال مناقشة المحكمة لشهود الإثبات في القضية.. بدأت وقائع الجلسة بإيداع المتهمين قفص الاتهام واثبات حضورهم, طلب بعدها دفاع المتهم على رضوان التنازل عن سماع شهود الاثبات مشيرا إلى أن المحامى الذى طلب حضورهم ومناقشتهم لم يكن موكلا منه او منسقا بين باقى اعضاء هيئة الدفاع عنه . واستدعت المحكمة شاهد الاثبات احمد عبد الحميد حسن ( 32 سنة محام) مقيم بمنطقة الزاوية الحمراء, والذي قال انه ليس له علاقة او صلة بالمتهم إيهاب العمدة غير انه عضو مجلس الشعب عن المنطقة التى يقيم بها وليس هناك خلافات سابقة بينهما . واسترسل الشاهد في رواية تفاصيل الأحداث, مشيرا إلى أنه في أعقاب الخطاب المتلفز الذي تلاه الرئيس السابق حسني مبارك قبيل وقوع أحداث 2 و 3 فبراير, اختلفت الاراء ما بين مؤيد لاستمراره حتى نهاية ولايته ومعارض لما جاء بالخطاب من أهالى المنطقة التي يقطن بها.. وأضاف شاهد النفي أن من رددوا الأقوال بشان منحهم مبالغ مالية من جانب المتهم إيهاب العمدة للخروج في مسيرة مؤيدة للرئيس السابق قد اختلفوا حول قيمة تلك المبالغ والتي دارت حول ( 50 جنيها أطعمة ومشويات) ومبالغ أخرى كبيرة.. مشيرا إلى أنه في ضوء تعدد هذه الأقاويل قام ومجموعة من اهالى الزاوية الحمراء بالتقدم ببلاغ الى لجنة تقصى الحقائق لمعرفة ما اذا كان هذا قد حدث لبعض المشاركين في تلك المسيرات من عدمه.. وعلق المتهم إيهاب العمدة من داخل قفص الاتهام على أقوال الشاهد بان مقدم البلاغ شخص يدعى عمر تاج الدين احد خصومه السياسيين وانه قام بكتابة البلاغ فى مكتبه وقام احد اعوانه بتقديمه لجهات التحقيق.. وطالب رئيس المحكمة من دفاع المتهمين حسين مجاور وابراهيم كامل وطلعت القواس وعلى رضوان وسعيد عبد الخالق والضابطان حسام الدين مصطفى وهانى عبد الرؤوف بالإتيان بشهود النفي حال وجودهم لسماع أقوالهم بالجلسات القادمة, وقام برفع الجلسة ودخول غرفة المداولة في أعقاب ذلك لأداء صلاة الظهر.. وبعد نصف ساعة عاودت المحكمة انعقاد الجلسة وتقدم دفاع المتهم ابراهيم كامل وقرر ان الدفاع الاصيل (المحامي رجائي عطيه) يعتذر عن عدم الحضور لتواجده فى قضية أحداث ستاد بورسعيد.. وطلب دفاع المتهمين بعرض عدد من الاسطوانات المدمجة التي تحتوي لقطات مصورة فوافق رئيس المحكمة على ذلك بعد الانتهاء من سماع شهود النفى.. وتقدم دفاع المتهم مرتضى منصور إلى المحكمة وبصحبته زوجة المتهم نجوى الديب طالبا الحديث مع المحكمة غير ان المستشار مصطفى حسن عبد الله أكد له عدم جواز الاستماع إلى دفاع في غيبة المتهم امتثالا لحكم القانون ووطالبهما بالجلوس حتى الانتهاء من سماع شهود النفى والمداولة بين أعضاء المحكمة لاتخاذ القرار.. وهنا صاح انصار مرتضى منصور داخل القاعة مرددين الآيات القرآنية وظلوا يهتفون ضد رئيس المحكمة (إرحل إرحل) و (حسبنا الله ونعم الوكيل) و(منك لله) وحدثت حالة من الفوضى والهرج والمرج داخل القاعة قبل أن تتمكن قوات الأمن من تهدئة الحضور..