يحيي العالم غدا اليوم العالمي لمكافحة الفقر 2015 تحت شعار"بناء مستقبل مستدام:العمل معا للقضاء على الفقر والتمييز"،حيث يهدف الاحتفال هذا العام أن يتطلب منا بناء مستقبل مستدام ، وأن نكثف جهودنا في ما يتصل بالقضاء على الفقر المدقع والتمييزوبما يضمن قدرة الجميع ممارسة حقوقهم الإنسانية. ويجب أن تكون المشاركة الكاملة لمن يعيشون في براثن الفقر، بخاصة في ما يتصل بالقرارات التي تمس معايشهم ومجتمعاتهم في مركز القلب من السياسات والاستراتيجيات الرامية إلى بناء مستقبل مستدام. وبذلك، نستطيع ضمان أن تظل هذه الأرض ومعها مجتمعاتنا قادرة على تلبية احتياجات الجميع وتطلعاتهم. وتأتي احتفالية عام 2015 بهذا اليوم احتفالية استثنائية لحلولها بعد اعتماد جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة، الذي يخلف الأهداف الإنمائية للألفية ويشتمل على 17 هدفا جديدا وطموحا ، وأحد أهمها القضاء على الفقر في كل صوره وأشكاله في كل أنحاء العالم. ويرجع تاريخ الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر إلى يوم 17أكتوبر من عام 1987. ففي ذلك اليوم اجتمع ما يزيد على 100 ألف شخص تكريما لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع، وذلك في ساحة تروكاديرو بباريس، التي وقع بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. وقد أعلنوا أن الفقر يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان وأكدوا الحاجة إلى التضافر بغية كفالة احترام تلك الحقوق. وقد نقشت تلك الآراء على النصب التذكاري الذي رفع عنه الستار ذلك اليوم. ومنذئذ يتجمع كل عام في 17 أكتوبر أفراد من شتى المشارب والمعتقدات والأصول الاجتماعية لإعلان التزامهم من جديد إزاء الفقراء والإعراب عن تضامنهم معهم. وقد رفع الستار عن نماذج للنصب التذكاري في شتى أرجاء العالم، حيث تمثل تلك النماذج نقطة تجمع للاحتفال بذلك اليوم. وهناك واحد من تلك النماذج في حديقة مقر الأممالمتحدة وهو موقع الاحتفال السنوي بهذه الذكرى الذي تنظمه الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وفي يناير عام 1992 ومن خلال القرار 196/47، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 17 أكتوبر للاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر ، حيث يمثل فرصة للإقرار بجهدونضال من يعيشون في الفقر وتهيئة السبيل أمامهم للإعراب عن شواغلهم، ولحظة سانحة للإقرار بأن الفقراء هم من يقفون في مقدمة صفوف مكافحة الفقر. إن مشاركة الفقراء أنفسهم ظلت محور الاحتفال بذلك اليوم منذ بدايته. ويتجلى أيضا في إحياء ذكرى يوم 17 أكتوبر رغبة الفقراء في الاستفادة مما لديهم من خبرات كمساهمة منهم في القضاء على الفقر.