تخوض مصر اليوم معركة انتخابية في مجلس الأمن للحصول على عضوية غير دائمة، تسعى من خلالها للعودة بقوة إلى المجال الدولي لتكون فاعلة فيه بشكل رسمي في ظل ما تعانيه المنطقة العربية والقارة الإفريقية من حروب وصراعات وأزمات. وكانت مساعي القاهرة للفوز بمقعد مجلس الأمن قد بدأت قبل عامين، حيث ركزت أغلب زيارات الرئيس ووزير الخارجية في مناسبات عدة على هذا الأمر فضلا عن تنسيق مصر مع دول كبرى كفرنسا وروسيا والصين، وانطلاق حملتها الانتخابية من القاعدة الأصيلة في الشرق الأوسط والوطن العربي وإفريقيا حيث من المتوقع أن تصوت الدول العربية كافة لصالح مصر، إلى جانب إصدار قرار الاتحاد الإفريقي قرارا بدعم دولتي مصر والسنغال على مقعدي إفريقيا في مجلس الأمن واللتان تقدمتا دون منافس آخر وهو ما يحسم مبدئيا المقعدين لكن الأمر يتوقف عند ضرورة الحصول على ثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ 196 دولة. جلسة خاصة .. وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك اليوم ، جلسة خاصة لأجراء عملية انتخابية "بالتزكية" لاختيار خمسة أعضاء جدد غير دائمين في مجلس الأمن الدولي لعامي 2016 و2017. والدول الخمسة المتوقع فوزها بسهولة وبالتزكية هي: مصر والسنغالواليابانوأوكرانيا وأوروغواي.وستحل هذه الدول الخمس مكان الأردن و تشيلي، وليتوانيا، ونيجيريا، وتشاد، حيث ستنهي عضويتهم في المجلس بحلول مساء يوم 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل. الدول الاعضاء.. ويتألف مجلس الأمن حاليا من 5 أعضاء دائمين هم (الإتحاد الروسي والصين وفرنسا والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، والولايات المتحدة الأمريكية) ومن 10 أعضاء غير دائمين انتخبتهم الجمعية العامة لمدة سنتين،وهم (الأردن،وإسبانيا وأنغولا وتشاد وشيلي وفنزويلا وليتوانيا وماليزيا ونيجيريا ونيوزيلندا). وتوزع مقاعد الدول العشر غير الدائمين على أساس المناطق الجغرافية: فهناك خمسة مقاعد لبلدان أفريقيا وآسيا، ومقعد واحد لبلدان شرق أوروبا، ومقعدان لبلدان أمريكا اللاتينية، ومقعدان لبلدان شرق أوروبا وبلدان أخرى. وهناك ما يزيد عن 50 دولة عضوا في الأممالمتحدة لم تدخل ضمن عضوية المجلس قط (من بينها المملكة العربية السعودية واسرائيل).وقد ترشحت السعودية العام قبل الماضي لعضوية المجلس للمرة الأولي في تاريخها،لكنها اعتذرت عن العضوية في اللحظات الأخيرة "كتعبير عن غضبها من موقف مجلس الأمن ازاء الأزمة السورية وفلسطين المحتلة" لتحل مكانها المملكة ألأردنية الهاشمية. وفي حال فوز مصر بعضوية المجلس فستكون هذه هي المرة السادسة في تاريخها، فقد سبق وأن شغلت عضوية المجلس خلال الفترات 1946 و 1949/ 1950، و1961/ 1962، و1984/ 1985، و1996/ 1997 . أما السنغال فقد حصلت علي عضوية المجلس مرتين قبل ذلك في 1968/1969،و1988/1989. وتعد اليابان هي أكثر الدول المرشحة اليوم حصولا علي عضوية المجلس، فقد سبق أن حازت مقعدا غير دائم في المجلس 10 مرات قبل ذلك ،خلال الفترات 1958/1959، و1966/1967، و1971/1972،و1975/1976،و1981/1982،و1987/1988،و1992/1993،و1997/1998،و2005/2006،و2009/2010. ولم تحصل أوروجواي سوة مرة واحدة علي عضوية المجلس في 1965/1966، في حين حصلت أوكرانيا علي العضوية 3 مرات خلال الفترات 1948/1949، و1984/1985، و2000/2001. وتقع على عاتق مجلس الأمن المسؤولية الرئيسية عن صون السلم والأمن الدوليين،ويتولي زمام المبادرة في تحديد وجود تهديد للسلم أو عمل من أعمال العدوان. ويطلب المجلس من الدول الأطراف في النزاع تسويته بالطرق السلمية، وفي بعض الحالات، يمكن لمجلس الأمن اللجوء إلى فرض جزاءات وصولا إلى الأذن باستخدام القوة لصون السلم والأمن الدوليين. ويجوز للدولة العضو في الأممالمتحدة، ولكنها ليست عضوا في مجلس الأمن، أن تشارك، دون أن يكون لها الحق في التصويت، في مناقشات المجلس إذا رأى أعضاء المجلس أن هناك ما يمس مصالح هذا البلد. ويُدعى كل من الأعضاء وغير الأعضاء في الأممالمتحدة، إذا كانوا أطرافا في إحدى المنازعات التي ينظر فيها المجلس، كي يشاركوا في مناقشات المجلس دون أن يكون لهم الحق في التصويت. جدير بالذكر ان مصر تحتاج إلى تسعة أصوات من الدول صاحبة العضوية الدائمة في المجلس، والبالغ عددها خمسة عشر عضوًا، ويشير بعض الخبراء إلى أن تنفيذ خارطة الطريق وقرب الانتهاء من انتخاب البرلمان في مصر يعزز فرصة مصر في الحصول على هذه العضوية، حيث أكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك تأييد من المجموعتين الإقليمين اللتين تنتمي إليهما مصر، وهما الاتحاد الإفريقي والمجموعة العربية، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعد مهمة جدا في إطار عدم وجود دول منافسة في إقليمنا. مصر توجه تحدى فى حال فوزها .. وهناك تحد تواجهه مصر حال فوزها بمقعد غير دائم بمجلس الأمن وهو محاولة استرجاع 84 قرارا مرة أخرى إلى طاولة الأممالمتحدة، بشأن القضية الفلسطينية، لم ينفذ منها أي قرار بسبب معارضة أمريكا المتمتعة بحق الفيتو، كما سيكون على عاتق الدبلوماسية المصرية شرح قضيتها من المياه، ومحاولة إقناع المجتمع الدولي بالتلاعب الإثيوبي الذي ظهر جليا خلال الفترة الماضية في مفاوضات لم تسفر عن أي شيء إيجابي، بل على العكس استمرت وأخذتها إثيوبيا ستارًا لاستكمال بناء السد دون النظر إلى مخاوف مصر من الأثار السلبية الناتجة عنه.