قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان الفلسطينيين ربما يكونون قد فقدوا حجتهم على الساحة الدولية لاقامة دولة مستقلة لكنه حذر من أن الاحتلال الاسرائيلي لا يمكن أن يستمر. واضاف في مقابلة مع رويترز أمس الثلاثاء فياض الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي وهو مستقل سياسيا ويلقى دعما كبيرا بين القوى الغربية أعتقد أننا بدأنا نفقد حجتنا.. ان لم نكن فقدناها بالفعل لكن هذا لا يجعل موقفنا خاطئا. كما حذر من أن مستقبل ادارته قد تخيم عليه المشاكل المالية الشديدة وأقر بأن الفلسطينيين اخفقوا في حشد العالم المنشغل بكثير من الامور وراء قضيتهم. وقال فياض من مكتبه في رام الله على بعد 20 كيلومترا من القدس والى جواره العلم الفلسطيني ان على الفلسطينيين ترتيب البيت من الداخل قبل أن يكون لديهم أمل في الاستقلال الذي طال انتظاره والذي ما زالت تؤيده أغلب القوى العالمية من حيث المبدأ. وعن الانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية حماس قال لا أعتقد أننا سنتمكن من الحصول على دولة ما لم نتمكن من اعادة توحيد بلادنا. وأخفقت محاولات عباس الذي يسيطر على الضفة الغربية لرأب هذا الصدع على مدى العام المنصرم وسط اتهامات متبادلة وتم التخلي عن خطط لاجراء انتخابات طال انتظارها هذا الشهر في أنحاء الاراضي الفلسطينية. ومضى فياض يقول عملية المصالحة تمر بحالة تجمد شديدة. فلنواجه هذا الامر مضيفا أن الفلسطينيين يجب أن يمضوا قدما في خطط الانتخابات بغض النظر عن معارضة حماس من أجل اعادة التواصل مع المواطنين. وتعتمد السلطة الفلسطينية التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية على مساعدات الجهات المانحة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ودول عربية لدفع رواتب الموظفين الحكوميين ومنهم المدرسون وأفراد الامن. وكان الفلسطينيون يخططون لتلقي مساعدات خارجية قيمتها 1ر1 مليار دولار عام 2011 لكنهم تلقوا مبلغا أقل من 750 مليون دولار وهناك تلكؤ مرة أخرى في التبرعات هذا العام. ولم يذكر فياض أسبابا لعدم وفاء بعض الحلفاء العرب بوعودهم. وعلى الرغم من التحديات الكثيرة التي تواجه الفلسطينيين وانهيار مفاوضات السلام قال فياض انه مقتنع بأن الاستقلال سيتحقق خلال عشر سنوات. و بدا فياض في خلاف مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حين دعا الى اجراء انتخابات تأجلت كثيرا بسبب الانقسامات السياسية العميقة بين قطاع غزة والضفة الغربيةالمحتلة. وأدت انتفاضات الربيع العربي وانتخابات الرئاسة الامريكية والازمات المالية في أوروبا الى الاطاحة بالقضية الفلسطينية من جدول الاعمال الدولي بعد أكثر من 18 شهرا من انهيار محادثات السلام مع اسرائيل في خلاف حول البناء الاستيطاني اليهودي. وتقول اسرائيل ان المحادثات يجب أن تستمر دون شروط مسبقة وواصلت بناء المساكن في تكتلات استيطانية تعج بها الضفة الغربية على أرض تعتبرها الاممالمتحدة محتلة بشكل غير مشروع.