لمح رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يوم الاثنين إلى انه مستعد للتنحي للمساعدة في المصالحة بين حركتي حماس وفتح وتمهيد الطريق لانتخابات رئاسية وبرلمانية. ورحيل فياض (59 عاما) الاقتصادي السابق بالبنك الدولي سيشكل تنازلا من جانب الرئيس محمود عباس زعيم حركة فتح التي تهيمن على الضفة الغربيةالمحتلة لصالح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة الذي يحاصره العدو الصهيوني.
وقال نمر حماد المستشار بالرئاسة الفلسطينية ل"رويترز" إن عباس سيدعو في كلمة له يوم الأربعاء إلى تشكيل حكومة خبراء مستقلين للتحضير للانتخابات.
وهذا السيناريو جزء من اتفاق مصالحة تم توقيعه في ابريل نيسان الماضي لكنه لم ينفذ. وأجريت آخر انتخابات في عام 2006 .
ومن المقرر أن يجري عباس محادثات مباشرة في القاهرة هذا الشهر مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الذي يقيم في المنفى. وقال مسئول إن الاجتماع قد يجعل المصالحة أقرب "إذا تخلى عباس عن التزامه تجاه فياض" كمرشح لرئاسة الحكومة الانتقالية.
وينسب الفضل إلى فياض الذي عين في عام 2007 في تنشيط الاقتصاد وبناء المؤسسات التي كانت ضرورية لوضع السلطة الفلسطينية في الطريق إلى الدولة الكاملة. لكن حماس التي تتهمه بمساعدة الصهاينة في حصار غزة لم تعترف به على الإطلاق.
وقال فياض لصحيفة القدس "أعود وأقول انه آن الأوان لإغلاق ملف الانقسام وحتى إنهاء سيمفونية (أن فياض عقدة المنشار وعقبة أمام تحقيق المصالحة).. أقول بمنتهى الوضوح انه إذا كانت هذه وجهة نظرهم (حماس) فإنني أدعو جميع الفصائل والقوى السياسية إلى التوافق على رئيس وزراء جديد."
وأضاف "أنا لم أكن في يوم من الأيام عقبة أمام المصالحة وارفض أن استخدم كذريعة لاستمرار الانقسام واكرر مرة أخرى بوضوح .. أدعو جميع الفصائل والقوى الفلسطينية إلى التوافق على رئيس وزراء جديد."
والتقى وسطاء دوليون مع مفاوضين فلسطينيين اليوم الاثنين في محاولة لاستئناف المحادثات المتعثرة مع العدو الصهيوني بشأن اتفاق سلام لإنهاء الصراع المستمر منذ 63 عاما. وليس لحماس دور في المحادثات ولا تسعى للقيام بدور.
وعقد مبعوثون لرباعي الوساطة المكون من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة اجتماعات منفصلة مع الفلسطينيين والصهاينة في محاولة لإعادة إطلاق المفاوضات المباشرة التي توقفت منذ أكثر من عام.
لكن لم تظهر نهاية للمأزق بشأن النشاط الاستيطاني الصهيوني في الضفة الغربية ومطالب الفلسطينيين بوقفه.
وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين إن البناء الاستيطاني وحل الدولتين لا يمكن أن يجتمعا.
ويقول مسئولون صهاينة إن المصالحة بين حركتي فتح وحماس ستدمر عملية السلام إلى الأبد لان حماس ترفض حتى الاعتراف بالعدو الصهيوني ناهيك عن توقيع معاهدة سلام.
ويقول عباس إن العملية لم تثمر عن شيء للشعب الفلسطيني طوال العشرين عاما الماضية وهو ينتهج مسارا بديلا من أجل إقامة الدولة من خلال السعي لاعتراف دولي دون انتظار اتفاق سلام بعيد المنال.
لكن المصالحة أمر حتمي إذ أنه كلما طالت فترة عيش الفلسطينيين حياتين منفصلتين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل زعماء مختلفين زادت فرصة حدوث انقسام دائم يخلق دولتين فلسطينيتين منفصلتين.
ويفصل بين القطاع والضفة نحو 30 كيلومترا من الأراضي المحتلة وفجوة أيديولوجية لا تظهر أي علامة حقيقية على انحسارها منذ أن طردت حماس حركة فتح من قطاع غزة بعد قتال قصير عام 2007 .
ولأهداف تتعلق بمحادثات السلام يتولى عباس والسلطة الفلسطينية التي يقودها حكم الضفة والقطاع رسميا. لكن هذا بعيد عن الواقع الفعلي.
وقال المحلل السياسي طلال عوكل ومقره غزة "لقد تطور كيانان. نموذج إسلامي في غزة وآخر مختلف في الضفة الغربية