صحيفة الفاينانشيال تايمز : تحت عنوان"مخاطرة بوتين فى سوريا" كتبت كاثرين هيل وكورتينى وايفر يقولان : بعد مرور بضعة أيام على نشر المدون الروسى "روسلان ليفيف" لتقريره عن الجنود الورس فى سوريا وصلته رسالة خاصة من شابة من "سيفاستوبول" كانت تشعر بخوف شديد لأن زوجها كان أحد رجال المارينز الذين تتبعهم "ليفيف" إلى سوريا من خلال المشاركات عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وبعد أن تم تحديد هويته فإنها تخشى من أن يتعرض للعقاب. ويرى الكاتبان أن هذه الحادثة تمس الحساسيات والمخاطر العالية التى تحيق بالمغامرة العسكرية التى يخوضها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والتى بدأت بجدية هذا الأسبوع عندما قصفت الطائرات الروسية أهداف فى سوريا فى إطار حرب أعلنتها روسيا من جانبها على الإرهابيين. وأضاف الكاتبان أنه من وجهة نظر بوتين فإن سوريا تقدم الكثير من الاحتمالات هى استعراض للقوة الروسية فى الشرق الأوسط وفرصة سانحة من أجل النيل من واشنطن ودعم حليفة قديم هو الرئيس السورى بشار الأسد فضلا عن أنها قد تلمع من جديد صورة بوتين فى الداخل باعتباره زعيما قويا. ويرى الكاتبان أن المغامرة الروسية فى سوريا قد لا تسير على ما يرام، وإذا كان الأمر كذلك فإننا سنكون أمام أشباح حملة روسية على غرار الحرب السوفيتية التى دامت عقدا من الزمان فى أفغانستان. وذكر الكاتبان أن بوتين يجعل من سوريا قضية محورية لأنه يحتاج إلى رواية جديدة لحشد دعم الرأى العام. وأضاف الكاتبان أنه على الرغم من أن أغلبية كبيرة من السكان لا تزال تدعم ضم شبه جزيرة القرم لروسيا فإن الشعور بالبهجة الذى خلقه هذا التحرك فى العام الماضى قد بدأ يتلاشى. وأكد الكاتبان أيضا على أنه فى الوقت تشهد فيه روسيا ركودا بسبب الانخفاض الشديد فى أسعار البترول واشتداد العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد فإن استطلاعات الرأى توضح وجود زيادة مضطردة فى الشعور بالقلق حيال الوضع الاقتصادى فضلا عن الخوف من المستقبل. ويرى الكاتبان أن المغامرة العسكرية فى روسيا قد تثبت أنها أكثر خطورة من نظيرتها فى شبه جزيرة القرم. وفى أخر استطلاع للرأى العام أجرته وكالة "فتسيوم" الرسمية لاستطلاعات الآراء اتضح أن 77% من الروس لم يؤيدوا فكرة القيام بعملية عسكرية روسية فى سوريا. وعن ذلك قال "اندريا كوليسنيكوف" وهو زميل رفيع المستوى فى مركز موسكو التابع لمؤسسة "كارانجى" :"من وجهة نظر تتعلق بالرأى العام فإنه من المخاطرة الكبيرة إرسال قوات إلى سوريا..وفيما يخص الحرب فى شرقى أوكرانيا فإنه يمكن القول إنها أرضنا وقريبة من حدودنا وفى هذا الإطار فإنه من السهل من الناحية النفسية إرسال قوات روسية إلى هذه الحرب وأيضا إخفاء المعلومات بشأن الضحايا".