اختتم السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية زيارته إلى إيطاليا الأربعاء والتى استمرت يوما واحدا التقى خلالها رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي ووزير الخارجية ماسيمو داليما ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ امبرتو دينى وكبار أعضاء اللجنة اضافة إلى نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة فرانشسكو روتيللى. وصرح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن الزيارة تأتى فى إطار الاعداد للقمة المرتقبة بين الرئيس حسنى مبارك وبرودي والمقرر عقدها مطلع العام القادم باعتبارها القمة الأولى التى تعقد بين البلدين فى إطار الشراكة الاستراتيجية الجديدة بينهما. وقال المتحدث إن الزيارة التى قام بها أبوالغيط والمباحثات التى عقدها مع كبار المسؤولين الايطاليين أظهرت مدى عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين حيث تعد إيطاليا الشريك التجارى الثانى لمصر إضافة إلى حجم الاستثمارات الكبيرة المتبادلة بين الجانبين والحوار السياسى والتنسيق المستمر بينهما فى جميع المسائل الاقليمية والدولية. وأضاف أن أبوالغيط استهل لقاءاته الثلاثاء بلقاء مطول عقده مع رئيس وكبار أعضاء لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الايطالي حيث دار نقاش وتبادل للرأى حول الأوضاع فى الشرق الأوسط وأكد لامبرتو دينى لأبوالغيط الاحترام الكبير الذى يكنه أعضاء اللجنة لمصر وسياستها المعتدلة فى المنطقة بقيادة الرئيس مبارك وهو الأمر الذى يحظى بتقدير أعضاء مجلسى النواب والشيوخ بايطاليا. وطرح أحمد أبوالغيط وزير الخارجية رؤية مصر للأوضاع فى المنطقة وعرض بشكل خاص الوضع المتعلق باجتماع "أنابوليس" للسلام فى الشرق الاوسط والمقرر عقده العام الحالى فى الولاياتالمتحدة والاعداد له والوضع فى لبنان والأزمة السياسية هناك فى ضوء الاهتمام الايطالى بهذا الشأن. وبحث وزير الخارجية - خلال لقائه رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي عددا من الموضوعات الاقليمية والدولية الهامة فى مقدمتها الوضع فى الشرق الأوسط والأزمة اللبنانية إضافة إلى عدد من الموضوعات الثنائية الهامة فى إطار الاعداد للقمة المصرية - الايطالية المقبلة. واستعرض أبوالغيط مع برودى التعاون الثنائى فى مجال تطوير السكك الحديدية فى مصر فى ضوء المباحثات التى تمت بين مسؤولى البلدين فى هذا الشأن مشيرا الى أن الجانبين أكدا أهمية تحقيق طفرة فى هذا التعاون الذى تهتم به مصر فى إطار مشروع تطوير السكك الحديدية واتفقا على قيام وزير النقل الايطالى بزيارة الى القاهرة خلال الفترة المقبلة. كما طرح أبوالغيط على برودى مسألة الاستثمارات الايطالية فى مصر للاستفادة من أجواء الانفتاح الاقتصادى والتطور الذى تشهده مصر مشيرا إلى إتفاق الجانبين على دعم المستثمرين من الجانبين لزيادة وتنشيط تدفق الاستثمارات فى مختلف المجالات مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد تشجيعا وتكثيفا للزيارات التى يقوم بها رجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين. كما أثار وزير الخارجية خلال مباحثاته مع رئيس الوزراء الايطالي مسألة إنضمام مصر للحوار بين مجموعة دول الثماني الكبرى وبين الاقتصاديات البازغة فى العالم إضافة إلى موضوع ترشيح فاروق حسنى لمنصب مدير عام "اليونسكو" حيث أعرب برودى عن تفهمه الواضح لهذين الموضوعين وذلك فى إطار العلاقات المتميزة بين البلدين. كماالتقى أحمد أبوالغيط مع نظيره الايطالي ماسيمو داليما حيث عقدت جلسة مباحثات مطولة تطرقا خلالها الى كافة الموضوعات الاقليمية والدولية وفى مقدمتها الوضع فى الشرق الأوسط والأزمة اللبنانية والأوضاع الخاصة بدارفور ومستقبل التعاون الأورومتوسطى والتعاون فى مجال المحافل الدولية وتوسيع مجلس الأمن. وأظهرت مباحثات وزير الخارجية مع نظيره الايطالى قدرا كبيرا من التطابق فى وجهات النظر بين الجانبين حول مختلف تلك القضايا خاصة مايتعلق بالشرق الأوسط حيث استمع داليما باهتمام كبير الى ما طرحه أبوالغيط بشأن احتمالات نجاح اجتماع "أنابوليس" المقبل فى ضوء اتصالات مصر مع الأطراف الأساسية والتى توضح وجود امكانية لنجاح هذا المسعى اذا تمكن الجانبان الفلسطينى والاسرائيلى من التوصل الى تفاهم حول وثيقة ذات مصداقية ووزن يتم طرحها على الاجتماع. وأكد أبوالغيط ضرورة قيام إسرائيل باتخاذ إجراءات لبناء الثقة قبل الاجتماع وفى مقدمتها اعلان وقف النشاط الاستيطانى وتخفيف القيود المفروضة على الأرض فى الضفة الغربية واطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين. وفيما يتعلق بالأزمة اللبنانية أعرب الجانبان عن اتفاقهما حول ضرورة التوصل الى انتخاب رئيس جديد للبلاد وفق المهلة الدستورية مع ضرورة تجنيب لبنان مخاطر الفراغ فى هذا المنصب أو الازدواجية فى الحكم وهى الأمور التى لا تعد مقبولة. كما شملت مباحثات وزير الخارجية فى روما أيضا كلا من نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة فرانشيسكو روتيللى ورئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس النواب امبرتو ديني .