قال الشيخ محمد الدومى إمام وخطيب مسجد مصطفى محمود ان من أحكام البيع في الإسلام مسألة الرهن، وهو من أسباب التسهيل في البيع والشراء، فالرهن فيه إمهال المعدم والفقير إلى أجل معين ليحضر ثمن السلعة، وهذا من التعاون على البر والتقوى مشيراً الى ان الله أمر بكتابة الدين وبين فى القرأن طريقة الكتابة والإشهاد عليها. وأوضح الدومى خلال لقاء لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى السبت ان شرط صحة الرهن هو العقل، فلا يصح الرهن من المجنون،والبلوغ، فلا يصح من الصبي غير البالغ وأن تكون العين المرهونة موجودة وقت العقد، ولو كانت مشاعة وأن يقبضها المرتهن أو وكيله مشيراً الى ان الشريعة الإسلامية حثت على الإقراض ورغبت فيه ، وضمنت للمُقْرِض حقه بعدة طرق هى الشهادة ، والضمان ، والرهن. وأضاف ان الاستخدام السيئ للرهن العقاري ، نتج عنه تعرض الاقتصاد العالمي لأزمة مالية ، مما لم يقتصر ضرره على البلدان الصناعية المتقدمة وحدها ، بل انعكس على معظم اقتصادات الدول النامية ،وتعتبر أزمة الرهن العقاري : هي أزمة مالية خطيرة ، ظهرت على الأسواق العالمية ، فبدأت الأزمة تهدد قطاع العقارات في الولاياتالمتحدة ، ثم البنوك ، والأسواق المالية العالمية ؛ لتشكل تهديداً للاقتصاد المالي العالمي . وأردف ان رهن المنازل جائز شرعا كسائر الرهون الجائزة ،وعن عائشة رضي الله عنها قالت: اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهودي طعاما ورهنه درعه وأجمع المسلمون على جواز الرهن في الجملة مشيراً الى ان الرهن عقد جائز، وهو من عقود التبرع، ومن العقود العينية التي لا تعتبر تامة الإلتزام إلا بالتسليم، وهي خمسة الهبة، والقرض، والوديعة، والعارية، والرهن وقد قال الله تعالى "وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ". وأشار الى ان الإسلام نهى عن المقامرة لانها أخذ أموال الناس بغير حق وأكل لأموالهم بالباطل ،ونزل قول الله سبحانه وتعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ~ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ"،والقمار معناه اللعب على عِوضْ بأن يخرج كل واحد من اللاعبين مالاً على أن من غَلب فله أخذ المالين ،وهو حرام بالإجماع لأنه من صور أكل أموال الناس بالباطل ، ونهى الله U عن ذلك بقوله : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ. وتابع ان والميسر بصفة عامة معناه الضرب بالقداح على الأموال والثمار ، ولقد أجمع الفقهاء على تحريمه والسبب فى ذلك كما ورد فى القرآن الكريم أنه يلهى عن ذكر الله وعن الصلاة ، ومن المنظور الاقتصادى الإسلامى فإنه كسب بدون جهد وبدون قيمة مضافة إلى الإنتاج القومى فلا يحقق تنمية بل يقود إلى التخلف وإلى أكل أموال الناس بالباطل . https://