تصدر محكمة أمن الدولة العليا طوارىء الأثنين بالقاهرة حكمها ضد المتهمين الثلاثة بالتخابر لحساب إسرائيل وهم كل من محمد سيد صابر "مهندس بهيئة الطاقة الذرية" ورجلى الموساد الإسرائيلى الهاربين برايم بيتر "إيرلندى الجنسية" وشيزوا إيزرو "يابانى الجنسية". كانت نيابة أمن الدولة العليا قد طالبت بتوقيع أقصى العقوبة ضد المتهمين لارتكابهم جريمة التخابر على مصر لحساب دولة أجنبية /إسرائيل/ بقصد الإضرار بأمن مصر السياسى والاقتصادى والاجتماعى. وأوضح المتهم محمد سيد صابر أمام المحكمة بأنه تخرج فى كلية الهندسة عام 1994 وأنه عمل بهيئة الوكالة الذرية منذ عام 1997 بالمفاعل النووى بأنشاص ، واعترف بأنه فى عام 1999 توجه للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة يطلب الهجرة إلى دولة إسرائيل وذلك على أثر خلاف نشب بينه وبين رؤسائه فى العمل ثم قامت المخابرات العامة المصرية باستدعائه والتنبيه عليه بعدم التردد على السفارة الإسرائيلية إلا بعد الحصول على إذن من جهة عمله. سافر المتهم سيد صابر بعد تلك الواقعة للعمل بالمملكة العربية السعودية عام 2000 بأحد المعامل التعليمية بالرياض ثم عاد إلى عمله بهيئة الطاقة الذرية عام 2001 وحصل على أجازة بدون مرتب مرة أخرى عام 2004 للعمل مدرسا لبرامج الحاسب الآلى بمعهد تعليمى فى مدينة الرياض. وذكر المتهم المهندس محمد سيد صابر بأنه كان قد دون على شبكة الإنترنت أنه سبق له العمل بهيئة الطاقة النووية المصرية وأنه يبحث عن فرصة عمل..مشيرا إلى أن المتهم الثانى برايم بيتر تحدث إليه بصفته مسئولا بإحدى الشركات متعددة الجنسية والعاملة فى مجال بحوث الفضاء وعلوم البرمجيات وأبلغه استعداده لتوفير فرصة عمل له وعرض عليه استضافته لبحث هذا الأمر باليابان إلا أنه لم يتمكن من الحصول على تأشيرتها ، حيث سافر إلى هونج كونج والتقى ببرايم بيتر والذى استضافه وأعطاه أموالا وعرض عليه التعامل مع الشركة ثم تواصل سفر المتهم إلى هناك فيما بعد ست مرات والتقى بالمتهم الثالث شيرو ايزرو. واعترف المتهم أنه قام بتسليم المتهمين الهاربين /عميلى الموساد/ فى هونج كونج أوراقا تتعلق بتقرير عن الأمان النووى المصرى وآخر عن المفاعل النووى بإنشاص كان قد حصل عليها من جهة عمله ، كما أكد صابر فى تفاصيل اعترافاته أن المتهمين الثانى والثالث طلبا منه أيضا العودة إلى مصر وبحث ما إذا كان لدى مصر القدرة على تخصيب اليورانيوم أم لا..موضحا أنه فى زيارته الثالثة إلى هونج كونج أيقن أنه كان يتعامل مع جواسيس على مصر. واعترف المتهم بأنه تعرض لجهاز كشف الكذب فى هونج كونج وأنه أكد خلاله أنه لا يحب مصر..مشيرا إلى أنه توجه للسفارة المصرية فى الرياض قبل الزيارة الأخيرة وأبلغ الدكتور أحمد بهاء الدين المستشار بالسفارة بأنه يتردد على شركة فى هونج كونج وأنه يشك فى نواياها. من جانبه أكد المستشار بهاء الدين أمام المحكمة أنه وجه النصح للمتهم سيد صابر بعدم السفر انتظارا لرد الجهات المختصة أو السفر إلى مصر قبل التوجه إلى هونج كونج ولكنه لم يستجب وسافر على الفور. وبدوره قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور على اسلام - فى شهادته أمام المحكمة - إن المعلومات التى سلمها المتهم للاسرائيليين تتسم بالسرية وأنه استولى عليها بطريقة غير مشروعة إبان عمله بهيئة الطاقة الذرية.