بعد أن شنت القوات الحكومية السورية قصفا عنيفا استهدف الأحياء المتمردة في حمص، مما أسفر عن مقتل 70 شخصا، بينهم طفلان، أظهرت تسجيلات قصف مكثف على هذه المناطق المتمردة بمعقل المقاومة السورية في حمص، حيث وصل عدد القتلى منذ بدء الانتفاضة السورية قبل 11 شهرا وحتى الآن لأكثر من 7300 شخص. ويقول نشطاء إن القصف العنيف لحي بابا عمرو في مدينة حمص استمر عدة ساعات، غير أنه لم يبد تمهيدا لهجوم عسكري موسع توقعه كثيرون لاستعادة السيطرة على الأحياء المتمردة وسط البلاد. ويذكر شهود عيان أن "قصف متواصل لحى بابا عمرو، في الحادي والعشرون من فبراير/شباط، مشيرين إلى ان الانفجارات والقصف، قد دمر الحي تماما". وظهرت سيارة مدمرة تشتعل بها النيران، وأكد رجل "السيارات مشتعلة والمنازل مدمرة على يد كتائب الأسد في حي بابا عمرو، قائلا: أين أنتم أيها العرب والمسلمون؟ نتعرض للقصف والتدمير هنا". وأمكن مشاهدة القصف العنيف الذي وقع صباح الثلاثاء في عدة مقاطع مصورة، جميعها نشر على مواقع الإنترنت. وقتل 7 أشخاص الثلاثاء بينهم طفل، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره لندن) الذي يعتمد على شبكة من النشطاء على الأرض. وقال ناشط داخل المدينة إن القصف بدأ بعد محاولات متكررة من قبل القوات لاقتحام مداخل بابا عمرو. وضاعفت هذه المجازر الأخيرة من المخاوف بشأن جولة جديدة من المعارك الدامية في المناطق الحضرية ببلد يتجه نحو حرب أهلية شاملة. كما ظهرت أيضا لقطات تصور دبابات في حمص ونقاط تفتيش عسكرية في حلب، فضلا عن لقطات أخرى ظهرت لمركبات تحمل أسلحة في درعا. وفى المقابل يقول الرئيس السوري بشار الأسد، إن "المجموعات الإرهابية المسلحة" تتلقى الدعم بالمال والسلاح من جهات خارجية بهدف زعزعة استقرار سوريا. وأضاف الرئيس السوري أن ما يجري يأتي "بهدف زعزعة استقرار سوريا وإفشال أي جهد للحل وخصوصا بعد الإصلاحات التي أُنجزت". ولا توجد طريقة للتحقق بشكل مستقل من هذه الأعداد، خاصة وأن السلطات السورية منعت تقريبا عمل كل الصحفيين الأجانب والمنظمات الحقوقية. يذكر أن سيل من التعزيزات العسكرية كان قد سبق هجمات سابقة شنتها قوات نظام الرئيس بشار الأسد، التي حاولت استخدام قوتها العسكرية الساحقة لدحر المقاومة التي لقيت دعما من الجنود المنشقين، وازدادت قوة وصلابة عبر 11 شهرا من حروب الشوارع. ومن جهتها دعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر السلطات والمعارضة في سوريا الى الاتفاق فورا على وقف اطلاق النار ساعتين على الاقل يوميا للسماح بتقديم المساعدات للمدنيين في المناطق الاشد تضررا مثل حمص. وقال رئيس اللجنة جاكوب كلنبرجر في بيان "كنا على اتصال مع السلطات السورية وأفراد من المعارضة على مدى الايام الاخيرة لطلب هذا الوقف للقتال". ودعا الى صدور "قرار فوري لتنفيذ وقف مؤقت للقتال لاغراض انسانية وينبغي أن يستمر ساعتين يوميا على الاقل حتي يتاح وقت كاف أمام موظفي اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومتطوعي الهلال الاحمر العربي السوري لتقديم المساعدات واجلاء الجرحى والمرضى". رفضت روسيا الثلاثاء المشاركة في اجتماع دولي بشأن الصراع في سوريا يعقد الجمعة القادم بحجة ان الحكومة السورية غير ممثلة فيه. ويجتمع "أصدقاء سوريا" في تونس الجمعة بدعم من القوى الغربية وجامعة الدول العربية في مسعى للتوصل الى اتفاق دولي حول سبل انهاء العنف في سوريا. ومن المتوقع ان يمارس الاجتماع ضغطا على الرئيس السوري بشار الاسد حتى يتنحى. وقالت روسيا إنه ينبغي على الأممالمتحدة إرسال مبعوث لسوريا للمساعدة في تنسيق القضايا الأمنية وإرسال مساعدات إنسانية. وأبدت الخارجية الروسية أسفها لان الممثلين السوريين المشاركين في الاجتماع هم من المعارضة فحسب واقترحت ان يوفد مجلس الامن التابع للامم المتحدة مبعوثا خاصا للشئون الانسانية الى سوريا. واعلنت الخارجية الروسية عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي والمدونات القصيرة، عن أنها اقترحت أن يطلب مجلس الأمن الدولي من الأمين العام للأمم المتحدة إرسال مبعوث أممي. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إن "الاجتماع لن يساعد على بدء حوار وطني بين كل السوريين بحثا عن سبل للتصدي للازمة الداخلية". وكانت روسيا والصين قد استخدمتا في وقت سابق حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يؤيد خطة عربية تطالب الاسد بالتنحي، كما صوتتا ضد قرار غير ملزم في الجمعية العامة للامم المتحدة أيد الخطة العربية. ووجهت الخارجية الروسية دعوة جديدة لاوروبا والولايات المتحدة والمنطقة العربية للعمل معا على بدء الحوار بين المعارضة السورية والحكومة دون شروط مسبقة لمساعدة الجانبين على الاتفاق على الاصلاحات.