عقدت الأحد مائدة مستديرة بعنوان "أزمة الكتاب العربى بين النشر والتوزيع والوسائط الحديثة" , وذلك فى إطار برنامج وأنشطة معرض الكتاب الدولى. حضر المائدة عدد من الضيوف لمناقشة هذه القضية وهم الدكتور زين عبد الهادى رئيس دار الكتب والوثائق القومية والصحفيان محمد مبروك وسيد محمود، ومحمد صالح المعالج التونسى وأحمد على وفاطمة البودى. طرحت المائدة في مستهل مناقشتها سؤالا حول أسباب تدني إحصائيات توزيع الكتاب العربى؟! ورد سيد محمود قائلا: لابد أن نفهم أولا الفرق بين دور الهيئة العامة للكتاب وبين الدور الخاصة لأن الهيئة هى المؤسسة الرسمية للنشر وهى المنوط بها صناعة ثقافة سياسية وطنية، لكننا للأسف نفتقد غياب السياسات الثقافية الأمر الذى أدى إلى منافسة غير متكافئة بين دور النشر الخاصة وبين المؤسسات الرسمية. وأشار إلى وجود مشكلة أخرى تؤثر فى توزيع المطبوع وهى: غياب التقديرات لاحتياجات السوق الثقافى المبنية على دراسات مما جعل النشر فى النهاية أمراً عشوائياً تتداخل فيه الادوار ، ودلل على ذلك بما اسماه "حمى كتب الثورة" أما الدكتور زين عبد الهادى فتحدث عن دار الكتب بوصفه رئيسا لها وقال: عندما نجد أن وزارة الثقافة لا تنتج سوى عُشر الإنتاج الثقافى، فإذا كان مصر تطبع 10 آلاف كتاب فوزارة الثقافة لا تنتج سوى ألف كتاب أى بمعدل كتاب ونصف يومياً.. وأضاف: العالم العربى كله ينتج حوالى 40 ألف عنوان فى حين تنتج بعض الدول الأوروبية 400 ألف عنوان، حيث يكون من الصعب فى دولة يبحث فيها المواطن عن ثمن رغيف العيش أن يكون توزيع الكتب كبيرا.. وإن كان من المفترض أن نهتم بالخبز مع الكتاب.. مصر تنتج حوالى 25٪ من الإنتاج العربى ومع ذلك العالم العربى لا ينتج أكثر من 1/6 من الإنتاج الغربى للكتاب. أما الدكتور أحمد إبراهيم من دار نهضة مصر فقال المشكلة فى مصر عامة فنحن لدينا غياب فى الإستراتيجية فى كل شئ.. والثقافة قطاع من القطاعات.. مشكلة مصر يمكن إيجازها فى كلمتين "الإستراتيجية المفقودة" وهى ليست خاصة بالثقافة فقط بل هناك فقدان للاستراتيجية بشكل عام فى التعليم والإعلام والمواصلات.. وكل شئ. أما محمد صالح - من تونس - فقال فيما يخص أزمة النشر فى الوطن العربى فهى مشكلة واحدة، فهيئات الدولة تمتلك من الإمكانيات ما يفوق الدور الخاصة بمراحل وفى المقابل تلقى إصدارات الناشر الخاص رواجا بالمقارنة بمؤسسات الدولة. وأضاف: كلنا يعرف أن الكتاب خاصة الثقافى سوقه ضيقة وهو يعانى فى توزيعه بشكل عام وغياب القارئ العربى تعد أيضاً من أكبر المشاكل التى تواجه الكتاب فى منطقتنا خاصة أن دخل المواطن العربى ضعيف للغاية فكلنا مطحونون ولا نحصل إلا على القليل.. هذا المواطن لضعف دخله يعتبر القراءة نوعاً من الرفاهية بخلاف القارئ الغربى.. هذا بالنسبة لمن يعرف القراءة والكتابة.. ولا يجب أن ننسى أن نسبة كبيرة جدا من المواطنين العرب أميين فالأمية تنتشر فى منطقتنا العربية بكل أسف.. وتأتى المشكلة الكبرى وهى مشكلة الوسائط الحديثة للنشر مثل الإنترنت والمدونات فهى تشارك الناشر الورقى فى النسبة الضئيلة أو الشريحة البسيطة من القراء. من جانبها قالت الدكتورة فاطمة البودى صاحبة دار العين للنشر وزارة الثقافة تمتلك 28 منفذاً للتوزيع فى مصر وواحدا فى لبنان - للأسف تم غلقه - ورغم ذلك فالمبيع بسيط لغياب الخبرات والكفاءات فى هذا المجال الحساس.. لقد كنت أتصور أن يحدث شراكة بين المؤسسة الرسمية ودور النشر الخاصة فى استغلال هذه المنافذ كنوع من أنواع التسويق بحيث يروج كل منا للآخر..