بحث رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى الثلاثاء مع نظيره البريطانى جوردن براون اخر تطورات العملية السياسية والوضع الأمني وتسليم المهام الامنية فى محافظة البصرة إلى القوات العراقية. وقد صل رئيس وزراء بريطانيا جوردون براون الى بغداد الثلاثاء في أول زيارة يقوم بها كرئيس للوزراء وذلك لمناقشة مسألة تسلم القوات العراقية مسؤولية الامن في محافظة البصرة الجنوبية. وتأتي زيارة براون قبل أن يدلي ببيان مهم عن العراق أمام البرلمان البريطاني الاسبوع المقبل. وذكرت وسائل اعلام بريطانية أنه قد يعلن خططا لخفض القوات البريطانية المتمركزة في محافظة البصرة الى 3000 جندي في أوائل العام المقبل من حوالي 5000 حاليا. ومع تصاعد التكهنات في بريطانيا بأن براون يفكر في الدعوة لاجراء انتخابات مبكرة فقد تعطيه اي اشارة الى عودة القوات البريطانية قريبا من العراق دفعة قوية اضافة الى ما يتمتع به من تأييد قوي في استطلاعات الرأي. وقد انسحب نحو 500 جندي بريطاني من قصر في مدينة البصرة الى قاعدة جوية كبيرة على مشارفها اوائل سبتمبر ايلول. وبهذا الانسحاب انتهي الوجود العسكري البريطاني في المدينة حيث تمركزت القوات البريطانية منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003 . وسيلتقي رئيس الوزراء البريطاني خلال الزيارة بمسؤولين من الشيعة والسنة والاكراد على السواء. حيث يجتمع مع نوري المالكي رئيس وزراء العراق وهو شيعي ومع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وهو سني ونائب رئيس الوزراء العراقي برهوم صالح وهو كردي. ولم يلق قرار توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق بالمشاركة في غزو العراق عام 2003 تأييدا من الرأي العام البريطاني ومن حزب العمال الحاكم مما أجبره على التنحي عن السلطة بعد ان قضى في المنصب عشر سنوات. ومنذ تولي براون رئاسة الحكومة البريطانية في يونيو حزيران حرص على وضع فاصل بينه وبين حكم بلير وترددت تكهنات عن رغبته في سحب مزيد من القوات البريطانية من العراق ربما تمهيدا للدعوة لاجراء انتخابات مبكرة في بريطانيا. واعترف ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطانية الاسبوع الماضي بان دور بريطانيا في العراق احدث انقسامات في الحكومة والمجتمع وصرح بأن الحزب الحاكم بحاجة الان الى التركيز على المستقبل. وبراون ليس مضطرا للدعوة للانتخابات حتى عام 2010 لكن تقدمه القوي على حزب المحافظين المعارض جعل المعلقين السياسيين يتوقعون ان يدعو لانتخابات مبكرة للحصول على تفويض شعبي. وصرح المسؤول البريطاني بأن التنمية الاقتصادية ستكون من بين القضايا الهامة التي يناقشها رئيس الوزراء البريطاني خلال زيارته للعراق كما يود براون تسريع عملية المصالحة السياسية. وأدى الصراع بين الفصائل السياسية العراقية الى تعطيل الحكومة وتعطيل التقدم في اصلاحات رئيسية تطالب بها واشنطن. ويؤكد مسؤولون ان بريطانيا لم تحدد جدولا زمينا لسحب قواتها من العراق لكن من المتوقع وضع جدول مبدئي لخفض القوات بعد محادثات تجريها مع الولاياتالمتحدة. وسيكون التركيز حينها على نقل المسؤولية الامنية في محافظة البصرة للسلطات العراقية بنهاية العام ليكتمل بذلك تسليم المسؤولية الامنية في المحافظات الاربع الجنوبية التي كانت القوات البريطانية مسؤولة عنها.