للعديد من القرى المصرية بلدان مفضلة للهجرة و فرنسا هي البلد المفضل لقرية ميت بدر حلاوة، في دلتا النيل.عدد سكان القرية الواقعة بين طنطا و المحلة، 20،000 ألف نسمة، نصفهم ذهب إلى فرنسا، البعض بطريقة شرعية. حسن أحد أبناء قرية ميت بدر حلاوة عمل بناءا في باريس لعدة أعوام و الآن فضل العودة ليدير من جديد القهوة التي تركها له والده و اشترى مزرعة بحصيلة مدخراته من عمله بفرنسا. أما شقيقه فقد فضل البقاء للعمل هناك و تزوج من فرنسية. أما أحمد البالغ 19 عاما، ذهب للعمل كنقاش لكن فضل العودة بعد تجربة استمرت شهرين في باريس، حيث وجد ظروف العمل في غاية الصعوبة، و قد تم طرد ستة من أصدقاءه هذه العام لعدم شرعية أوضاعهم. يوضح أحمد أن تكلفة الهجرة إرتفعت إلى 9000 يورو، مع ما تنطوي عليه من مجازفة كبيرة بالحياة، حيث يتم استقلال قارب إلى اليونان أو إيطاليا بطريقة غير شرعية. يقول فرهود صالح بدراوي و رئيس رابطة المصريين في فرنسا، أن 6000 بدراوي يقيمون في الوقت الحالي بفرنسا ، أي بواقع 5 % من عدد المصريين هناك، ما يشكل رقما كبيرا بالنسبة لعدد سكان هذه القرية. جاء الحاج صالح كما يلقبه أهل القرية، للإحتفال بعيد الأضحى و سط أهله، و قد شرع في بناء بيت من ثلاثة طوابق، كعلامة على النجاح الاجتماعي بعد أن قضى عشرين عاما يبيع الخضروات و الفاكهة في فرنسا. و يضيف فرهود صالح :" في بداية الثمانينات كنا فقط 30 بدراويا في فرنسا، ثم بدأ الشباب يتوافدون واحدا تلو الآخر. إننا نشجعهم على المجيء لأنهم يعملون جيدا و يحترمون الناس و القوانين الفرنسية. و يأمل فرهود صالح أن يساهم القانون الجديد للهجرة في تحقيق النفع للجميع. فبفضل نظام الحصص سيعيش الشباب في فرنسا بطريقة شرعية. عالمة الاجتماع ريم سعد التي أجرت بحثا للجامعة تلأمريكية حول المهاجرين المصريين في فرنسا، توضح أن اختيار المرشحين للهجرة يتم على نحو جماعي، حيث تجتمع العائلة لتقرر من الأكثر أهلية للعمل في فرنسا، و من سيعنى بشئون العائلة و إدارة الأموال المحولة من المهجر.