شنت قوات الحكومة الانتقالية في ليبيا أكبر هجوم لها الجمعة على مدينة "سرت" - التى يقطنها 75 ألف نسمة - وهى مسقط رأس العقيد الليبي المخلوع والمختبئ معمر القذافي - حيث تم إطلاق قذائف المدفعية الثقيلة على آخر معاقله فيما أصيب مقاتلون ومدنيون ليبيون بجروح وهو الأمر الذى أدى أيضا إلى فرار آلاف من المدنيين مخلفين وراءهم وضعا إنسانيا يزداد بؤسا. ففي مستشفى ميداني على بعد بضعة كيلومترات غربي "سرت" أحضرت العشرات من سيارات الإسعاف نحو خمسين مقاتلا ومدنيا جريحا أصيبوا إصابات خطيرة خلال القتال.كما هبطت طائرة هليكوبتر لنقل بعض الجرحى إلى مستشفى في بلدة "مصراتة" التى تقع إلى الغرب من "سرت". وقصفت قوات المجلس وسط مدينة "سرت" بالدبابات وقذائف المدفعية من مواقعها شرقي المدينة. يشار إلى أن القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي تتعرض لضغوط كبيرة في ميدان القتال بسبب قذائف الصواريخ ونيران القناصة التي تطلقها القوات الموالية للقذافي والتى منعتهم من الاستيلاء على "سرت" على مدى الأسابيع الماضية. من جانبه أشار العقيد أحمد العبيدي أحد قادة المجلس الوطني الانتقالي إلى وقوع ضربات قوية في جميع الاتجاهات متعهدا بإنهاء المهمة والسيطرة على المدينة قبل انتهاء اليوم الجمعة. هذا ومن المتوقع أن تكون سيطرة قوات المجلس الانتقالى الليبى على البلدة الساحلية خطوة مهمة لحكام ليبيا الجدد حيث ستمهد الطريق أمامهم لبسط سيطرتهم الكاملة على البلاد كلها وذلك بعد مرور ما يقرب من شهرين على سيطرة الثوارعلى العاصمة الليبية طرابلس. يذكر أن القذافي وعدد من أبنائه لا يزالوا هاربين بعد مرور أكثر من سبعة أسابيع على إنهاء حكمه الذي استمر 42 عاما فى ليبيا.