* الصليب الأحمر غير قادر على دخول المدينة بسبب القتال.. والثوار يعثرون على كميات من السلاح * الثوار يقتربون من السيطرة على البلدة التي ولد فيها القذافي.. و”الهجرة الدولية” تعلن إجلا ء 1200 مهاجر أفريقي من سبها طرابلس- وكالات: تمكنت قوات الحكومة الليبية المؤقتة من السيطرة اليوم على منطقة بوهادي في سرت مسقط رأس الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي. واشتبكت مع مقاتلين موالين للقذافي من أجل دخول المنطقة الواقعة في جنوب سرت وما زالت تطهر الجيوب المعزولة للمقاومة. وذكر قادة للقوات الحكومية أمس إنهم يعتقدون أن أحد أبناء القذافي يختبيء في المنطقة. وبسبب القتال العنيف، اضطرت قافلة للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى العودة، وتقول وكالات إغاثة إنها قلقة على المدنيين داخل سرت مسقط رأس القذافي والمحاصرين وسط القتال في ظل نفاد الطعام والماء والوقود والمؤن الطبية. وحاولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إدخال بعض المؤن إلى سرت الأسبوع الماضي وحاولت مجددا اليوم فجهزت قافلة من شاحنتين تحملان المساعدات وصاحبتهما سيارتان رباعيتا الدفع. وانطلقت القافلة من على جسر على بعد بضعة كيلومترات غربي سرت لكنها توقفت بعد أن قطعت نحو 100 متر لأن قوات الحكومة المؤقتة بدأت إطلاق النيران على المدينة. وأطلق المقاتلون وابلا من قذائف المورتر والقذائف المدفعية والصاروخية والمدافع المضادة للطائرات بمجرد أن تحركت القافلة. وعادت القافلة واتجهت غربا مبتعدة عن سرت. وقال إسماعيل الصوصي وهو من قوات الحكومة المؤقتة إن “المعارضون أمنوا الطريق ليدخل الصليب الأحمر الدولي لكن بمجرد دخولهم المدينة عادوا بسبب إطلاق ميليشيات (موالية للقذافي) النيران.” وأضاف “لم نبدأ إطلاق النيران. الميليشيات بدأته.” غير أن شهود عيان قالوا إنهم لم يروا نيرانا من جهة الموالين للقذافي داخل سرت. وقال مسؤول باللجنة قبل المحاولة الفاشلة لتوصيل المساعدات الى المدينة ان الوضع الانساني هناك أليم. وتحدث المدنيون الذين نجحوا في الخروج من سرت عن كثيرين آخرين لا يستطيعون المغادرة ويواجهون ظروفا متدهورة. وقاد بوشناب خليفة سيارته ليخرج من المدينة بصحبة عائلته. وقال “كنا في شقتنا ثم ضرب صاروخ الحائط. الوضع سيء جدا. عائلتنا وأصدقاؤنا محاصرون في الداخل البعض لا يوجد بنزين في سياراتهم وسيارات أخرى تضررت أو دمرت.” وقال محمد دياب وهو أحد المقيمين الفارين من سرت إن الميليشيات الموالية للقذافي تمنع الناس من الخروج. وأضاف “لا يوجد طعام ولا مياه ولا كهرباء. البعض محاصرون لعدم وجود وقود وآخرون محاصرون بسبب الميليشيات... المحاصرون بالداخل في خطر. هناك قصف عشوائي في كل مكان.” وتركزت المخاوف المتعلقة بالأزمة الإنسانية على مستشفى ابن سينا بالمدينة. ويقول عاملون بالقطاع الطبي فروا من سرت إن المرضى يموتون على طاولة العمليات بسبب عدم وجود أكسجين أو وقود لتشغيل مولدات الكهرباء بالمستشفى. وقال مسعفون خارج سرت عالجوا مدنيين مصابين فروا من القتال يوم الاثنين انهم أبلغوا بأن الردهات ازدحمت بالمرضى وأن المقاتلين الموالين للقذافي وأبناء قبيلته هم الذين يتلقون العلاج وحسب. وقال مسعف لرويترز “هناك قسم للمدنيين وقسم للكتائب (التابعة للقذافي). لا يعالجون إلا أفراد الكتائب ويتركون المواطنين العاديين.” وتكررت هذه الرواية على لسان طبيب في مستشفى ميداني قرب المدينة. وتطوق القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي سرت. ولم تحرز تقدما يذكر حتى الآن من مواقعها على مشارف المدينة. غير أن قوات القذافي على الجانب الشرقي من سرت انسحبت اليوم فيما يبدو دون اشتباك مما سمح لمقاتلي المجلس بالتقدم لنحو أربعة كيلومترات من مواقعها السابقة. وقالت مراسلة لرويترز تحركت معهم إنها رأت أحياء مهجورة ومنازل خاوية وسيارات محترقة في الشوارع. واستفادت قوات المجلس من تقدمها حين عثرت على أسلحة قالت انها كانت متروكة في منازل مدنيين. وخرجت مجموعة من المقاتلين من المدينة سيرا على الأقدام وهي تحمل قذائف صاروخية وبنادق كلاشنيكوف وصناديق ذخيرة وأحذية عسكرية جديدة. وصاح أحد المقاتلين “أخذناها من معمر. الله أكبر.” وفي غضون ذلك، اشتدت المعارك حول قرية قصر أبو هادي التي ولد فيها العقيد معمر القذافي قرب سرت حيث تسعى قوات النظام الليبي الجديد إلى تحقيق انتصار رمزي. وقرية قصر ابو هادي التي ولد فيها العقيد الفار عام 1942 تقع على بعد عشرين كلم جنوب شرق سرت. ومنذ أسبوع تشهد معارك قوية وفي بعض الأحيان تتعرض لضربات حلف شمال الأطلسي وقال مفتاح رسلان أحد قادة قوات المجلس الوطني الانتقالي إن “حوالى 75% من قصر ابو هادي تخضع لسيطرتنا. خضنا ثلاثة أيام من المعارك الكثيفة. إنهم يهاجموننا بواسطة صواريخ جراد ورشاشات ثقيلة وقناصة”. وأضاف أن “واحدة من مشاكلنا الرئيسية هي أن الكثير من المدنيين لديهم أسلحة. نحاول جمعها. بعض السكان يقومون بتسليمها لكن كثيرين احتفظوا بها”. وقال أحد سكان القرية سعدي محمد “لا نستطيع النوم منذ أسبوع. هناك معارك كثيرة. لم يعد لدينا مياه ولا أدوية ولا كهرباء”. وأضاف أن “عددا كبيرا من السكان فروا وبعضهم قتلوا لكن ما زال عدد منهم هنا”. وقال رجل رفض الكشف عن اسمه أمام الفيلا الكبيرة التي يملكها على بعد كليومترات من القرية “نحن عالقون بين نيران الطرفين”. وقال إن “رجال القذافي يختبئون في مزارعنا والثوار يطلقون القذائف من الجانب الآخر. وقبل يومين قتل خمسة أفراد من عائلة واحدة حين أصاب صاروخ منزلهم قرب منزلي. لا نعلم من أطلق هذا الصاروخ”. وصباح الاثنين سمع مراسلو وكالة فرانس برس إطلاق نيران متقطعة وأفادوا أن غالبية المنازل كانت شاغرة في محيط القرية التي تعد حوالى ألف نسمة فيما كانت طائرات حلف شمال الأطلسي تحلق فوق المنطقة. وفي إحدى الفيلات صادر مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي عشرات القطع من الأسلحة قائلين إنها إحدى مخابىء الأسلحة العديدة للنظام السابق. قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه تم إجلاء أكثر من 1200 مهاجر أفريقي كانوا عالقين في بلدة سبها الصحراوية في جنوب ليبيا على مدى أسابيع وأنهم الآن في طريقهم إلى تشاد. وقالت المنظمة إن المجموعة ونصفها من التشاديين ضمن ثلاثة آلاف مهاجر تقطعت بهم السبل بسبب القتال. وتمكنت قوات الحكومة المؤقتة من طرد قوات موالية للزعيم المخلوع معمر القذافي من سبها قبل نحو أسبوعين. وقالت جيمني بانديا المتحدثة باسم المنظمة “هذه هي أول مجموعة كبيرة فعلا. تفاوضنا على مرور آمن لهم.” وقالت المنظمة إن المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الذين كانوا يخشون أن يصابوا في تبادل إطلاق النار في سبها تعرضوا كذلك لمضايقات وتمييز واتهموا في بعض الأحيان بأنهم مرتزقة أجانب دعموا قوات القذافي. وقالت المتحدثة إن من بين من تم إجلاؤهم عدد كبير من النيجيريين فضلا عن مهاجرين من تسع دول أخرى هي بوركينا فاسو وإريتريا وأثيوبيا وجامبيا ومالي والمغرب والسنغال والصومال والسودان. وتضم المجموعة نساء وأطفالا. وأضافت أن بضع مئات على الأقل من المهاجرين مازالوا في سبها ينتظرون الاجلاء لكن مئات الصوماليين يبدو أنهم يتجهون شمالا بمفردهم ربما في طريقهم إلى تونس.