الاربعاء 10/8/2011 هالة ابوعلم: مشاهدينا الكرام اهلا بكم.. تباينت الاراء والمواقف حول حركة تعيين ال11 عشر محافظا الجدد الذين تم تعيينهم ما بين مؤيد ومعارض ومنتقد البعض يرى ان الاشكالية الكبرى في موضوع المحافظين سواء كانوا قدامى او جدد او حتى اولئك الذين سيتم اختيارهم بعد ذلك هي طبيعة ومهمة عمل المحافظ نفسه.. يحضرني هنا تصريح لاحد المحافظين في منتصف التسعينيات من القرن الماضي وهو كان محافظا للشرقية "عادل الهامي" حينما وصف المحافظ بانه مجرد عامل تليفون ينقل مطالب ابناء المحافظة الى الوزراء ايضا هناك احدث تصريح لواحد من المحافظين الجدد وصرح بانه اول شئ سيفعله بعد حلف اليمين هو الامساك بالمقشة والنزول الى الشوارع لتنظيفها الكثيرون وهم من خبراء الادارة المحلية يرون ان التصريحين جانبهما الصواب المحافظ ليس عامل تليفون بل هو ممثل للسلطة التنفيذية في محافظته والمحافظ ايضا ليس من مسئوليته ان يكنس الشارع بالمقشة ولا ان يبيع الطماطم الرخيصة بنفسه او يبيع اللحوم في منافذ البيع التي خصصتها مديرية التموين ومهمة المحافظ تتركز في وضع الخطط والآليات المناسبة ومتابعة ما تم في تنفيذها لضمان نظافة المحافظة او عدم وجود ازمة في سلعة ، نريد محافظ لديه برنامج عمل محدد لمحافظته ولا نريد محافظين تصحبهم كاميرات في جولات اعلامية او مرافقة وزير في جولات الشو الاعلامي.......... مشاهدينا الكرام نرحب بضيفنا الدكتور حمدي عبد العظيم رئيس اكاديمية السادات الاسبق اهلا بحضرتك يافندم ونلتقي مشاهدينا الكرام بعد الفاصل لنبدا الحوار فاصل هالة ابوعلم: تطوير وتطهير الادارة المحلية هي احد المطالب الاساسية لثورة 25 يناير من اجل ترسيخ الديمقراطية وتغيير العمل في تلك المحافظات التي عانت طويلا من اهمال للمرافق واهمال لمطالب الشعب في المحافظات المختلفة ..دكتورحمدي عبد العظيم الحقيقة طال انتظارالناس لمسالة حركة المحافظين الجديدة وكانت ايضا مطلب اساسي وشعبي خاصة بعد ثورة 25 يناير ولكن تباينت ردود الافعال حول حركة تعيين ال11 محافظا الجديد,, براي حضرتك لماذا كان هذا الانتقاد والتباين والتعارض ايضا ؟ د/حمدي عبد العظيم:هو الحقيقة بعد الثورة الناس بتنتظر تغييرات ثورية بتنتظر قرارات ثورية تريد ان تطوي صفحة الماضي بكل رموزها وبالتالي ليست لديها استعداد لان ترى وجوه قديمة في ظل نظام الرئيس السابق موجودة في مواضعها في المحليات سواء في مناصب المحافظين او سكرتير العموم اللي كان معروف انهم منتمين الى الحزب الحاكم في الطرفين وفغي نفس الوقت ايضا بيروا انه لابد ان يكون عنصر الشباب هو الموجود في المحافظ لانه المحافظ طاقة حيوية يعني كبار السن مع احترامنا طبعا لخبرتهم وانا من كبار السن حاليا الا انه طبعا الشباب عنده حماس وعنده طاقة وعنده استعداد وجلد انه ينزل للمواقع الميدانية ويحل المشاكل على الطبيعة ويتحاور مع فئات كثيرة وبالتالي سرعة الانجازات عند الشباب مش هنقول حتى في التلاتينات ، في الاربعينات حتى بيكون عنده حماس وطاقة عالية جدا اكتر من اللي في الستين والسبعين فلذلك التغيير الحالي لم يصل الى هذه المستويات وانما فوجئنا ان كثير منهم من الحزب الحاكم السابق وكذلك بعضهم من المؤسسة العسكرية سواء كانوا قوات مسلحة او شرطة وان عددهم 15 حاليا في المحافظات دا يعتبر اكثر من النص من المحافظين وايضا مفيش البرنامج موجود لدى أي واحد تم اختياره بحيث يقول ايه رؤيته بالنسبة للمحافظة قبل ان يسند اليه هذه المحافظة بعينها هالة ابوعلم: ماعيب ان يكون المحافظ ان يكون تابع للجيش او الشرطة ؟ د/حمدي عبد العظيم: والله فيه محافظات ليها طبيعتها انها لازم تكون جيش وشرطة لكن مش كل المحافظات بمعنى انه المحافظات الحدودية لها طابع امني وبتحتاج الى تواصل مع القوات المسلحة ومع المخابرات ومع اجهزة الشرطة والمحافظات اللي فيها عنف وارهاب زي بعض محافظات الصعيد طبعا دا شئ طبيعي لكن الجانب التنموي تبين انه الجانب المهم جدا اللي بيخلي هناك امن وقضاء على الارهاب وايضا امن خارجي اذا كان تعمير منطقة مثل سيناء الشمالية والجنوبية التنمية افضل من العسكرة فالتنمية هنا الامان الاستراتيجي لهذه المنطقة هالة ابوعلم: طب ايه التخصصات اللي ممكن ان هي تتولى منصب محافظ غيرالجيش والشرطة ؟ د/حمدي عبد العظيم:كثيرين فيه خبراء الزراعة ونحن الان نحتاج الى الامن الغذائي ونحتاج الى الري ونحتاج الى استصلاح الاراضي وتعمير سيناء وبعد ما دخلت المية ما أدتش الى زراعة ال500 الف فدان اللي كان مستهدف زراعتهم في هذه المنطقة بنحتاج ايضا الى محافظ ممكن يكون اجتماع مش لازم يكون مهندس او طبيب او استاذ جامعة انما ممكن يكون رجل اجتماع عنده قدرة على التواصل الاجتماعي مع الفئات والعرقيات والقبائل المختلفة ، فيه محافظات لها طابع قبلي او اسري يستطيع بناء على خبرته في هذا المجال وينتج نتائج ايجابية هالةابوعلم:دكتور حمدي من ضمن الانتقادات التي وجهت لحركة المحافظين الاخيرة خلومنصب المحافظ من امرأة لم يتم ترشيح امراة لتولي منصب محافظ تعتقد حضرتك ان دا وقت مناسب لتولي امرأة منصب المحافظ ؟ د/حمدي عبد العظيم: والله هو المنصب شاق جدا وانا بالتالي يعني لست من المؤيدين ان تتولى امرأة هذا المنصب اشفاقا عليها ليس اكثر لانه هو مطلوب من المحافظ ان يظل لمنتصف الليل يذهب الى حريق او يذهب الى زلزال او أي حوادث قطارات ويابع ميدانيا مع كل الفئات المختلفة مثل هذه الاحداث فاعتقد ان المرأة بما لها من مسئوليات اسرية والتزامات.... هالةابوعلم: بس دا ممكن نشوفه في عضوة مجلس الشعب وخصوصا ان عضوات مجلس الشعب اللي ينتموا لمحافظات الصعيد او محافظات سيناء بتشوف حضرتك ان هما عندهم جلد وصبر وعندهم حيوية او نشاط وبينتقلوا من مكان لمكان يعني بعتقد ان دا مش مسالة صعبة على المرأة د/حمدي عبد العظيم: اذا كان عندها الاستعداد لذلك فلا بأس انما بقول اشفاقا عليها هالة ابوعلم: لا انا بقول على التوقيت د/حمدي عبد العظيم: التوقيت يعني مفيش مشكلة في التوقيت حاليا لانه احنا حاليا مطلوب تغييرات ثورية وجذرية لكن لو احنا قلنا انه فيه لآلية لاختيار المحافظين تعتمد على اه يتقدم من يرغب بهذا المنصب ويقول ايه برنامجه بالنسبة لمحافظات معينة ويتم الاختيار من بين اصحاب هذه البرامج وبالتالي أي امراة من حقها ان تتقدم في هذه الحالة وتقدم برنامجها هالة ابوعلم: يعني حضرتك مع فكرة الانتخاب بالنسبة للمحافظ ؟ د/حمدي عبد العظيم:ممكن الاختيار بين 3 مثلا مش الانتخاب، الانتخاب برضه مازال له عيوب لانه ممكن يأتي بأصحاب المصالح الشخصية والناس اللي ليهم نفوذ وقبليات وعصبيات دي ممكن تؤدي الى واحد مش كفؤ اعتمادا على انه العيلة هتستفيد منه وانه هيحقق مصالحهم وانه هيحشدوا اتباعهم زي اللي بيحصل في الانتخابات السابقة اذن المناخ مش مهيأ لذلك حاليا انا بقول ان وزير التنمية المحلية قبل ما يعمل حركة محافظين مع رئيس الوزراء يدرس جميع مشاكل المحافظات ويعمل لها تشخيص ثم هذا التشخيص لكل محافظة يستدعي 3 ويقولهم في كل محافظة قدموا رؤيتكم لعلاج هذه المشكلات ويستدعيهم ويناقشهم فيها ويشوف احسن الطرق لحل هذه المشكلات نختار هذا المحافظ هالة ابوعلم: يعني عند الاختيار يكون هناك اكثر من بديل وكل بديل له رؤيته بوضع خطة قصيرة الاجل او طويلة الاجل لتنمية المحافظة ؟ د/حمدي عبد العظيم:الاختيار هنا مختلف عن الاختيار بتاع زمان ، الاختيار بتاع زمان كان 3 من الناحية الامنية فيه 3 مرشحين في الوزارة ، 3 مرشحين في المحافظين فييجي يقول دا لاسباب امنية دا لاسباب شخصية يعني مكانتش فيه الكفاءة والرؤية اللي هي تساعد على حل مشكلات هذه المجتمعات المحلية هالة ابوعلم: تفتكر ان من الافضل للمحافظ انه بيكون ينتمي من حيث جذوره لهذه المحافظة او تلك على الاقل يكون عنده فكرة ولو عامة وبسيطة عن المحافظة اللي ممكن يتولى المسئولية فيها ؟ د/حمدي عبد العظيم:دا طبيعي بس برضه لها محاذير ان هو ممكن يخضع للتاثير العائلي واصحاب المصالح وهنا اعتقد انه لو فيه هنا ضوابط علشان تردع أي واحد يرتكب أي فساد او مجاملة او تربح شخصي بعد ما شفنا اللي صل بعد ثورة 25 يناير محاكمات باستمرار على تجاوزات في اراضي واشياء غير مسموح بها قانونا هالة ابوعلم: اعتقد يا دكتور حمدي بعد اللي بنشوفه من محاكمات للفاسدين في النظام السابق اعتقد ان دي رسالة واضحة لاي مسئول هييجي بعد كده ان هو يلتزم الانضباط والصدق والشفافية وان هو يقضي وقته كله في خدمة المكان اللي هو فيه وخدمة الشعب لانه غيركده الحقيقة بتبقى المحاسبة شديدة جدا .. من ضمن الانتقادات اللي وجهت لحركة المحافظين ايضا حضرتك قلت انها خالية من عنصر الشباب وعنصرالمراة ايضا قالوا انها خالية من العنصر القبطي تفتكر حضرتك ان دا راجع لمشكلة محافظ قنا المشكلة الاخيرة اللي واجهت محافظ قنا ولا دا نتيجة تنامي التيارالديني في المجتمع د/حمدي عبد العظيم:اعتقد ان تنامي التيار الديني مسئول الى حد كبير عن هذا وان كنت ارى انه ليس هناك مبرر ولا مخاوف من مثل هذه الاشياء ومش لازم محافظ قبطي يبقى في محافظة معظمها اقباط ممكن يرفضوه انما ممكن أي محافظة حدودية او أي محافظة زي الوادي الجديد او غيرها ممكن ينجح فيها نجاح باهر جدا وفي هذه الحالة تعتمد على شخصيته وكفاءته وقدراته بصرف النظر عن الديانة في هذه الحالة هالة ابوعلم: ايه ابرز مهمات المحافظ الجديد في أي محافظة ؟ د/حمدي عبد العظيم: اولا لازم يشوف المشاكل اللي تمت عبر السنوات الطويلة في كل الخدمات، المحافظات خدمات عنده خدمات في الاسكان والعشوائيات عنده خدمات في الزراعة في الصحة في التعليم في الكهربا وفي كل شئ ، لابد ان يحد المشكلات والاولويات ثم يضع الخطط والاليات او البرامج اللي هتؤدي الى حل هذه المشكلات خلال فترة زمنية معينة يعني يعمل توقيت وبرنامج زمني لحل المشكلة ، "الف" لها اولوية اولى وبعدين المشكلة التانية وهكذا بحيث انه خلال فترة زمنية اللي هو عامل لها هذا التخطيط وهو قبل كده كان يعتمد على المجلس الشعبي المحلي حاليا مش موجودة هذه المحليات فوزير التنمية المحلية مع رئيس الوزراء المفروض مسئولين عن متابعته في تنفيذ هذه الخطط الموضوعة او الاليات بس علشان دا يحصل لازم ياخد التفويض والتمكين ، والتمكين الاداري والمالي بمعنى انه ما يعتمدش على الوزارة ما يبقاش سكرتير زي ما قال محافظ الشرقية السابق هالة ابوعلم: حضرتك بتشوف ان مسئولية المحافظ بالدرجة الاولى هي مسئولية سياسيةولا تنفيذية ؟ د/حمدي عبد العظيم:هي الحقيقة تجمع بين الاتنين لان هو كرجل تنفيذي لازم يلبي جميع المطالب ويحل المشاكل لكن يجب انه يكون عنده الحس الأمني يعين مش دارس علوم سياسية لكن عنده الحس الأمني الحس السياسي اللي يستطيع يعمل توازنات ما بين الأفراد وبعضهم البعض القبليات والجامعات المختلفة او يقضي على أي منازعات طائفية او عرقية او حتى قبلية بين العائلات وبعضها دا جانب سياسي داخلي يعتبر من السياسة الداخلية ايضا دوره تثقيفي سياسي ممكن في المؤتمرات الشعبية اللي بتتعمل لشباب الجامعات وللشباب بصفة عامة انه بيلعب دور في تثقيف وتوعية بأهداف الثورة الجديدة او العصر الجديد والمطلوب والدعوة للعمل هالة ابوعلم: هل حضرتك بتنشوف ان المحافظ في الفترة الجديدة اللي احنا بنعيشها دلوقت هل مكلوب مسالة اللامركزية يعين كنا دائما بنطالب بمسالة اللا مركزية لانه كان دائما فيه تضارب بين مسئولية المحافظ اومهمته وما بين بعض الوزراء فيه تضارب في المهام يعني اعتقد كمان ان الفترة اللي جاية مطلوب تحديد والفصل مابين مهمة المحافظ ومهمة الوزارة اللي هي بتبقى تنفيذية بالدرجة الاولى انا عايزة اسأل حضرتك مين اكتر محافظ حضرتك اعجبت باداؤه خلال توليه فترة محافظته وقدران هو ينجز ويحقق انجازات كبيرة لشعب المحافظة اواهالي المحافظة ؟ د/حمدي عبد العظيم:والله هو يمكن فيه عبر عقود طويلة يمكن انا فاكر دكتور عبد الرحيم شحاته في القاهرة وقبل كده كان في الفيوم وفي الجيزة وانا عاصرته في الفيوم لانها بلدنا يعني فكنت بشوفه بينزل الشارع وبيقعد مع البياعين والسواقين وبيحل مشاكل وقرارات فورية على الطبيعة كان بيمشي هنا برضه حوالين ماسبيرو بيعالج مشاكل وبيحل وبيخطط وبيعمل اجتماعات في العربية وهو ماشي وفي الاتوبيس ودا معناهلا انه راجل ميداني ما بينتظرش اللجان واوراق ومستندات انما بيتخذ قرار فوري وبيحل مشاكل وكان عنده طاقة ماشاء الله انه هو يتحرك ليل ونهار بشكل كبير جدا ويستمع الى المواطنين كمواطن عادي بدون ان يعرفوا ان هو المحافظ هالة ابوعلم: ومهنته الاساسية د/حمدي عبد العظيم: كان استاذ زراعة ، استاذ بحوث زراعية هالة ابوعلم: فيه نموذج اخر حضرتك تذكره ؟ د/حمدي عبد العظيم: فيه طبعا اللواء المحجوب في اسكندرية استطاع انه هو ينجح في موضوع العمل التطوعي لان هو جعل من اسكندرية مدينة نظيفة وجميلة وبنية اساسية رائعة وتخطيط رائع اعتمادا على مشاركة رجال الاعمال والمستثمرين بالتفافهم حوله تطوعا واختيارا وليس من الدولة هالة ابوعلم: يعني خليني اذكر نموذج اخر اللواء عادل لبيب اللي كان محافظ لقنا ايضا كان نموذج رائع وناجح ايضا والدليل على كده ان اهالي قنا رحبوا بيه مرة اخرى ان يكون محافظ مرة اخرى للمحافظة لديهم...... بشكرك دكتور حمدي على وجودك معانا النهاردة ودائما ننتظر الخير الكثير من مصر ومن كل مسئول يتولى مسئولية مهمة محددة على ارض مصر خاصة بعد ثورة 25 يناير بتوجه بالشكر لضيف هذه الحلقة الدكتور حمدي عبد العظيم عميد أكاديمية السادات السابق واشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة ونلتقي غدا ان شاء الله واتجاهات
