صحيفة جيروزليم بوست الإسرائيلية: تحت عنوان "كلما زادت خسائر الأسد زلت قدم حزب الله أكثر فى المستنقع السورى" كتبت الصحيفة تقول: تفيد أخر التقارير الواردة من نطاق جبال القلمون فى غربى سوريا أن حزب الله يصد الجهاديين المنتمين لجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية. وأعلن حزب الله أنه استولى على 300 كم مربع من المتمردين السنة، ومع ذلك فإن الصورة الأوسع للإسلاميين الشيعة الذين يهيمنون على لبنان تعد أقل تفاؤلا. وأضافت الصحيفة أن التحالف الذى تقوده إيران والذى يعد حزب الله جزءًا منه أفضل تنظيما وفعالية من حيث القيادة من منافسيه السنة. وتعد قدرة حزب الله على حشد موارده بطريقة مركزية وفعالة هى ما مكنه من المحافظة على نظام الأسد فى سوريا حتى الآن. وترى الصحيفة أن الميزة العددية الآن التى يتمتع بها السنة فى سوريا تعدل من مسار الحرب. وتعتقد الصحيفة أنه فى ضوء عدم استعداد أو قدرة الأقليات التى كانت تشكل جوهر الدعم لنظام الأسد على إمداده بالقوة البشرية المطلوبة، فإن العبء يقع على كاهل الأصدقاء والحلفاء فى لبنان، وهو ما يعنى أن حزب الله سوف يضطر إلى الانتشار على نحو أكثر كثافة وعمقا داخل سوريا عما كان عليه الحال فى السابق. وفيما مضىى كانت مشاركة حزب الله تقتصر إلى حد كبير على المناطق ذات الأهمية الخاصة للحزب. وأضافت الصحيفة أن حزب الله كان يقاتل من أجل إبعاد المتمردين عن الحدود اللبنانية وتأمين الطرق السريعة بين المناطق الساحلية الغربية ودمشق. ولا يستطيع حزب الله الاعتماد الآن على قيام العناصر الأخرى المؤيدة للنظام بصد المتمردين فى المناطق التى تقع فيما وراء الحدود السورية- اللبنانية. وهذا يعنى أن الانجاز المحدود فى القلمون سيبرهن على أنه انتصار يعادل الهزيمة ما لم تتم حماية مصلحة النظام السورى إلى حد أبعد من ذلك وهكذا تنزلق أقدام حزب الله أكثر فى المستنقع السورى. وتحت عنوان"الجيش الإسرائيلى يستطيع هزيمة حزب الله وإحداث تغيير حقيقى فى التوازن الاستراتيجى فى الشمال" كتبت الصحيفة تقول: بعد هدوء نسبى دام على مدى ثمانية أعوام على الجبهة اللبنانية فإن هناك مخاوف متزايدة فى إسرائيل حيال إمكانية اندلاع القتال من جديد مع حزب الله، الميليشيا الشيعية المدعومة من إيران. وأضافت الصحيفة أن الإسرائيليين يميلون إلى نسب الهدوء الذى استمر لفترة طويلة إلى الردع الظاهرى الذى تم تحقيقه من خلال الحرب اللبنانية الثانية التى اندلعت فى عام 2006. بيد أن هناك عوامل أخرى كانت على قدم المساواة من المحورية فى قرار حزب الله تجنب التصعيد ضد إسرائيل. وذكرت الصحيفة أيضا أنه خلال الأعوام القليلة الماضية انغمس حزب الله فى الاضطرابات الشديدة الناجمة عن الحرب الأهلية فى سوريا، وقام نيابة عن إيران بإرسال القوات للدفاع عن الحليف الرئيسى المتمثل فى نظام الرئيس السورى بشار الأسد ضد الميليشيات السنية التى تنتمى للمعارضة لاسيما جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام. وأفادت الصحيفة أن حزب الله اضطر لنشر قواته فى مواجهة الجهود التى يبذلها المتطرفون السنة لتوسيع ميدان المعركة عبر الحدود لتصل إلى الأراضى اللبنانية، وعلاوة على ذلك فإن قوات حزب الله تشارك أيضا فى الحروب الدائرة فى العراق واليمن وأن كان إلى حد أقل.