تبنى مجلس الأمن الأربعاء مشروع قرار أوصى فيه الجمعية العامة بقبول جمهورية جنوب السودان عضواً في الأممالمتحدة. وكان مجلس الأمن قد بحث الأربعاء في جلسة خاصة الطلب المقدم من جمهورية جنوب السودان للإنضمام إلى المنظمة الدولية، كما بحث المجلس أحدث تقارير الأمين العام للأمم المتحدة عن تطورات الأوضاع في السودان. وأصدر رئيس مجلس الأمن السفير بيتر ويتج مندوب ألمانيا الدائم لدى الأممالمتحدة والذي تتولى بلاده رئاسة المجلس في يوليو الجاري - بياناً بالإنابة عن أعضاء مجلس الأمن "هنأ فيه جمهورية جنوب السودان في هذه المناسبة التاريخية". وقال رئيس المجلس في البيان "أحيط المجلس علماً مع بالغ الإرتياح بتعهد جمهورية جنوب السودان رسمياً بالإلتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة وبالوفاء بجميع الإلتزامات الواردة به". وأضاف: إننا نتطلع إلى اليوم الذي تنضم فيه إلينا جمهورية جنوب السودان بوصفها عضواً في الأممالمتحدة وإلى العمل علي نحو وثيق مع ممثليها. وقالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأممالمتحدة السفيرة سوزان رايس إن هناك تحديات مازالت قائمة تواجه دولة جنوب السودان الوليدة، من بينها العلاقة مع حكومة الخرطوم، والتنفيذ الكامل لإتفاق السلام الشامل مع جمهورية السودان في الشمال، وحل العديد من القضايا العالقة في إتفاق السلام الشامل بينهما كقضايا الحدود والمواطنة والنزاع على منطقة أبيي. وحذرت السفيرة الأمريكية - في تصريحات للصحفيين عقب إنعقاد جلسة مجلس الأمن المتعلقة بقبول عضوية دولة جنوب السودان إلى الأممالمتحدة لتصبح الدولة رقم 193 من أعضاء المنظمة الدولية - من تداعيات عدم حل هذه الموضوعات بين البلدين.. وقالت: إن "عدم حل هذه القضايا يمكن أن يقوض التقدم الذي تم احرازه في مناطق أخري". وقالت السفيرة الأأمريكية إنها تتطلع غداً في إجتماع الجمعية العامة إلى الإعتراف الرسمي بقبول دولة جنوب السودان عضواً في الأممالمتحدة، مشيرة إلى أنها شاهدت بنفسها التفاؤل والحماس عندما شاركت في الإحتفال بإعلان إستقلال جنوب السودان في جوبا يوم التاسع من يوليو الجاري، وقالت إنها نقلت للمسئولين في جنوب السودان تهاني الرئيس باراك أوباما بهذه المناسبة التاريخية. وجددت المندوبة الأمريكية لدي الأممالمتحدة الإعراب عن قلق بلادها ازاء الأحداث الجارية في جنوب كردوفان، وتدهور الأوضاع الأنسانية هناك.. وقالت: سيكون من سوء الطالع لو خالفت الخرطوم الإتفاقات التي وقعتها الحكومة السودانية بخصوص ذلك..وأعربت عن أسف واشنطنلإصرارالخرطوم على إنهاء عمل بعثة الأممالمتحدة "أونميس" في البلاد. ولفتت سوزان رايس إلى أن الإدارة الأمريكية ستركز جهودها المقبلة على الوضع في دارفور غرب السودان.. مشيرة إلى أن الفترة الأخيرة شهدت جهوداً مكثفة بشأن إستقلال جنوب السودان، إلا أن تركيزنا سوف يستمر بالنسبة للأوضاع في دارفور. وفيما يتعلق بتحسين العلاقات الأمريكية مع الخرطوم بعد إستقلال جنوب السودان، قالت رايس إن هناك خريطة طريق لتحسين العلاقات، وأن الولاياتالمتحدة ترغب من الخرطوم العمل على حل جميع القضايا العالقة في إتفاق السلام الشامل مع جنوب السودان، والوضع في أيبي، وقضايا الحدود وغيرها.