كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية النقاب عن أن بريطانيا قررت استخدام طائرات "الاباتشى" المروحية المقاتلة فى عملياتها العسكرية بليبيا معتبرة ان استخدام هذه المروحيات القادرة على ضرب اهداف صغيرة بدقة يعنى تصعيد الصراع فى هذا البلد العربى. ورأت الصحيفة فى تقرير بثته على موقعها الالكترونى أن القرار يعنى أيضا رغبة بريطانيا وشركائها بحلف شمال الأطلنطى "الناتو" فى كسر الجمود الراهن الذى يعترى العمليات العسكرية فى ليبيا وخاصة فى مدينة مصراتة الساحلية. وأضافت الصحيفة البريطانية فى تقريرها الذى استندت فيه لمصادر أمنية أن هذه العمليات الخطرة لطائرات الأباتشى البريطانية جنبا إلى جنب مع مروحيات فرنسية من الطراز ذاته تعكس أيضا شعورا بالإحباط لدى القيادات العسكرية البريطانية والفرنسية بشأن عدم القدرة على حماية المدنيين فى ليبيا بصورة كاملة فى مواجهة عمليات القوات الموالية لنظام العقيد معمر القذافى. ومضت الصحيفة لتقول ان الدفع بمروحيات الاباتشى لسماء ليبيا يعنى ان القصف الجوى الأطلسى من ارتفاعات عالية لم يفلح فى حماية المدنيين من هجمات قوات القذافى فيما أعادت للأذهان القدرة العالية لهذا النوع من المروحيات على المناورة وإصابة الأهداف الصغيرة بدقة من ارتفاعات منخفضة كما تظهر خبرات الحرب فى افغانستان. ونوهت بأن القرار يعنى ضمن مايعنيه ان عمليات الناتو فى ليبيا تقترب أكثر وأكثر من الأرض غير أن نقطة الضعف فى استخدام مروحيات الاباتشى تتمثل فى إمكانية إصابتها بصواريخ محمولة على الكتف أو حتى بنيران البنادق من الأرض. وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية الى ان نظام العقيد معمر القذافى كان قد أدان بشدة زيارة كاترين آشتون الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الاوروبى لبنغازى وافتتاحها أمس مكتبا للاتحاد الاوروبى بالمدينة , مؤكدة أن هذه الخطوة تستهدف التقسيم. وكشفت صحيفة "الجارديان" فى تقرير سابق عن أن تورط بريطانيا في النزاع الدائر في ليبيا سيكلف دافعي الضرائب البريطانيين مليار جنيه استرليني إذا استمرت الحرب حتى خريف العام الحالى وفقا لما هو متوقع , بحسب تحليلات خبراء ومعلومات جمعتها الصحيفة . ونسبت الصحيفة إلى مسئولى دفاع بريطانيين قولهم أن تكلفة بريطانيا بعد مرور شهرين وحتى الآن من وراء إسقاط عشرات القنابل ومئات الطلعات الجوية ونشر أكثر من ألف فرد من القوات البريطانية منذ بدء "عملية الحامى الموحد " الخاصة بقصف أهداف لحماية مدنيين في ليبيا يقدر بحوالي 100 مليون جنيه استرليني . وبحث وزيرا الخارجية البريطاني وليم هيج والامريكية هيلاري كلينتون فى لندن اليوم التطورات في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها ليبيا وسوريا والسودان واليمن. وفي رد على انتقادات حول الدور الأمريكي في ليبيا, قالت كلينتون إن الجهد الحربي الأمريكي في ليبيا يصل الى 25 % من العمليات العسكرية لحلف شمال الاطلنطي, ولهذا فإنه لا يجب التعبير عن عدم الرضا بالمشاركة الأمريكية في العمليات العسكرية فوق ليبيا.