قالت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية أن حالة استنفار تسود أوساط وكالات الاستخبارات الأمريكية بعد غارة ما قبل فجر الاثنين الماضى فى سباق مع الزمن من أجل استثمار المعلومات التى توجد بهذا الكم الهائل من الوثائق والملفات الالكترونية التى جمعها فريق القوات الخاصة التابع لسلاح البحرية الأمريكى من مجمع أسامة بن لادن فى باكستان قبل مبادرة جماعات أخرى أو قيادات للقاعدة بإدخال تغييرات على أساليب إتصالاتها أو التحرك إلى أماكنهم الآمنة. وبحسب ما ذكرته الصحيفة على موقعها الالكترونى نقلا عن مسئولين أمريكيين مساء الخميس قولهم "إن العديد من الملفات الالكترونية مدونة بلغات متعددة، بينما البعض منها "مشفر" وتبدو للوهلة الأولى بأنها يمكن أن تكون على درجة ما من القيمة، وفقا لما ذكره مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكى". وعلمت الصحيفة أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى آى إيه" شكلت فريق عمل خاص لتحليل المادة المجمعة من مدونان وتسجيلات أسامة بن لادن المتعلقة فى مجملها بألغاز المؤامرات الإرهابية القائمة ومواقع القيادات الأخرى للقاعدة وموارد التمويل ومعلومات استخباراتية أخرى. ومن ناحية أخرى، عزز متنصتو وكالة الأمن القومى الأمريكية جهودهم لالتقاط أى "لفظ أو عبارة" غير عادية خلال ثرثرة من جانب قيادات القاعدة أو متعاطفين من كافة أنحاء العالم فى أعقاب غارة ما قبل فجر الاثنين الماضى لكوماندوز البحرية الأمريكية التى اودت بحياة أسامة بن لادن وأربعة أخرين. وأكدت الصحيفة الأمريكية أن مسئولى مكافحة الإرهاب الأمريكيين يشعرون أيضا بقلق خشية إحتمال إسراع خلايا القاعدة أو منتسبين إليها فى تنفيذ مؤامرات قائمة بالفعل للتأكد من إنجاز الهجمات قبل توصل عملاء الاستخبارات الامريكية إلى المعلومات التى تتيح لهم إمكانية ملاحقة قيادات جديدة. وبحسب ماذكره خبراء أن التخطيط للعمليات الارهابية الكبرى- خاصة تلك التى تضمن أهدافا متعددة- يستغرق عادة أشهر وربما أعوام، لذا فإن أى محاولة الآن للتغيير أو التعجيل فى تنفيذ تلك الخطط يمكن أن يفتح بابا أمام عملاء الاستخبارات الامريكية لاعتراض رسالة أو الحصول على معلومات أخرى من شأنها المساعدة على إحباط إحدى المؤامرات. ويعتقد عملاء الاستخبارات الأمريكية أن حالة التشوش وإعادة التنظيم التى تعقب عادة إلقاء القبض أو قتل أحد كبار القيادات العملياتية للقاعدة يعد إحدى المراحل المثمرة لجمع معلومات. فيما يتابع ويرصد محللون فى الوقت ذاته ما إذا كان سيظهر أحد الأشخاص بعد رحيل أسامة بن لادن كمنافس لأيمن الظواهرى الوريث الواضح المفترض والنائب الأول لزعيم القاعدة منذ أمد طويل. وأوضحت الصحيفة أنه فيما كان أسامة بن لادن الزعيم الروحى والملهم والممول للقاعدة، فإن أيمن الظواهرى كان يعتبر العقل المدبر التنظيمى وان كان لا يتمتع بالقدر ذاته من الشعبية التى كان يتمتع بها بن لادن ويفتقر لكارزيما فن الحكى الشخصى الذاتى التى جذبت المجاهدين والرواد الى جانب بن لادن. وأشارت الصحيفة إلى أن أبو يحيى الليبى يعد أحد مروجى الدعايا للقاعدة الذى أصبح أحد أبطال المجاهدين عندما هرب من سجن تديره الولاياتالمتحدةالأمريكية بقاعدة باجرام الجوية فى أفغانستان فى عام 2005 المنافس الوحيد المحتمل للظواهرى بحسب رأى مسئول استخباراتى أمريكى سابق كان قد قام باستجواب ميلشيات محتجزين. ويعتقد بعض المحللين أن خلافة أبو يحيى الليبى والداكن البشرة لأسامة بن لادن قد يؤدى إلى تنامى الخلافات فيما يتعلق بالموافقة عليه من جانب بعض الكوادر وصفوف المقاتلين من العالم العربى لأنه يمكن أن يكون للعنصرية مكانا أيضا بين المجاهدين، بحسب اعتقاد ستيفن تان أحد خبراء القاعدة بمركز معلومات كارنيجى إندومنت للسلام الدولى ومقره واشنطن. واختتمت الصحيفة مستشهدة بمقولة المسئول الاستخبارات الأمريكى السابق- الذى لم تكشف عن هويته- "إن القاعدة ليست بالتحالف السهل بوصفه يجمع بين إرهابيين ينتمون إلى أرضيات مختلفة ".