ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الغارة الأمريكية التى أسفرت عن قتل أسامة بن لادن مؤسس شبكة القاعدة الذى يتصدر قائمة المطلوب إلقاء القبض عليهم، جددت الجدل المثار حول الأساليب والممارسات الوحشية خلال التحقيقات التى ربما بدونها ما كان قد تم التوصل إلى مكان بن لادن. وأشارت الصحيفة، فى تقرير ظهر على موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء، إلى أنه بحسب ما كشف عنه مسئولو الاستخبارات أن مجموعة الأدلة التى أدت بهم إلى المجمع الكائن فى باكستان، الذى يتخذه بن لادن كمخبأ له إنما هى فى واقع الأمر خلاصة لمجمل تبريرات مسئولى إدارة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الخاصة بسياستهم الخاصة ب "تعزيز تقنيات التعذيب" مثل محاكاة عمليات الغرق فى الماء بغمس رؤوس من يتم التحقيق معهم فى المياه لأقصى فترات ممكنة. ومن بين هؤلاء المسئولين جون يو أحد مسئولى وزارة العدل الأمريكية سابقا الذى دون مذكرات قانونية سرية تبرر عمليات الاستجواب الوحشى، الذى أشار فى ورقة عمل بعنوان "ناشونال ريفيو" يوم الاثنين الماضى إلى "أن نجاح اليوم يمكن أن يكون شرفاً مشروعاً من حق الرئيس أوباما.. وإن كان مديناً للقرارات الصعبة التى اتخذتها إدارة بوش". وذهبت الصحيفة إلى أنه يمكن التكهن من خلال نظرة متأنية لاستجوابات أحد السجناء، أن التقنيات الصارمة لعبت دوراً بسيطاً فى الأغلب فى تحديد الشخص الذى يضطلع بدور المراسل لبن لادن والكشف عن مخبأه فى الوقت الذى قدم فيه أحد السجناء الذى خضع لنوع من المعاملة الصارمة وصفا دقيقا لهذا الشخص، وفقاً لما ذكره مسئولون حاليون وسابقون مطلعون على الاستجوابات بينما تردد أن اثنين آخرين خضعا أيضاً للتعذيب الصارم - من بينهما خالد الشيخ محمد الذى تم التعامل معه بأساليب وحشية من بينها ممارسة عملية الإغراق فى الماء 183 مرة - ضللا المحققين بتقديم مواصفات مختلفة تماما لهوية المراسلة الذى تمكن مسئولو وكالة المخابرات المركزية من خلال المعلومات الاستخباراتية المتراكمة التعرف على هويته وكنيته أبو أحمد الكويتى وان كانت لم تكشف عن اسمه الحقيقى. وبحسب الصحيفة، فإن النقاش الدائر بشأن كافة الملابسات التى أحاطت بعملية وفاة بن لادن جددت النقاش الوطنى بشأن التعذيب الذى كان قد أثير خلال أعوام رئاسة بوش الذى دافع هو والعديد من المحافظين بالإدارة الأمريكية على ضرورة حث عملاء القاعدة على التحدث، وهو التوجه الذى اعتبره دعاة حقوق الإنسان وأيضاً أوباما خلال حملته الانتخابية بأنه خيانة للمبادئ الأمريكية مقابل الحصول على القليل أو ربما لا شىء. ومن جانبه، حاول مسئولو إدارة أوباما الذين يعتزمون الاحتفال بنجاح العملية التى أودت بحياة أسامة بن لادن مع أقارب ضحايا "جراوند زيرو" يوم الاثنين القادم تفادى إعادة تأجيج معركة حامية الوطيس حول التعذيب التى كانت قد بدأت بالفعل قبل اكتمال يوم واحد على الغارة التى أنهت حياة بن لادن الرجل الذى إثارة حيرة وذهول العالم الذى ظل يتعقبه لمدة 13 عاماً منذ حادث تفجير السفارتين الأمريكيتين بالعاصمة التنزانية دار السلام والكينية نيروبى.