لم تعد مشكلة المرور في شوارع القاهرة مقصورة علي شهر رمضان المبارك, بل تمتد حاليا لتشمل كل أشهر العام, ولم تعد هذه المشكلة مرتبطة بتوقيتات وساعات ذروة محددة, ولكن باتت الاختناقات المرورية رهن أخطاء بسيطة يمكن حلها, مثل تعطل سيارة, أو وقوف سيارة أخري في الممنوع, أو سلوكيات غير مسئولة من بعض قادة السيارات, إضافة إلي المشكلة الرئيسية الناجمة عن ارتفاع عدد سكان القاهرة وكثافتها السكانية وعدد السيارات التي تسير في شوارعها, بما فيها السيارات القديمة. ومع ذلك, فإن مشكلة الاختناق المروري ليست مقصورة علي القاهرة وحدها, ولكنها موجودة في مدن عديدة مزدحمة في مختلف أنحاء العالم, بل إن الحالة ربما تكون أسوأ بكثير في بعض المدن, بغض النظر عن مدي تقدمها أو تأخرها اقتصاديا. وفي هذا الملف, نستعرض مشكلة المرور كقضية عالمية, ليس من قبيل التخفيف من حدة مشاكل مرورنا, ولكن من باب الاطلاع علي جذور المشكلة ومسبباتها في مختلف أنحاء العالم, لنعرف هل لهذه المشكلة أسبابها الخاصة ببلد معين دون آخر, أم أنها مشكلة عالمية الأسباب, كما نحاول أن نعرض مجموعة من أبرز الحلول التي عثرت عليها بعض الدول, متقدمة كانت أو غير ذلك, لمواجهة ظاهرة الاختناقات والزحام, مع النظر بعين الاعتبار إلي حلول المدن ذات الكثافة السكانية الأخري في العالم, فلربما كانت هذه بداية الطريق للبحث عن حلول لمشكلتنا.