ذكرت مصادر امنية ومحللون ان متشددين اسلاميين ربما يقفون وراء السيارتين المفخختين اللتين تم ابطال مفعولهما، لكن من السابق لأوانه توجيه اصابع الاتهام بشكل مؤكد. ويقول البعض ان طبيعة العبوة الناسفة والتفاصيل التي ظهرت حتى الآن ومنها تقارير بأن شهود عيان رأوا السيارة تسير 'بشكل غريب' تختلف مع اسلوب عمليات القاعدة المعتاد، والذي يضم عملاء منظمين يشنون هجمات متعددة ومتزامنة. وقال مصدر امني 'القاعدة احتمال كبير من حيث العدد'، في اشارة الى ما يقدر بنحو 1600 من المتشددين الاسلاميين في بريطانيا، والذين يقول جهاز المخابرات الداخلي 'ام 15' انه يتتبعهم. واضاف المصدر 'ولكن من السابق لأوانه تماما ان ينسب الى مصدر محدد'، مشيرا الى انه 'سيكون من الخطأ وقصر النظر استبعاد الخيارات المحلية ايضا. من الواضح ان هناك جماعات متطرفة متعددة ايضا'. وربما تضم هذه الفئة ايضا الجمهوريين المعارضين في ايرلندا الشمالية، ولكن المحللين الامنيين ينظرون اليهم على انهم الجهة الاقل احتمالا. وقال بوب ايرز من مركز تشاتام هاوس البحثي 'عندي شكوك كبيرة في انه قد يكون الجيش الجمهوري الايرلندي او حتى جماعة منشقة منه لأنه (الجمهوري) حقق نجاحا في التفاوض حول تقاسم السلطة في ايرلندا الشمالية. فلماذا العودة الى حملة التفجيرات.. انها ستأتي بنتائج عكسية'. وقال مصدر في الشرطة ان القنبلة لم تحمل بصمات القاعدة لكن ليس من المستبعد ضلوعها في الحادث، فيما افادت شرطة سكوتلاند يارد ان التحذير جاء من طاقم سيارة اسعاف كان موجودا اثناء حادث في ناد ليلي قريب وظن انه شاهد دخانا داخل السيارة. ويعتقد خبراء ان هذا قد يشير الى ان العبوة الناسفة تركت بعد ان اصبحت غير مستقرة. وقال بيتر نيومان من كينجز كوليدج في لندن انه اذا كان الاسلاميون مسؤولين فقد يتضح انهم افراد علموا انفسهم بأنفسهم، وليسوا من كوادر القاعدة المدربين جيدا. واضاف 'اذا كان هذا شيئا مرتبطا بالقاعدة فإنه يبدو بدائيا جدا كي اكون امينا'، واستطرد 'لا تشبه نوع العبوات المتطورة للغاية التي يستخدمونها، انها تشبه بالنسبة لي (القنابل) التي كان يستخدمها الجيش الجمهوري الايرلندي في السبعينات'، وتابع قائلا 'اذا اتضح انه هجوم على النهج الاسلامي فإنني ربما اخمن انه من تنفيذ من يطلق عليهم اشخاص (يتحركون من تلقاء انفسهم)'. وتحدد مستوى التهديد من حدوث عمليات ارهابية في بريطانيا بأنه خطير مما يعني ان 'من المحتمل وقوع هجوم بشكل كبير'، وكان اربعة من مسلمي بريطانيا فجروا انفسهم مما اسفر عن مقتل 52 شخصا في هجوم على شبكة النقل في لندن في السابع من يوليو 2005. وقال ديفيد كلاريدج المدير الاداري في مؤسسة جانوسيان لإدارة المخاطر الامنية ان القلق الرئيسي للسلطات الآن هو امكانية تزايد عدد القنابل. واضاف 'القلق الرئيسي في هذه المرحلة هو ان تكون بداية لحملة او انها قد تكون واحدة من عدد من العبوات'. ومضى يقول 'سيكون شيئا يدعو الى الدهشة اذا ذهبنا مع الافتراضات التي تربط ذلك بالقاعدة.. اذا كانت هذه هي العبوة الوحيدة'. وقالت الشرطة ومصادر امنية انه لم تكن لديهم معلومات مخابرات مسبقة. وقال نيومان 'ربما يسبب هذا صدمة كبيرة لهم، اكتشفوا هذا بالصدفة'، واضاف 'هذا يوضح ان هناك اشخاصا ليس عندهم اي فكرة عنهم وانهم قادمون من المجهول'. أكبر تهديد أمني بعد اجتماع للجنة الطوارئ العليا المعروفة باسم 'كوبرا' الذي عقد برئاسة رئيس الوزراء الجديد غوردون براون قالت وزيرة الداخلية جاكي سميث 'نواجه حاليا أكبر تهديد امني خطير ومستمر لبلدنا من الارهاب الدولي'.