قال مسئول رفيع في الحكومة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس العمل على إبرام اتفاق سلام مؤقت مع الفلسطينيين وأضاف المسئول الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه أن نتنياهو ربما يحاول السعي الى "مسار مرحلي" صوب اتفاق سلام دائم بدلا من اتفاق يحل جميع القضايا المحورية طبقا لما سعت اليه الولاياتالمتحدة والحلفاء الاوروبيون. كانت محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي رعتها الولاياتالمتحدةالأمريكية بين الجانبين فى عام 2010 قد انهارت بعدما رفض نتنياهو تمديد تجميد جزئي للنشاط الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة. ويجادل مسئولون إسرائيليون منذ فترة طويلة بأن التوصل الى اتفاق مؤقت يستمر عدة سنوات سيكون أسهل من التفاوض على معاهدة واحدة تتناول جميع القضايا الجوهرية الصعبة مثل وضع القدسالمحتلة. ويقول محللون إن هذا النهج سيتضمن منح الفلسطينيين فرصة لإقامة دولة مستقلة على جزء من الضفة الغربية وقطاع غزة مع إمكانية توسيع رقعة أراضيها لاحقا.وقد امتنع المسئول الإسرائيلى عن إعطاء أي تفاصيل ولم يتضح بعد إن كان الفلسطينيون سيقبلون مثل هذا الإجراء. من جانبه وصف تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن التسهيلات الاقتصادية التى ينوى تقديمها إلى الجانب الفلسطينى بأنها مجرد مناورات سياسية لخداع الرأى العام الدولى . وقال خالد - فى تصريح صحفى له الثلاثاء - إن نتنياهو يتهرب من الاستحقاقات السياسية والضغوط الدولية التى تدعو حكومته إلى وقف نشاطها الاستيطاني فى جميع الأراضى الفلسطينيةالمحتلة بعدوان عام 1967 وفى المقدمة منها القدس العربية. وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو حول حقل الغاز وتحلية المياه وزيادة الصادرات وتقديم تسهيلات شكلية في الضفة الغربية ومشاريع إسكان وهمية للفلسطينيين في القدسالمحتلة تؤكد أنه ما زال يتمسك بخيار السلام الاقتصادي كبديل للتسوية السياسية الشاملة والمتوازنة للصراع الفلسطينى الإسرائيلى. وأوضح تيسير خالد أن السلام الذى يسعى إليه نتنياهو هو سلام يبقى الأوضاع على ما هى عليه ولا يقدم للجانب الفلسطينى سوى حكم إدارى ذاتى فى المناطق الفلسطينية كثيفة السكان فى وقت تواصل فيه إسرائيل سياستها الاستعمارية وأنشطتها الاستيطانية فى القدس وغيرها من مناطق الضفة الغربية لقطع الطريق على فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة تمارس سيادتها على الأراضى الفلسطينية فى حدود الرابع من يونيو عام 1967 . وطالب خالد الرباعية الدولية خلال اجتماعها القادم أن تلتزم بمسئولياتها فى كبح جماح سياسة حكومة إسرائيل المعادية للسلام ودفعها إلى التوقف عن سياسة العقوبات الجماعية المحرمة دوليا وعن عمليات القتل اليومية ضد المواطنين الفلسطينيين والتوقف عن جميع أنشطتها الاستعمارية الاستيطانية فى الضفة الغربية.