فيما يبدو أنه إمعان في الحرب النفسية التي يعتمدها تنظيم داعش منذ ظهوره، نشر موقع تابع للتنظيم شريط فيديو يظهر إعدام الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، حرقا، بعد أيام من مفاوضات مع الأردن لإطلاق سراحه مقابل اطلاق سراح السجينة العراقية، ساجدة الريشاوي. وكان الطيار الاردنى معاذ الكساسبة قد اقلع في 24 من ديسمبر الماضي من قاعدة عسكرية بالأردن، لتنفيذ ضربة جوية ضد "تنظيم الدولة"، لكنه لم يكمل رحلته، إذ أسقطت طائرته واحتجز لدى التنظيم فوق الرقة بسوريا. وسعت السلطات الأردنية لتأمين إطلاق سراحه في إطار صفقة لتبادل السجناء كان من المقرر أن تشهد الإفراج عن العراقية ساجدة الريشاوي.التابعة للتنظيم والتى حكم عليها القضاء الأردني بالإعدام لضلوعها في هجمات بالعاصمة عمان أسفرت عن مقتل 60 شخصا في عام 2005. من هو الكساسبة .. معاذ صافي يوسف الكساسبة من مواليد 29 مايو 1988 طيار أردني برتبة ملازم أول ابن محافظة الكرك الواقعة جنوب غربي الأردن، ، أنهى دراسته الثانوية في الكرك ثم التحق بكلية الحسين الملكية للطيران الحربي. وتخرج الكساسبة عام 2009 ليلتحق بطياري سلاح الجو الملكي الأردني، وحصل على رتبة ملازم أول في 2014، ووفقا لزملائه كان الكساسبة من أكثر الطيارين في سلاح الجو خبرة وتميزا، كما عرف بالتزامه الديني وتفوقه الدراسي. والكساسبة المتزوج حديثا، كان واحدا من طياري الجيش الأردني الذين أسندت لهم مهمة تسديد ضربات ضد "تنظيم الدولة" في العراق وسوريا، كون الأردن جزءا من التحالف الدولي ضد التنظيم المتشدد. مفاوضات اطلاق سراحه .. كانت الحكومة الاردنية قد اجرت مفاوضات غير مباشرة لاطلاق سراح الطيار مقابل اطلاق سراح ساجدة الريشاوي المتهمة بتفجيرات عمان في 9 نوفمبر 2005 لكن التنظيم عرض ان يسلم الرهينة الياباني الثاني كينجي غوتو الذي قام تنظيم داعش بإعدامه في 31 يناير 2015 وطلبت السلطات الأردنية اعطاء دليل على سلامة الطيار الكساسبة لكن لم يتم ذلك. ثم تم إعدام الرهينة الياباني الثاني واستمرت المفاوضات السرية حتى اللحظة الأخيرة في 3 فبراير 2015. جدير بالذكر ان السلطات الاردنية اعلنت ان لديها معلومات تزعم بان التنظيم قد قام باعدام الطيار في 3 يناير 2015 وليس في 3 فبراير .وقالت الحكومة الأردنية عبر المتحدث باسمها، أن تنظيم"داعش" كان يماطل في الإفراج عن الكساسبة، وذلك من اجل الإفراج عن الريشاوى بدون مقابل. اعدام ساجدة الريشاوى وزياد الكربولى.. وبعد ساعات من تأكيد خبر قتل الطيار الأردنى معاذ الكساسبة على يد تنظيم "داعش" حرقا، نفذت السلطات الأردنية فى الساعات الأولى من اليوم الأربعاء، حكم الإعدام فى ساجدة الريشاوى، وزياد الكربولى داخل سجن سواقة بالعاصمة الأردنيةعمان . إدانات عربية واسعة وتضامن مع الأردن .. وعقب الاعلان عن الجريمة البشعة التي اقترفها تنظيم "داعش" قام الملك عبد الله الثانى، بقطع زيارته إلى الولاياتالمتحدة، وعاد بشكل سريع للوقوف حول مجريات الرد المناسب. وتوالت ردود الفعل الأردنية، والعربية والدولية، حيث دانت الحكومة الأردنية عملية القتل، متوعدة التنظيم "برد حازم وقوي". وأدان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشدة قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكداً مساندة مصر ووقوفها إلى جانب الأردن في هذا الظرف الدقيق، وفي مواجهة تنظيم همجي جبان يخالف كافة الشرائع السماوية. كما شدد السيسي مجدداً على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي من أجل محاربة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، فضلاً عن مواجهة الفكر المتطرف الذي يقف وراءه، ولاسيما الجماعات الإرهابية التي ترفع شعارات الدين الإسلامي، وهي تسعى في الأرض فسادا، والدين منها براء. من جانبه أدان الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف بشدة العمل الإرهابي الخسيس الذي أقدم عليه "تنظيم داعش الإرهابي الشيطاني من حرق وإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، مؤكداً أن الإسلام حرم قتل النفس البشرية البريئة." كذلك، أدان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الجريمة البشعة بحرق الطيار، واصفا إياها بالشنيعة.وأدانت السعودية تلك الجريمة معتبرة إعدام الطيار الأردني عمل بربري جبان. كما أدان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الامارات العربية المتحدة الجريمة البربرية البشعة والمقززة التي اقترفها التنظيم بحق الشهيد الطيار معاذ الكساسبة.وقال إن الجريمة النكراء والفعل الفاحش يمثل تصعيدا وحشيا من جماعة إرهابية انكشفت مآربها واتضحت أهدافها الشريرة. وبعث الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح ببرقية تعزية إلى ملك الأردن عبر فيها عن استنكار دولة الكويت وإدانتها الشديدة للعمل الإجرامي الذي قام به داعش.كذلك اعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين للجريمة الدنيئة البشعة التي اقترفها ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي ضد طيار أردني، مؤكداً وقوف الكويت إلى جانب الأردن. وفي السياق ذاته عبرت وزارة الخارجية البحرينية عن "استنكارها الشديد لهذه الجريمة البشعة التي تؤكد الوحشية المفرطة والهمجية التي وصل إليها هذا التنظيم الإرهابي، والخطر المتزايد لجرائمه اللاإنسانية."وأشارت إلى أن "هذه الممارسات البربرية تتنافى تماما مع جميع المبادئ والقيم وتتعارض مع كل الشرائع والأديان السماوية"، مؤكدة على دعمها وتضامنها مع الأردن في اتخاذ ما تراه من إجراءات إزاء هذا التنظيم الإرهابي". كما أدان الرئيس الفلسطينى محمود عباس الجريمة البشعة التي أقدم عليها "داعش" الإرهابي ضد الطيار الأردني معاذ الكساسبة.وقال: "لا يمكن لأي إنسان أن يتحملها، فلقد فضحت هذه الجريمة طبيعة الإرهابيين المريضة واللاإنسانية وبعدها كل البعد عن الإسلام السمح". بدورها أدانت حكومة الوفاق الوطني أيضاً ما أقدم عليه "داعش" بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، بإحراقه وهو على قيد الحياة، واعتبرت أن هذا الأسلوب الوحشي لا يمت للأديان والإنسانية بصلة، مشددة على أن فلسطين قيادة وحكومة وشعبا ضد التطرف والإرهاب، وتنحاز لجانب الأردن الشقيق ضده وضد الجرائم الوحشية. وشددت الحكومة على ثقتها الكبيرة بالأردن في تجاوز المصاعب. بدوره أدان المغرب تلك الجريمة التي وصفها بالعمل الإجرامي الشنيع. وأعلنت وزارة الخارجية في بيان صحفي، عن "تضامن المغرب التام" مع الأردن و"دعمه لجهود" عمان في مواجهة "آفة الإرهاب والتطرف". وشددت الرباط على أنها تلقت ب "حزن بالغ وتأثر عميق ما اقترفته يد الإرهاب البغيض ضد الطيار الأردني معاذ الكساسبة". ووصفت إعدام داعش للطيار الأردني، بأنه "معادٍ لكل القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية الكونية"، التي تدافع عن حق "الإنسان في الحياة". إلى ذلك أدان لبنان قتل الكساسبة، وأكدت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان لها تضامنها الكامل مع الأردن حكومة وشعبا. وأملت "أن يتم توثيق كل الجرائم البشعة التي ترتكبها التنظيمات الارهابية واعتبارها ترقى لمستوى الجرائم ضد الإنسانية". كما أدانت الحكومة السودانية مقتل الطيار الكساسبة، على لسان المتحدث باسم الخارجية السودانية يوسف الكردفانى، فى تصريحات صحفية، وصف فيها الحادثة ب "الجريمة البشعة والوحشية التى تتنافى مع قواعد وتعاليم الدين الاسلامى الحنيف". وأعربت قطر "عن بالغ أسفها " لمقتل الطيار الأردني، كما عبرت عن تعازيها ومواساتها لذوي الطيار الكساسبة، مؤكدة على تضامن دولة قطر مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وشعبها. اوباما ..فيديو إعدام الطيار الأردنى دليل على وحشية داعش الرئيس الأمريكى باراك أوباما قال أن الفيديو الذى قام تنظيم الدولة الاسلامية داعش بنشره حول حرق الطيار الأردنى الكساسبة وهو حي، هو دليل صريح على وحشية وشراسة هذا التنظيم الإرهابي. من جهة أخرى دان الجنرال لويد اوستن قائد القيادة الاميركية الوسطى الذي يقود الحرب على تنظيم داعش الاعدام "الوحشي" للطيار الاردني حرقا وهو حي بحسب ما اظهر تسجيل فيديو بثه التنظيم. وقال الجنرال اوستن ان "القيادة الاميركية الوسطى تدين بشدة جريمة القتل الوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش" بحق الطيار الاردني معاذ الكساسبة، مضيفا "سنقاتل هذا العدو الهمجي حتى هزيمته". وقال رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، إن "القتل البغيض لمعاذ الكساسبة سيزيد عزمنا على هزيمة داعش، دعواتي بالصبر لعائلته". وزير خارجية ألمانيا ..مصدوم من مشاهد الإعدام وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر ،قال انه مصدوم بشكل عميق مما نشر حول اعدام الطيار الكساسبة، معرباً عن حزنه، حيث طالب المجتمع الدولى بزيادة الاهتمام في محاربة داعش. وأدان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في بيان صادر عن الرئاسة، ما أسماه عملية "الاغتيال البربرية" التي تعرض لها الكساسبة، وقدم تعازيه لعائلته وللشعب الأردني.